أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th May,2000العدد:10092الطبعةالاولـيالثلاثاء 12 ,صفر 1421

العالم اليوم

أضواء
حرب الجياع
جاسر عبدالعزيز الجاسر
تتوالى البلاغات العسكرية التي تذيعها إذاعتا أسمرة وأديس ابابا، وكلتا الإذاعتين تدعيان تحقيق انتصارات إعجازية ! فالناطق العسكري الأريتري يقول في بلاغه إنه تم قتل وجرح أكثر من خمسة وعشرين ألف جندي إثيوبي، أما البلاغ العسكري الاثيوبي، فنسب للناطق العسكري قوله إن قواتهم المسلحة دمّرت ثمانية فرق أريترية وأنها قتلت أفراد تلك الفرق ومن تبقى منها هام على وجهه، وهذا ما جعل الجيش الاثيوبي يتحول الى الهجوم المندفع والكاسح وبما أن الفرقة العسكرية في الجيش الاريتري تتكون من خمسة آلاف جندي فمعنى هذا أن الاثيوبيين قتلوا وجرحوا,, وشردوا أربعين ألف جندي أريتري.
بجمع حصيلة قتلى وجرحى الأريتريين والإثيوبيين تكون الحصيلة خمسة وستين ألف جندي حظهم العاثر أنهم جنود في جيش أريتريا وإثيوبيا التي يقودها زعماء لا يعترفون بقيمة الحياة البشرية,, فهؤلاء القتلى والجرحى الذين تضمنتهم البلاغات العسكرية هم حصيلة قتال يوم واحد فقط,,!!
وغير بعيد عن ساحة المعركة تصدر بلاغات وهذه المرة بلاغات غير عسكرية، و تتحدث عما يحدثه الجفاف من قتل للإثيوبيين والأريتريين معاً، إذ يحذر ممثلو المنظمات الإنسانية والغذائية الدولية من أن الجوع والجفاف سيودي بحياة أكثر من ربع مليون إنسان في أريتريا إذا لم يسارع المجتمع الدولي بإرسال معونات غذائية عاجلة لأريتريا.
وقبل ذلك حذّرت المنظمات الدولية من أن إثيوبيا تتعرض لخطر موت الملايين بعد أن حرم الجفاف البلاد من الإنتاج الزراعي وأدى الى نفوق الحيوانات ودمّر الثروة الحيوانية، وطالبت المنظمات الإنسانية بإرسال المساعدات الغذائية إلى إثيوبيا.
وفعلاً وصلت المساعدات إلى إثيوبيا وأريتريا، ولكن في نفس الوقت الذي تصل فيه شحنات الغذاء، كانت تصل - من مصادر أخرى - شحنات السلاح لتجعل الجياع يهبون للقتال,, ربما بعد أن يسدوا رمق الجوع, مجسدة واقعاً تراجيدياً مأساوياً للوحة تحمل بكل أسف اسم حرب الجياع,
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved