أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th May,2000العدد:10092الطبعةالاولـيالثلاثاء 12 ,صفر 1421

محليــات

الجزيرة تحاور رئيس اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان قبيل تدشين مشروعات الخير
المشاركات السعودية تستهدف البنية التحتية لمساعدة المسلمين
مركز الأمير سلطان الطبي و49 مدرسة و13مسجداً أهم إنجازاتنا هناك
* حوار : محمد العيدروس
اكد معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي ورئيس اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان على الدور المتميز الذي تنهض به المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على المستويات الاسلامية والاغاثية الدولية.
وقال معاليه في حديث مع الجزيرة : ان المساعدات السعودية للدول المتضررة تستهدف البنية التحتية لتلك الدول ومحاولة انعاش اقتصادها وتأهيل شعوبها حتى يكملوا المسيرة ويشاركوا في خدمة شعوبها.
واشار الدكتور السويلم ان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله تعالى يولون الاغاثة السعودية واعمال اللجنة السعودية المشتركة كل رعاية واهتمام ودعم ومؤازة.
واوضح ان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان يتابع اعمال اللجنة ويوجه دائما الى المبادرة والاسراع في تقديم العون المادي والمعنوي لهذه الشعوب المستحقة للمؤازة والوقوف الدائم معها.
واعرب الدكتور السويلم عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة الى كوسوفا.
وقال معاليه: ان هذه الزيارة سوف تشهد افتتاح بعض المشروعات ووضع حجر الاساس لبعضها الآخر ومشاركة الاخوة السعوديين المتبرعين ببعض من المشروعات التي اقيمت على نفقتهم حتى يطمئنون ان عطاءهم سوف يبقى صادقا على صدق نياتهم في تلك الديار الاسلامية المباركة.
الحديث مع معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم بدء بالسؤال التالي:
مبادرات الخير والعطاء
* قدمت اللجنة السعودية المشتركة خدمات اغاثية متميزة للاجئين الشيشان,, كيف تسير اعمال اللجنة الآن وما القنوات التي تعمل خلالها؟ وكم بلغ اجمالي التبرعات حتى الآن؟
عندما وقعت ازمة الشيشان وما تلاها من نزوح الآلاف من ديارهم, ولجوئهم الى الدول المجاورة بادر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتكليف اللجنة السعودية المشتركة بالقيام بهذه المهمة,, واصدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة توجيهاته بالمسارعة الى تقديم الدعم الاغاثي، والوقوف الى جانب هؤلاء المساكين وامدادهم بما يكفل لهم العيش الكريم.
وقامت اللجنة انطلاقا من هذا التوجيه الكريم وبناء على دراسات ميدانية للاحتياجات الضرورية لهؤلاء المشردين بمبادرات منها:
المسارعة الى تقديم اغاثة عاجلة عبارة عن اغذية واغطية منذ تفجر الصراع هناك.
اطلاق حملة اعلامية ضخمة شاركت فيها وسائل الاعلام كافة المقروءة والمسموعة والمرئية.
تنفيذ حملات جمع تبرعات كبرى في مختلف مناطق المملكة, كان من ثمارها توفير اكثر من (125) مليون ريال.
افتتاح مكاتب اقليمية ميدانية لمباشرة تقديم الاغاثة العاجلة وضمان استمرارها في عاصمة انجوشيا,, ذات الاكثرية من حيث اللاجئين.
بالاضافة الى اجراءات تنفيذية اخرى,, تستهدف متابعة الاعمال الاغاثية والتنسيق في ذلك مع الجهات الاخرى ذات العلاقة والاختصاص.
وقد وقفت امام اللجنة بعض العقبات ايام الحج وما بعدها الا انها قد فرجت وسمح للجنة بمواصلة عملها الانساني.
مشروعاتنا في كوسوفا متنوعة
* اقيمت عدة مشروعات سعودية ضخمة في كوسوفا باشراف اللجنة المشتركة، ما طبيعة هذه المشروعات وجدواها على السكان ومتى سيتم تدشينها؟
حققت اللجنة السعودية المشتركة نجاحات مباركة في كوسوفا ووجدت المساعدات السعودية هناك ترحيبا وقبولا واسعا من قبل الجميع مسؤولين ومواطنين,, وتمكن شعب كوسوفا بفضل الله تعالى ثم بفضل تلك المجهودات السعودية من ممارسة حياته واعادة النشاط اليه.
وتنوعت المشروعات الاغاثية السعودية في كوسوفا تلبية لمتطلبات الناس ولما نراه من احتياج ضروري للشعب الكوسوفي نفسه,, وكان مما اوليناه عنايتنا المنشآت التالية:
بناء المساجد وتشييدها وترميمها وصيانتها وتلك مهمة خاصة بنا باعتبارنا مسلمين اولا وباعتبار رسالتنا الدعوية التي نحملها وفي هذا السياق اعدنا صيانة (50) مسجدا وتم تشييد (13) مسجدا,, ووفرنا ادوات الكهرباء ووسائل التدفئة والفرش والسجاد ومكبرات الصوت لاكثر من (250) مسجدا ولله الحمد.
كما عنينا ايضا بالمدارس والمرافق التعليمية وتمت صيانة وتشييد اكثر من (49) مدرسة في جميع المراحل,, وفي المجال الصحي وفرت الادوية والامصال لكافة المراكز العلاجية هناك,, وتوفير الاجهزة التعويضية والطبية لعدد آخر ايضا, والمساهمة في دعمها بسيارات الاسعاف ودفع رواتب العاملين عليها وتنظيم حملات تطعيم وقائية استفاد منها اكثر من (240) الف نسمة.
ومن منجزاتنا الكبرى انشاء مركز الامير سلطان بن عبدالعزيز لجراحة المناظير الذي يعد المنشأة الابرز في سلسلة اعمالنا والاول من حيث التخصص في منطقة البلقان كلها,, وقد حقق هذا المشروع سمعة دولية طيبة كما قدم خدمات طبية لم تقتصر على السكان في كوسوفا بل استفاد منها مجموعة من المرضى من البانيا والجبل الاسود ومقدونيا والبوسنة والهرسك,, وتم اجراء اكثر من (250) عمليةولم تقتصر خدماته على هذا الجانب بل اسهم في تدريب وتأهيل الكوادر الطبية من الكوسوفيين لكي يعملوا في المرافق الصحية في انحاء كوسوفا.
ومما اوليناه عناية خاصة المساهمة في دعم المزارعين الكوسوفيين فقد قدمنا معونات طيبة, وزودناهم بالبذور والاسمدة وبعض المعدات اللازمة لانعاش الاقتصاد الكوسوفي.
وهكذا تجد ان الاغاثة السعودية غطت نواح مختلفة,, وجعلت في اعتبارها الانسان الكوسوفي باعتباره المستفيد من هذه المشروعات وفي زيارة معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة سوف يفتتح عددا منها كما سيتم وضع حجر الاساس للبعض الآخر باذن الله.
دراسات ميدانية متكاملة
* قمتم بعدة زيارات مؤخرا لمواقع الاغاثة في الشيشان وكوسوفا ,, في اعتقادكم ما طبيعة المرحلة الاغاثية التي تحتاجها تلك المناطق الآن؟
الزيارات التي نقوم بها بين حين وآخر تستهدف الوقوف على ما تم انجازه وتذليل بعض الصعوبات ان وجدت والالتقاء بالمسئولين في تلك الدول,, والتشاور معهم فيما يعزز العمل الاغاثي السعودي.
وللوقوف مع اخواننا في محنتهم,, والمشاركة فيما يقاسونه من اوجاع وآلام التشرد والحرب والدمار وما لمسناه من المجتمع الكوسوفي من عناية واهتمام وتقدير لمجهودات اللجنة السعودية المشتركة يشعرنا دائما بالمسئولية وبمضاعفة الجهد والعطاء لصالح الانسان الكوسوفي,, ولدينا من البرامج والخطط التي نعتزم تنفيذها في قادم الايام.
وأما فيما يتعلق بالشيشان فالامر مختلف,, والاوضاع متردية والمواقف مازالت متباينة,, ولدينا دراساتنا الميدانية ونحن في سبيل حصر كافة الاحتياجات الحالية والمستقبلية,, وما نعتزم القيام به من مشروعات البنية التحتية في الشيشان,, ولكن الامور لم تهدأ بعد ولذا فان تركيزنا ينصب على الحفاظ على الشيشانيين المشردين وتوفير الاغاثة اللازمة لهم في مخيمات التشرد,, ونسأل الله ان يلطف باخواننا المسلمين في كل مكان.
تجاوب ممتاز مع الحملات
* حملات المشاركة والتوعية التي نظمت لصالح الشيشان وكوسوفا عبر المعارض والمهرجانات التسويقية والتجارية هل حققت الأهداف المرجوة منها؟
الحقيقة ان ما وجدناه من تجاوب مع قضايا المسلمين في مجتمعنا السعودي كان رائعا، التجاوب من المسئول والمواطن والمقيم على حد سواء,, والمسارعة في تقديم البذل والعطاء فوق ما تتصوره,, ولكنه ليس بغريب على اهل هذا الوطن الطيب الذي عرف بالنبل والوفاء والكرم والاحساس بمسئوليته تجاه اخوانه المسلمين, لا نقول ذلك نتيجة لحملات التوعية التي قمنا بها ولكنه خلق اصيل متجذر في نفوس ووجدان كل المواطنين السعوديين ونحن في اللجنة السعودية قمنا بتنظيم حملات اعلامية ناجحة والحمد لله,, فأولها عبر قناة اقرأ الاسلامية التي حققت صدى طيبا لدى عامة الناس,, ثم الحملة التلفزيونية التي قام بها التلفزيون السعودي عبر قناته الاولى وكانت حصيلتها تلك المشاعر النبيلة التي جسدها مواطنو هذا الوطن والمقيمون فيه عبر تبرعاتهم النقدية والعينية.
وايضا نظمنا سلسلة من الاعلانات الصحفية في كافة صحفنا المحلية اليومية والاسبوعية والشهرية.
كما أن ائمة المساجد وخطباء الجوامع وقبلهم العلماء والمفكرون ورجال الاعلام والصحافة اسهموا بقسط وافر في لفت الانظار الى مثل تلك القضية الاسلامية وفي نفس السياق ما زالت المعارض المدرسية تواصل جهودها تعريفا بالقضية, وشحذا للهمم في المشاركة بالدعم المادي والمعنوي لصالح هذه المسألة الاسلامية والانسانية معا, هذه المشاعر النبيلة جسدها كل فرد في هذا الوطن,, ولكن ابرزها اولئك الطفال الصغار الذين يزوروننا باستمرار في مقرنا باللجنة السعودية المشتركة ليقدموا تبرعاتهم بانفسهم,, وليسهموا معنا في توزيع المطبوعات والمنشورات انك عندما ترى هذا التفاعل الكريم لا تملك الا الدعاء ان يحفظ الله هؤلاء الصغار وان يجنب بلادنا والمسلمين السوء انه سميع مجيب.
من الفرد إلى المؤسسة في الأعمال الإغاثية
* يود الكثيرون من الراغبين في العمل الخيري والتطوعي تقديم خبراتهم وجهدهم، هل من قنوات تنظيمية لهؤلاء؟ وكيف تتعاملون في اللجنة مع أمثال هؤلاء؟
اخي الكريم العمل الخيري عمل مؤسسي منظم تقوم عليه كوادر وكفاءات متميزة ومتمرسة ولها خبرتها الطويلة، ولها قدراتها في التخطيط والتنظيم والتنفيذ، ولها امكاناتها في التحرك، وتملك من الدراسات ما يؤهلها الى رؤية المستقبل بكل دراية وحنكة,, ونحن في اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان نملك من الكوادر السعودية ذات الجدارة والاستحقاق ، والعمل الذي نقوم به له لوائح وانظمة كثيرة,, تتطلب الاستقرار الوظيفي ومكاتبنا الاقليمية في كوسوفا والشيشان تحتاج الى مثل هذا الاستقرار لتؤدي عملها وفق الخطط والبرامج المرسومة , ولكن هذا لا يعني اننا لسنا بحاجة الى دعم ومؤازرة الآخرين.
نحتاج الىالآراء المفيدة والدراسات المستقبلية والمقترحات التي تعزز من دورنا في العمل الاغاثي وهي كما ترى اعمال تطوعية مهمة,, ونحتاج اليهم في توجيه الدعوات الينا لتنظيم معارض مهمة,, ونحتاج اليهم في توجيه الدعوات الينا لتنظيم معارض واسواق خيرية تدعم قضايانا الاسلامية وكلها في صميم العمل التطوعي الذي نستفيد منه.
نحتاج إلى عطاء هؤلاء
* الخبرات الجيدة التي اكتسبت المملكة من خلال تجاربها الإغاثية في عدة مناطق من العالم، كيف يمكن توظيفها وإبرازها للآخرين؟
مهما قلنا اننا اكتسبنا خبرات في المجال التطوعي والاغاثي, فان تجربتنا في المجال المؤسساتي المنظم قصيرة جدا اذا قسناها بتجارب الدول والمنظمات الاخرى.
كنا في السابق نعتمد على الافراد في اعمالنا الخيرية وعلى جهودهم وعلى مثابرتهم,, ثم انتقلنا الى المؤسسات الفردية التي بدورها قامت بمجهودات رائدة, خدمة للاسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم,, نحن في اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان نخوض تجربة جديدة وفريدة نعقد عليها آمالا عراضا هذه التجربة هي اجتماع المؤسسات الخيرية السعودية الكبرى وعملها تحت مظلة اللجنة السعودية, كل مؤسسة لها برامجها ولها خططها,, ولكن التنسيق قائم بين تلك المؤسسات وبالتالي جاءت برامجنا الاغاثية متكاملة لا متداخلة واصبحت لنا رؤية واحدة,, ونظرة شمولية لما ننهض به من اعمال,, وهذه التجربة مازالت بحاجة الى التقويم والدراسة والتأييد والتشجيع حتى تؤدي رسالتها على اكمل وجه.
الدعم متواصل
* هل ستتوقف الأعمال الإغاثية للجنة السعودية المشتركة في كوسوفا والشيشان بمجرد هدوء الأوضاع وحسم نقاط الصراع أم ستستمر خدماتها؟
نحن لدينا خطط وبرامج مرسومة,, وهدوء الاوضاع واستقرار الامور لا يعني توقف اعمالنا الاغاثية بل ان مشروعاتنا تتطلب ذلك الاستقرار حتى نؤدي رسالتنا, اذ هي منشآت انمائية, تعنى بالبنية التحتية ,, مثل تشييد المساجد, وانشاء المدارس,, وبناء المراكز الصحية,, وتعليمهم وتأهيلهم لمواجهة الحياة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved