أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th May,2000العدد:10090الطبعةالاولـيالأحد 10 ,صفر 1421

منوعـات

وعلامات
عبد الفتاح أبو مدين
بخمسمائة ريال,, رخصة قيادة!
شيء رخيص جدا! وليس هذا ما يشغلني,, ويشغل الوطن الذي يؤوينا، وإنما المحصلة، وهي في رأيي كارثة ، ان يحصل كل من هبّ ودبّ على رخصة قيادة مركبة، ويعطى وسيلة,, لا يحسن تسييرها، ثم ينزل إلى الشارع، ويستعمل عضلاته وجهله، ليؤذي ويصدم, وتقع الحوادث المختلفة، ويتجمع حولك الناس قائلين: لا يراك الله إلا محسنا، والمسامح كريم,, وهكذا,,!
هذا شيء غير طبيعي، وغير معقول، ولا يحدث في العالم المتقدم ولا المتخلف, ومما سمعت,, ان بعض إخوتنا في الخليج، يأتون إلى هنا للحصول على رخصة قيادة مركبة، لأن الحصول عليها سهل وميسور مما عندهم!
وفي أمريكا مثلا، فإن طالب هذه الرخصة، ينبغي ان يجيب على خمسة وخمسين سؤالا كتابة بالانجليزي، فإذا اخفق، يطلب اليه,, ان يذاكر، ويعود من جديد في موعد يحدد له، ليختبر مرة اخرى وهكذا,,! أما نحن,, فإننا نعطيها لأميين، ولأقوام حتى لغتنا لا يعرفونها، وهذا تفريط، لأن اكثرهم,, لم يقودوا سيارة في بلادهم، وتعم الفوضى العارمة في شوارعنا، وتكثر الحوادث، لأنا نبيع بطاقة قيادة المركبة رخصة ، ولا أعني الجانب المادي، وإنما الجهل,, الذي يفضي الى الاضرار، وخراب البيوت والدمار,,!
كدت وصاحبي ضحى الثلاثاء 27 المحرم,, ان نذهب في شربة ماء كما يقال، في منطقة إدارة الهاتف,, جنوب جدة، حيث إن أمامنا رجلا يقود سيارة ونيت كان على يميننا,, وحين أوشكنا بمحاذاته، جنح,, ليرجع يسارا، حيث نحن، ولولا لطف الله، وأننا سبقناه، هروبا من كارثة محققة، بأن ملنا يسارا، لوقع الهول,,!
إنني اخاطب اصحاب القرار,, ان يحمونا من هذا الهم، الذي يحيق بنا، لأنه شيء غير معقول، وأمر فيه اضرار جمة,,! ولا أعني ايقاف منح الرخصة على الاطلاق لهؤلاء، فأعتقد أنه تم التقييد، ولكنه جاء متأخراً، وإنما أعني التجديد للكثيرين، الذين يسيئون استخدام المركبات، وخاصة الذين,, تسببوا في حوادث مرورية شتى, لأن حماية الناس في الشارع المروري,, أمر بالغ الأهمية، وترك الحبل على الغارب، امر بالغ الخطورة!
وأنا والمواطن حيثما كان نترقب هزة مرورية، تصحح المسار الخاطىء، وتعيد الأمور إلى نصابها، حماية للناس,, من الناس، لأن النظام، أي نظام، سنّ وعمل لذلك، والا,, فإنه يصبح حبرا على ورق ، لا أحد يأبه له ولا يحترمه.
ولا بد من حماية النظام بالردع الجاد القوي، لأن النظام,, يمثل هيبة الدولة التي سنته وقررته، ليطبق ويحترم، لتكون له قيمته المهيبة!
وبودي,, ان تباشر الادارة العامة للمرور من الآن,, بالتنبيه، عبر الصحافة والتلفاز والاذاعة، وعمل بروشور ، يوزع عبر شركة توزيع الصحف، ان الادارة العامة للمرور، تلفت نظر المواطن والمقيم، إلى أن ادارات المرور، سوف تباشر مهامها خلال الايام القادمة بجدٍّ وعزم، لضبط الشارع المروري، وضبط اخطاء السائقين، ومجازاة المخالف بلا هوادة ، وان السرعة داخل المدن سوف تكون محددة، وان لتجاوزها عقابا، وأن لا مجال للوساطة في التسامح عن المخطىء,, إلخ حتى يتهيأ الناس للخطوات الآتية، ويرعوي المتهورون، بأن أمامهم حسابا وعقابا, وأن المرور منتشر في كل مكان,, لضبط المخالفات فورا,,!
أرجو ذلك، لأن البدء من البداية,, كما يقال، والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved