أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th May,2000العدد:10090الطبعةالاولـيالأحد 10 ,صفر 1421

مقـالات

بوح
هذا الإصدار
إبراهيم الناصر الحميدان
لعله من اللافت للنظر أن العديد من الجهات والمصالح أخذت تسارع إلى اصدار مطبوعات تتحدث عن منجزاتها بطريقة أحسب أنها دعائية في الغالب لا مبرر لها وفي هذا إهدار للنقود والجهد الذي يضيع دون فائدة تذكر لأننا نعرف مقولة تتردد مغزاها الأعمال تتحدث عن الأفعال مما يعني انك مهما قلت فإن العمل هو الذي يتحدث عن نفسه وفي ذات الوقت الذي تتكاثر هذه البهرجة الكلامية عبر هذه المطبوعات المتورمة تكرم أحد الأصدقاء في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية فأهدى إليَّ العدد الأول من مجلة الدراسات اللغوية فصلية وهي بطبيعة الحال إصدار غني عن التعريف لأنه يحوي موضوعات تتوسل إلى تعميق الثقافة اللغوية في الوطن العربي وهي جهد موجه إلى النخبة الذين يمتحون من معين لغة الضاد التي تواجه في هذه المرحلة من حياتنا الثقافية طعنات توجه إلى الجذور والأصل, وكنت قد عدت مؤخرا من زيارة معرض القاهرة للكتاب الذي امتلأت قاعاته بالمئات من الاصدارات في مواضيع شتى حتى يصاب المثقف بالحيرة في هذا البحر الزاخر من أنواع المعرفة, والحيرة هي في الاختيار لأن معظم الموضوعات تشد القارئ المتعطش للمعرفة وهي لا تتوسل في الجذب بقصد الإغواء الإعلامي والتنفيس عن الجهد الذي بذل بدافع رسمي كل في مجال عمله في مختلف القطاعات والشركات والمؤسسات الخاصة وكأنما يخشى هؤلاء من المراقبين الذين يسجلون جهدهم ويحصون إخفاقهم, مع أن المشكلة في العالم العربي -كما يتضح من الاحصاءات- هي في العزوف عن القراءة الواعية التي تلاحق مجالات الإبداع والدراسات العميقة لاكتفاء القارئ هذه الأيام بملاحقة الوجبات الخفيفة من المعرفة التي تحاول وسائل الإعلام تبسيطها في معالجات سريعة ولاسيما أن المد الإعلامي الجديد أخذ ينهال علينا من كافة الجوانب ولاسيما الزخم الفضائي الهائل قنوات فضائية وإنترنت .
ولست أعرف كيف سوف يواجه القارئ الجاد هذه الهجمة التي تكاد تتغلغل في أبسط الأمور الحياتية بالإضافة إلى المد العامي والترويج الرياضي؟ بل كيف يستطيع الموجهون تربويون واجتماعيون إقناع الجيل الجديد من الأبناء باختيار المادة النافعة التي تحتاج إلى تركيز وتجنب الهجمة العاصفة من وسائل الإغواء التي سوف تتلاشى فائدتها إن كانت لها فائدة بمجرد إضاعة ساعات البث؟ وهل الأجدى في هذه المعمعة تجنب اقتناء هذه الوسائل الحضارية التي أصبحت في متناول الجميع وعلى قارعة الطريق بثمن بخس؟
الحقيقة أننا نحتاج إلى عقول راجحة تستطيع أن تبسط تنضيرها الواعي في وجه هذه المعادلة الشائكة في مواجهة نثار العولمة في بعض جوانبها الصاعقة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved