أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th May,2000العدد:10092الطبعةالاولـيالثلاثاء 12 ,صفر 1421

منوعـات

وعلامات
من حالة نقص الماء,!
عبدالفتاح أبومدين
إن نقص الماء في المدن الكبرى خاصة في فصل الصيف، ظاهرة,, نطمع إن شاء الله أن يُتغلب عليها في مستقبل الأيام, غير أن هناك جانبا وهو: لو أن القوّامين في كل بيت، وكذلك ربات البيوت الملأى بالخادمات، راعوا وراعين إسراف أولئك الخادمات، وظلوا وراءهن في متابعة جادة، للحد من ذلك الإسراف الذي نراه بأعيننا، ولتوفر ماء يذهب هدرا لجهل الخادمات وغياب من يرشدهن ويرقبهن، لكي يقتصدن، غير أن أكثر ربات البيوت لا يهتممن بهذا الجانب المهم، فيؤدي ذلك الإسراف إلى شح الماء,, نتيجة عدم الحيطة والوعي الى حد الإهمال وعدم المبالاة.
ولذلك,, فإن الماء الذاهب الى البيوت سيظل لا يكفي، إذا لم يراع الاقتصاد فيه وعدم الإسراف، سواء من ربات البيوت أو بناتهن وأولادهن والخادمات اللاتي معهن, وهذا إهمال ينبغي أن يكون موضع تنبه ووعي، بعيدا عن الغفلة والتقصير، حتى لا نكون من المسرفين، وقد نُهي عن الإسراف، لأن المسرفين وصفهم الكتاب العزيز بأنهم إخوان الشياطين، فهل أحد عاقل يرضى أن يكون كذلك!؟
إذن الاسراف في الماء جانب مهم رئيسي,, نحن مسئولون عنه ومحاسبون، لأن الماء غال ومكلف، وهو قضية العالم في العقود والقرون القادمة,, إلا ما رحم ربك, وإني لأرى الإرشادات في أماكن كثيرة من بلادنا,, بعدم الإسراف في الماء والاقتصاد فيه، ولكن كثير منا يمرون على ذلك التنبيه,, دون أن يأبهوا له، كأنه لا يعنيهم ولا يشغل بالهم,, ولا يهمهم,, من قريب أو بعيد، وهذه غفلة، نرجو الله الا يجعلنا من الغافلين,!
أما الجانب الآخر الذي لفت نظري ولم أجد له تفسيرا، فهو حجز كميات كبيرة وغزيرة من الماء,, في محطات، رأيت ذلك في جدة والمدينة, وحين ينقص الماء، يسعى الناس بما في ذلك النساء الى تلك المحطات,, يشترون الماء، لتنقله إليهم (الوايتات)، وربما فيهم من يحصل عليه (مجانا),, من إدارة تابعة لوزارة الزراعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، وقلت إنني لم أجد له تفسيرا، هو: لما لا تطلق تلك الكميات الكبيرة من المياه,, في تلك المحطات عبر المواسير لتصل إلى البيوت تلقائيا، دون عناء وسعي مرهق وطوابير، تترك أعمالها,, لتحصل على (وايت) ماء، لتشرب وليقضي الناس حاجاتهم به، والذي جعل الله منه كل شيء حي!؟
أقول مرة أخرى: لماذا لا يساق هذا الماء الى بيوت المواطنين,, ليصلهم في سهولة ويسر، دون عذاب، ودون عناء، ما دام متوفرا، ويوفر على الناس مزيدا من عناء الحياة ونصبها، لاسيما في القيظ اللاهب,, بكرة وعشيا!؟
أسوق هذا التساؤل الى وزارة الزراعة,, لأنها المعنية بهذا الأمر، وأستعين بالله، ثم بسمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ليرحم الناس,, من عناء ونصب، هم وزارة الزراعة في غنى عنه، وذلك من أجل التيسير على الناس، وليس التعسير في الحصول على شيء لا غنى للحياة عنه، إنه الماء!
وأعتقد أن أزمة نقص الماء في المدينة قد انتهت,, بعد تلك التوسعة التي كانت في محطة التحلية في ينبع، فلله الحمد على منّه وعطائه وفضله، ثم للحكومة.
وأسأل: هل من استجابة من وزارة الزارعة,, حول هذا التساؤل، أم أن الأمر يحتاج إلى أمر، والى مزيد من التساؤل والمطالبة,, والرجاء والالتماس وسعي متصل!؟

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved