أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th May,2000العدد:10091الطبعةالاولـيالأثنين 11 ,صفر 1421

محليــات

رحم الله بدر البابطين وزميله
فهيد فهد الشريف
أجهش ابني فارس بالبكاء والنواح واصابه الهلع والخوف والارتباك وتغيرت حاله وتبدلت أموره في نهار ذلك اليوم الذي كان يوما حزينا في حياته,, ما لك ياابني على غير عادتك,, وطبعك الهادىء ما الأمر خير إن شاء الله,, أجاب انها المصيبة انها الفاجعة إنه الموت,, أفهمني يابني,, افصح,, تكلم,, تماسك اعصابك,, ياأبي لن اسكت يجب ان أبكي يجب ان احزن لقد فقدت أحد أعز اصدقائي وزملائي في المدرسة وفي مؤسسة رعاية الموهوبين,, من هو ,, يابني لقد شغلتني بالأمر دعني اعرف,, اجاب وعيونه تقطر دمعا واحمرت عيناه من الحزن انه اخي وصديقي وحبيبي بل وحبيب كل الزملاء والأصدقاء انه بدر البابطين لقد اخذه الموت فجأة مع زميل له في حادث سيارة صباح يوم الخميس الماضي وهو لم يتعد سبعة عشر ربيعا لقد كان الطالب النجيب الذكي العبقري الموهوب الأول على فصله سنوات عدة الهادىء الطيب,, كيف حدث الأمر,, لقد ذهب مع زملائه لنزهة خارج الرياض وهو لم يتعود الخروج إلا ان ذلك اليوم اخرجه القدر ليلقى وجه ربه مع زميل له واصابة زميلين آخرين بكسور يتلقيان العلاج بالمستشفى,, ياإلهي كانوا معنا يوم الاربعاء وكانوا يستعدون للاختبارات النهائية,, وكان بدر يستعد لتكريمه في الحفل الذي تقيمه مدارس دار السلام على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض فهو من ضمن الطلاب المتميزين والمتقد ذكاء سألت ابني وكيف عرفت اجهش مرة اخرى بالبكاء وقال ان زملاءه قد اخبروه وهم لا يصدقون ان بدرا توفي وسيصلى عليه ويدفن بعد صلاة الجمعة لقد كانوا يبكون وينحبون ويولولون لهول الصدمة,, انهم صغار على هذه الأمور ولكن الإحساس بفقدان الزميل والصديق جعلهم يتجاوزون اعمارهم ويتصرفون بشكل ينم عن بالغ المصيبة والخسارة لقد تجمعوا وذهبوا الى المسجد وصلوا عليه وتوجهوا الى المقبرة وشاركوا في الدفن بالرغم من سنهم التي لم تتجاوز السابعة عشرة كما قاموا بواجب العزاء الى أهل الفقيد بشكل لا استطيع وصفه,, عدد كبير من الطلبة اخذوا بعضهم وهم يبكون على فقدان بدر البابطين وزميله وينعون الأيام التي كانوا فيها معا إلفة ومحبة وسعادة وها هم يدفنونه بايديهم بعد ان صلوا عليه وعلى رفيقه ويدعون له بالرحمة والغفران,, انه شعور من فقد شيئا من نفسه وإحساس بانهم اصبحوا بدون بدر لا شيء, لا يمكن ان اتصور ابني فارس وزملاءه وهم في هذه السن المبكرة جدا ان يعوا معنى الموت والنهاية والحزن والألم بهذه الصورة التي رأيتها ولكنها العشرة والصداقة والمحبة.
ان بدرا رحمه الله وهو لم يتعد السابعة عشرة كان ذكيا وعبقريا وموهوبا يخبرني ابني الأصغر سلطان ان المدرسة تتحدث عن عبقريته وذكائه بان استطاع حل عقدة استعصت على العاملين في الحاسب الآلي وقد درسها وحلها بكل سهولة واعجب به اساتذته,, واصبح حديث المدرسة, لقد كان من القلة الذين تم اختيارهم ضمن الموهوبين الملتحقين بمؤسسة رعاية الموهوبين مع فارس من مدرسته وبدأوا في اخذ دروس وبرامج لتنمية مداركهم ومواهبهم, لذلك كان ابني متأثرا جدا وحزينا فهو معه في المدرسة ومعه في الفسحة ومعه في رعاية الموهوبين معه في كل شيء.
لقد كان تقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي شرف حفل مدارس دار السلام الأهلية كبيرا ومؤثرا, كا تسلم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان درع التفوق الذي اهدته إدارة المدرسة للفقيد بدر عنوانا لتقديره للمتفوقين ومواساة لذوي الفقيد نشكر لسمو الامير سلمان أبوته ورعايته واهتمامه كما نشكر سمو الامير فهد بن سلمان هذه المبادرة الإنسانية الكبيرة كما نشكر لإدارة المدرسة والمربين والموجهين والطلبة على موقفهم تجاه زملائهم المتوفين والمصابين.
رحم الله بدرا وزميله وجبر مصاب والدتيهما ووالديهما واحسن عزاءهم واسكنهما فسيج جناته وشفى الله المصابين والبسهما ثوب الصحة والعافية, وإنا الله وإنا إليه راجعون .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved