أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعةالاولـيالاربعاء 13 ,صفر 1421

مدارات شعبية

نصف القمر
الناقد ,, لم يولد بعد!!
خالد محمد الخليفة
يمكنني أن أقول وبلا تحفظ: إن ظاهرة ابتذال الألقاب الأدبية ذات الشأن الكبير تكاد تكون ماركة مسجلة لقنواتنا الإعلامية الخليجية مرئية كانت أو مسموعة أو مقروءة وأعتقد أن الأخيرة منها تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية بحكم كثرتها وتلوث بيئتها بغبار المقاصد التجارية والأهواء الشخصية وضحالة فكر بعض المسؤولين عنها!!
فهيبة هذه الألقاب التي كانت حتى عهد قريب بعيدة المنال ذابت وأصبحت مجرد لعبة يلهوبها صبية الأدب الشعبي متى أرادوا والبركة في أولئك الذين قادتهم الصدفة أو العلاقات الشخصية أو المؤهلات الأخرى التي قد لا تخفى على بعضكم ممن لايدركون خطورة تسطيح الوعي الثقافي والغش الإبداعي والاستهانة المتعمدة وغير المتعمدة بقيم ومبادئ وأخلاقيات هذا اللون من الأدب!!
ومن ذلك خلعهم لقب ناقد رغم ندرته وصعوبة متطلباته على كل من يكتبون في هذا المجال والأدهى من ذلك أن نجد من يطرب لهذه الوسائد الناعمة وتأخذه النشوة مصدقاً أنه في عداد النقاد الذين ستكتب أسماؤهم بمداد من ذهب في قلعة الأدب!!
كل هذا يحدث مع أن الواقع ينفي كل هذه الأكاذيب التي بدأت تغزو الساحة الشعبية بشكل سافر لا يقره من لديه شيء من الغيرة على أدبنا الشعبي الجميل!!
ولو نظرنا بعين العقل إلى أدبنا الفصيح لألفيناه يعاني من غياب النقد الحقيقي نتيجة ندرة النقاد على الرغم من جامعاتنا السبع ومؤسساتنا الثقافية والإعلامية والأسماء الأدبية البارزة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي الأمر الذي لم يتوفر بعد لساحتنا الشعبية!!
ويجب أن نعترف بالحقيقة مهما كانت مرة وهي أنه لم يولود بعد من يستحق لقب ناقد بيننا ولو غضب من زينت لهم أنفسهم الجلوس على مقاعد النقاد في زمن الغفلة وانقلاب المفاهيم وابتذال الألقاب فما نقرأه هذه الأيام لا يستند على منهج علمي واضح بل إنه لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات واجتهادات شخصية تفيد أصحابها ولا تفيد حركتنا الأدبية بالشكل الذي يتمناه كل منتسب إليها وما كتبه كبار الأدباء من أعمال في هذا المجال لا يرقى إلى مستوى النقد الحقيقي حتى ولو كانت أعمالاً أدبية لا يستهان بها وما أخشاه أن يصل الأمر إلى أكثر من ذلك بحيث يفتتح مبتذلو الألقاب دكاكين لبيعها على غرار محلات ابو ريالين أو عشرة وما شابهها!!
لوحة عربية:


هذي سماء دمي تبدو بلا قمر
فحوِّلي ناظريك الآن لي قمرا

لوحة شعبية:


أراعيلك بعين اللي حداه الشوق لمراعاك
وقف حاير وسلم لك مقاليد الهوى بيده


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved