أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

الثقافية

الزمن الرابع
تركي ابراهيم الماضي
(مجرد تساؤلات!!)
(1)
** تتصفح المجلات والصحف اليومية والاسبوعية,,, الخ، وتتفاجأ بهذا الكم الهائل من الشعراء,, وتتساءل: هل تحول الناس بقدرة قادر الى شعراء فجأة وبلا مقدمات!
وتفتش عن شاعر حقيقي بينهم,, فتصدمك الحقيقة!,, ثم تبحث عن (المضمون) ,, فتجد (اغلبهم) يدور حول فكرة (هجران) الجيب!,, فهل تحولنا الى عشاق؟ نسهر الليالي الطوال لنكتب قصيدة,, اي قصيدة,, ليقرأها فلان من الناس!
واذا سلمنا بهذا (الحال) المتردي,, فهل نلوم انفسنا على ما وصل اليه حال (شعرنا) وشعرائنا؟! ,, وهل يحق لنا ان نتساءل اذا كان لدينا وقت لذلك:
هل نحن فعلا جيل (ضائع)؟!
* * *
السيناريو يتكرر كل مرة,, وليس هناك احد يلاحظ,, لان الجميع اعتاد النسيان,, او اراد البعض ان يمررها هذه المرة,, وكل مرة بمزاجه,, كتّاب من خارج بلادنا يكتبون عن ثقافتنا العظيمة,, ويدبجون المقالات تلو المقالات عن مبدعينا الكبار,,! ويتكرر نشر نفس المقالة لنفس الكاتب في أكثر من مطبوعة محلية,, ولا احد يلاحظ!!
اما عندما يكتبون في صحافتهم,, فانهم يخجلون من الاشارة ولو في (بضع) كلمات لثقافتنا,, او حتى مجرد تلميحة (لجبر) الخواطر!
لا احد انتبه,, أو لعلهم انتبهوا,, ولكنهم لا يريدون ان يفعلوا شيئا حتى لا يعكروا صفو الساحة الادبية!
والسؤال: هل (نعاتبهم) اذا وصفونا (بالسذج),, واننا نتسامح دائما مع الذي يخطىء علينا باستمرار,, اذا كنا نحن من (فتح) الباب,, ونريده ان يظل مفتوحا معهم!
(فليضحكوا),, (ولننس),, فما اعظم نعمة النسيان!
* * *
تستمع لافكاره فتدهش لهذه العقلية الجبارة التي تستطيع ان تربط بين المواضيع والافكار ربطا علميا ثم تقوم بتحليلها بشكل منطقي يتواءم مع المعطيات والواقع,.
ولكنك تتعجب ويحق لك ذلك عندما تقرأ له في عموده,, او في كتبه ما يتناقض مع هذا الطرح في التفكير والتوجه! وتسأل نفسك,, اين هذا الكلام المدهش الذي يخرج من فمه ولا يستطيع قلمه ان يخطه على الورق!
اذن: هل نعيش ازدواجية ثقافية حقيقية,, عندما يصبح للمثقف صوتان او وجهان لا فرق ,, صوت للقارىء,, وهو صوت غير ذي نفع ولا طائل منه!,, وبين صوت آخر حقيقي,, يجعلك تفكر وتناقش,, وتطرح التساؤلات!
فتشوا بين (الوجوه) ,, ستجدون الكثير الذين اعيتهم (الازدواجية) ,, وأعيتنا كتاباتهم,, ومازلنا نتساءل: هل نحن مجبورون على قراءة ما يكتبون؟,, أو هل نصرخ في وجوههم عندما يتكلمون ,, حتى لا نضطر (لكرههم),, او لتمزيق (كتاباتهم)!!
هل هذا هو زمن التساؤلات؟!
مجرد سؤال,, وتذكروا جيداً قول الله تعالى: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved