أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th May,2000العدد:10092الطبعةالاولـيالثلاثاء 12 ,صفر 1421

مقـالات

إنهم يتطاولون كبراً ومكراً
د/عناد العجرفي العتيبي
ياللعجب!! يتحدث الغرب عن حقوق الإنسان وحريته وهم ابعد ما يكونون عن هذه الحقوق فهماً إنسانيا وواقعيا,, افتقدوا حقوقا كثيرة وتطاولوا على الدول الأخرى ذات الحضارات والتاريخ والقيم.
يفتقد الغرب في بلادهم حق الحرية الحقيقية لانهم عبيد لأهوائهم وأغراضهم, الحرية عندهم إباحية حيوانية مخالفة للفطرة والخلق السوي، الحرية عندهم استغلال واستنزاف لثروات الآخرين ومدخراتهم، الحرية لديهم مراباة في الأموال وانتهاك للاعراف الإنسانية وتدخل في شؤون الآخرين,, يتشدقون بالحرية ويقيمون لها تمثالا ويستعمرون الشعوب ويسلبون ارادتها بالقهر والقوة ويحرمونها من حقها في حياة حرة كريمة, ينادون بالحرية ويذيقون أمم الارض أبشع صنوف الذل والهوان، يرفعون شعار الحرية كلاماً إعلاميا وسياسيا يسخرون المرأة في بلادهم لملذاتهم وشهواتهم ويعرُّونها من كل فضيلة,, فأين مزاعمهم؟!,, إنهم يقولون ما لا يفعلون,, يفتقدون حقوقا اخرى كثيرة، فهم لا يعرفون الطمأنينة والأمن، تعيش مجتمعاتهم حياة الرعب لحظة بلحظة، يتعرضون صباح مساء للصوص المال وسفاكي الدماء والمنظمات الارهابية والعصابات الاجرامية، حتى اصبح العنف والسطو والقتل والخطف والاغتصاب سمة من سماتهم.
ونجد ان المواطن في أوطانهم لا يشعر بطمأنينة نفسية وسكينة قلبية ولا يستطيع ان يأمن من اعتداء مجرم عليه في وضح النهار.
وقد وصل الأمر بهم الى حمل اطفالهم السلاح، يقتلون زملاءهم وذويهم داخل المدارس والمعاهد العلمية,, ناهيك عن شباب الجنس والجريمة في النوادي والطرقات حتى عُرفت بعض الأماكن لديهم بالمدن والأحياء الاجرامية التي لا تستطيع الشرطة الوصول اليها او السيطرة عليها.
يتحدثون عن حقوق الإنسان خارج بلادهم دعاية واستعلاء وكبرا، وهم أكثر الشعوب ظلما وإرهابا داخل وخارج بلادهم,, على أيديهم تتخرج أجيال الإدمان والانحلال وعصابات الغواية, وتجار السلاح، يتظاهرون بالتدين والانكسار وتشهد كنائسهم وحياتهم بألوان من الشذوذ وأساليب الهوى والضياع حتى بين القساوسة.
اين حقوق الإنسان وهم يحتكرون تجارة العالم والزراعة والصناعة؟! اين حقوق الإنسان وهم يبخلون بكل جديد تقني وفني فيستأثرون به ليكونوا هم سادة العالم!!
كيف يدَّعون حقوق الإنسان وهم يعملون ويخططون للسيطرة الكاملة على مقدرات الشعوب تحت شعار العولمة والكوكبة والحداثة والمعاصرة والتقنية,,!
وهم ينشرون الجوع والفقر والجهل والامراض، ويحتقرون دولا كثيرة عمدا ومكرا وخداعا.
يدعون حقوق الإنسان ويبدلون ما انزل الله في كل الاديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام، وكلها مراحل للدين الإسلامي الحنيف ويحرّفون الكلم عن مواضعه ويلوون اعناق الحقائق لمصالحهم!!
يجادلون اهل الارض قاطبة حول مفاهيم يسمونها عصرية متحررة يسلبون فيها كل حقوق الإنسان في الشرف والعزة والكرامة.
يهدمون كل نمو وشيك الطالع,, او نهضة مرجوة، يفتعلون المشكلات والخلافات والعداوات والحروب في كل مكان حتى تظل الشعوب حبيسة الفقر والتخلف والضياع، تنتابها وساوس المجهول وهواجس المأمول وآثار الحروب المدمرة.
انها ليست كلمة حق اريدَ بها باطل، بل افتراء اريد به هدم وتدمير وزعزعة وزلزلة, لكننا ابناء هذه البلاد واعون وإرادتنا قوية، وإيماننا اكبر من ان تهزه الدعاوى والاباطيل وثقتنا بولاة أمرنا مطلقة, ونحن جيل تحصن بقيم سامية والإسلام تقودنا تعاليمه السمحة في كل اوجه حياتنا.
يحق لنا ان نفخر بأن هذه البلاد تقوم بتطبيق احكام الإسلام، الدين العالمي الشامل في كل المحافل، سلوكا وتنفيذا.
يحق لنا ولبلادنا ان نفخر بمثالية حقوق الإنسان في المجتمع لكونه يعتمد على احكام هذا الدين الخالد الذي جاء بمنهج متكامل يكفل كرامة الإنسان ويوضح مسؤولياته وحقوقه وواجباته تجاه ربه اولا ثم تجاه المجتمع.
ونستطيع ان نفخر بالاسلام الذي كان له فضل السبق على كافة المواثيق والإعلانات والاتفاقيات الدولية في تناولها لحقوق الإنسان وتأصيلها لتلك الحقوق منذ اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، وان ما جاء به الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ما هو إلا ترديد وتأكيد لبعض ما تضمنته الشريعة الإسلامية التي تتمثل فيما يلي:
1 ان حقوق الإنسان في الإسلام حقوق اصلية ابدية لا تتغير ولا تحذف.
2 ان حقوق الإنسان في الإسلام فريضة.
3 ان حقوق الإنسان في الإسلام اعمق واشمل ومصدرها الكتاب والسنة.
4 ان حقوق الإنسان في الإسلام تستند الى عقيدة الإيمان.
وفي الختام، ان دعوة الإسلام لحقوق الإنسان وتحقيق كرامته وإعطائه حقوقه ومساواته مع الآخرين جاءت على أساس ان الإنسان هو اغلى الكائنات وأعظمها وأفضلها، والحمد لله الذي شرع لنا الدين الحنيف وجعل فيه سعادتنا وعصمتنا وعزتنا وجميع حقوقنا.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved