أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

مقـالات

الإسلام والإرهاب
سلمان بن محمد العُمري
لقد تعرض الإسلام ويتعرض لهجمات كثيرة من جهات وجبهات عديدة، على مر الزمان، ولعل من إحدى الوسائل الناجعة التي يستخدمها الأعداء، الذين يكرهون نور الحق، هي إلصاق التهم الباطلة والمزيفة من فترة لأخرى بالإسلام، علهم بذلك ينفرون الناس منه يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره الآية.
وتهمة العصر التي تواجه الإسلام، ذلك المنهج الرباني القويم، حى إننا أصبحنا اليوم بمجرد ان نسمع بعمل إرهابي نعرف ان المتهم الأول هو الإسلام والمسلمون، رغم ثبوت البراءة في اكثر القضايا، وتبيان ان المتهم الأخير هو جماعة، او تنظيم، أو مجموعة، او أفراد لا علاقة للاسلام والمسلمين بهم، لا من قريب ولا بعيد.
لقد ساهمت عوامل عديدة حتى تكونت هذه الصورة التي لا يمكن وصفها إلا بالقاتمة، وحتى ظهرت للسطح تلك الآراء الضالة المضلة التي تحاول وصف الإسلام بما ليس هو فيه، ومن تلك العوامل عوامل خارجية تتمثل في تنظيمات، ودول، وجماعات، وهيئات كبرى تناصب الإسلام العداء، رغم انها تعرف انه دين الحق، وتحاول الانقاص من شأنه، والإقلال من شأن المسلمين أينما كانوا، وحيثما حلوا، وتلك العوامل الخارجية يجب توقعها، ويجب وضع الدفاع المناسب إزاءها بالحجة والمنطق السليم، وبالشكل العلمي المناسب، مع تسخير الإمكانات المادية والبشرية لذلك، حتى تأتي النتائج كما ينبغي، وبالشكل الذي يرضي المولى عز وجل.
والعوامل الثانية هي عوامل داخلية ضمن الكيان الإسلامي نفسه، نجمت عن سياسات وآراء وتنظيمات وجماعات تتخذ من الإسلام عنوانا لها، وتتصرف وكأنها ممثلة حقيقية للإسلام، وبشكل بعيد جدا عن روح الإسلام، فأعطت بذلك الضوء الأخضر، والطريق السالك لكل من يحاول النفاذ لإيذاء الإسلام والمسلمين، لقد كانت تلك الأعمال التي نعرفها كلنا سواء كانت فكرية، او عملية، او تنظيمية، كلها تصب في خانة أعداء الإسلام، وللأسف الشديد، وقليل من تلك الهيئات قد وعت خطأها وصححت مسارها، حتى ان هناك دولاً قد وقعت بتلك الأخطاء والسلوكيات القاتلة.
بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وقد حباها الله بنعمة الإسلام، وبشعب عريق، وحكومة راشدة، وقيادة حكيمة، كان شعارها ودستورها ونظامها هو الإسلام، والإسلام وحده ولا شيء سواه، لقد كانت الممثل الحقيقي والشرعي للمسلمين، والمدافع عنهم في كل مكان، وأينما وجدوا، دون احتكارها لهذا الحق الذي قدمت من أجله الغالي والرخيص، وستبقى تقدم الى ما شاء الله والحمد لله
إن بلادنا الغالية قد عرفت جوهر الإسلام، وعملت على هذا الأساس، ولذلك قامت بكل ما من شأنه إعلاء كلمة الدين، ورفع راية الحق قولا وعملا وفعلا ورأياً، وهكذا وجدناه في كل المحافل، وازاء كل الأزمات تتصرف بالشكل اللائق، بحكمة وروية، والجميع يعرف ذلك من داخل المملكة وخارجها.
لقد وقعت مملكتنا الحبيبة على معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي وكانت أول دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي توقع على هذه المعاهدة.
وهذا ليس بمستغرب على بلادنا، التي تعرف كيف تدافع عن الإسلام والمسلمين، وتمتثل الإسلام قولا وفعلا ولله الحمد إنها بتوقيعها الغالي على تلك المعاهدة، قد وضعت حجر الأساس لاسهام كبير سيخدم صورة الإسلام الحقيقية، ويساهم بإبعاد الزيف والكذب الذي يحاولون تشويه الإسلام به.
انها لدعوة ورسالة مفتوحة لكل العالم الإسلامي حكومات وشعوبا كي تساهم في توسيع دائرة هذا التوقيع، كي يكون الاسهام أكبر ما دام الهدف يتمثل في الدفاع عن ديننا الذي نعتز به، ونفتخر اننا ابناؤه.
لقد قام بتوقيع المعاهدة معالي مساعد وزير الخارجية الدكتور نزار مدني بحضور الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور عز الدين العراقي، وذلك بمقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة.
انها خطوة من خطوات كثيرة وجبارة، قامت وتقوم بها المملكة، وستبقى رافعة شعار القيام بها الى ما شاء الله.
alomari 1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved