أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th May,2000العدد:10090الطبعةالاولـيالأحد 10 ,صفر 1421

مقـالات

خطوة نحو محو أمية الحاسب الآلي
د, عبد الله بن حيسون المسعودي *
إن حصول المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة على عدة جوائز من المنظمات العالمية المتخصصة في انحسار الأمية يعد أمراً طبيعياً لكل مطلع على نهج وتخطيط قادة هذا البلد المعطاء منذ تأسيسه على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهدنا الحاضر الزاهر بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أول وزير للمعارف وإن دعم قادة بلادي للتربية والتعليم - وبلا حدود - هو إحدى الركائز الأساسية التي انطلقت منها النهضة الشاملة للمملكة العربية السعودية إيماناً بأن الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل يكون في بناء وتربية الإنسان السعودي فهو فرس الرهان والمعين الذي لا ينضب في عطاء الوطن, إن احتفالاتنا العام الماضي في السادس من شهر شوال 1419ه بمئوية التأسيس وهذا العام برياضنا عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م شواهد واضحة وجليلة لمخرجات نهج قيادتنا الحكيمة وتركيزها على التعليم.
المتتبع للخطاب القيادي والنهج التربوي السعودي في الآونة الأخيرة ومع مطلع الألفية الثالثة يلاحظ بوضوح عمق العبارات ودلالتها على دخول القرن الحادي والعشرين منافسين وبقوة على مسايرة دول العالم في علوم التقنية الحديثة ولاسيما وأن العالم أصبح بلا حدود ويمثل قرية صغيرة في ظل التطورات والظواهر العلميه وعصر العولمة الحديثة.
لا أحد يملك حق الاختيار في الانضمام لهذا العالم التقني من عدمه، بل جميع دول العالم مدفوعة بقوة إلى ذلك وإلا سوف تجد نفسها خارج محيط الكرة العالمية الصغيرة وبعيدة كل البعد عن التأثر والتأثير بجاذبية التقنية الحديثة.
الأمية في العصر الحاضر لم تعد أمية القراءة والكتابة بل أصبحت أمية الحاسب الآلي والبريد الألكتروني والتعامل بكل تقنية مهنية مع الشبكة العالمية الانترنت وثقافة المعلومة السرية والمتسارعة في عصر التسارع الحضاري.
كل هذا وغيره كثير لم يغب عن تفكير القيادة السعودية وصانعي القرار في وطني العزيز, وإن مكانة المملكة العربية السعودية بين دول العالم بشكل عام والعالم الاسلامي بشكل خاص تفرض علينا المبادرة في التعامل بكل اقتدار مع المستجدات العالمية الحديثة مع المحافظة على هويتناالعربية الاسلامية متمسكين بمنهجنا الاسلامي وعقيدتنا السمحاء وهذا ما نص عليه خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في خطابه في جامعة الملك سعود حيث قال سموهعلينا أن نأخذ باسباب التقدم في كل المجالات، مؤكدين في ذات الوقت على الثوابت والقيم التي تستمد ثباتها من شريعتنا الإسلامية, وقد يكون تحقيق هذه المعادلة أمراً لا يعني الآخرين، لكنه بالنسبة لنا أمر لا مساومة عليه .
وإن تأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين من الدعائم الرئيسية لتوجه الدولة في الاهتمام بأبناء الوطن ورعاية أصحاب المواهب منهم وتقديم البرامج العلمية النوعية المقدمة لهم بحيث يسهمون في برامجنا التقنية التطويرية المستقبلية وهذه الفئة رغم قلة عددهم وتضاؤل نسبتهم والتي قد لا تتجاوزر 2% من عينة الطلاب إلا أنهم يملكون من القدرات العقلية الشيء الكثير ولهم وزنهم العلمي وتأثيرهم الإيجابي في تطوير العلوم وقيادة التقنية العلمية العصرية وهذا بلاشك هو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه مجلس المؤسسة برئاسة سمو سيدي ولي العهد حفظه الله.
وإذا كان التعليم امناً قومياً،وضرورة من ضروريات البقاء كما قال سموه في كلمته التي خاطب بها أبناءه قائلاإذا كان التعليم في الماضي يراه البعض ظاهرة حضارية، فإنه اليوم أصبح أمناً قومياً وضرورة من ضروريات البقاء، وليس أدل على ذلك من أن الصراع بين الأمم تحول إلى سباق في تطوير التعليم ووسائله وأدواته، ولا يفقد مكانه من ذلك السباق إلا من وهنت عزيمته، وهو أمر مرفوض ، لا نسمح أن تتعرض إليه بلادنا .
فالقول يؤيده الفعل والخطاب يمد يده إلى الواقع فيمتزجان ليشكلا مولوداً حضارياً شواهده ملموسة, ففي كل يوم تشرق فيه شمس وطننا المعطاء نشهد ميلاد مشروع رائد في مجال التقنية وعطاء منقطع النظير من قادة بلادي الحبيبة دعماً لهذه المشاريع لتأخذ مكانها بقوة في بنية المنظومة التعليمية وتتكامل مع المشاريع الحيوية الأخرى التي تصب في مصلحة أبنائنا الطلاب وبالأمس القريب عشنا حدثاً رائعاً هو ميلاد مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي هذا المشروع الذي ولد عملاقا وسوف يظل كذلك بدعم سيدي صاحب السمو ولي العهد حفظه الله ورعاية جميع المسؤولين في وزارة المعارف وعلى رأسهم معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور/ محمد بن احمد الرشيد وهذا المشروع بحق سوف يكون محوراًرئيساً في تطوير مناهج وبرامج وزارتنا الحبيبة والتي يعكف عليها المعنيين في وزارتنا منذ زمن كما يعتبر الركيزة الأساسية في الأخذ بزمام التطور ومسايرة العالم ومن حولنا بما يتيح من استراتيجية تعليمية تعتمد على الحاسب الالي والتعامل مع التقنية الحديثة وهذه أول خطوة نحو محو أمية العصر الجديد.
* مدير التعليم بمحافظة الطائف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved