أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th May,2000العدد:10095الطبعةالاولـيالجمعة 15 ,صفر 1421

مقـالات

المواطن ومسؤولية الأمن
فهد بن عبد الله العضيب *
يحق لنا نحن المواطنين السعوديين ان نفخر بالامن المنتشر في بلادنا من وسطها لاطرافها, وان نعتز بالامان الذي يشعر به كل مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة.
وان نتقدم بكل اعزاز وتقدير الى حكومتنا الرشيدة على ما قدمته وتقدمه لهذا البلد الامين والوطن الآمن من انجازات قيمة وثمينة ومشروعات عملاقة وعظيمة جعلته يقف شامخا مرفوع الرأس في وسط العالم المتحضر ومكنته من ان يقطع شوطا كبيرا في مشواره الاكيد نحو الرقي والتقدم والرفاهية المبنية على اساس من الخلق والدين البعيدة كل البعد عن الجاهلية الحديثة التي عادت الى العالم اليوم بثوب جديد ولون آخر وزخرفة مزيفة, وهي في واقعها ومضمونها ليست سوى الجاهلية القديمة التي نعرفها.
ولإيمان دولتنا حفظها الله بأن العيشة الهنية والرفاهية الحقيقة لا يمكن ان ينعم بها شعب من الشعوب مالم يتوفر له الامن على النفس والمال ولعلمها ويقينها بأن الامن هو قوام الحياة وسند العطاء وانه مطلب لابد منه خصوصا وان بلادنا قارة مترامية الاطراف متباعدة المسافات يصعب التداخل والترابط بينها لولا نعمة الامن التي تواكب مسيرتنا بفضل من الله تعالى ثم بفضل ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من اهتمام كبير لنشر الامن في البلاد من خلال التطبيق الكامل لشرع الله والتنفيذ الامثل لحدود الله دون تهاون او رأفة بالمجرمين, وهذا التطبيق وذلك التنفيذ جعلا من بلادنا رمزا أمنيا تتمنى الشعوب الاخرى لو عاشته ومعلما حضاريا تتحدث عنه الامم ومثالا نادرا في رغد العيش واستقرار الحياة واستمرار النمو وهو امن يندر وجوده في هذا العالم المضطرب, ونظرة سريعة الى بعض الشعوب وما يدور فيها تؤكد هذه الاهمية فعلى الرغم من التقدم المادي الذي تمر به دول يقال انها متحضرة الا ان المنغصات تلاحقهم فالمادة عندهم تكثر والجريمة تكبر, والمتابع يلاحظ شيوعها وارتفاع نسبتها بشكل متمرد يصعب السيطرة عليه ومرد ذلك ومرجعه ما للقوانين الوضعية من ثغرات كثيرة تعرقل ايقاع العقاب اللازم والسريع على مستحقه بحيث يرتدع هو ويتعظ غيره, ونتيجة لذلك قل الامن في تلك الدول وكثر الخوف وتفشى الرعب وانعدمت الروابط.
اما هنا في المملكة العربية السعودية فان روابطنا تزيد ورفاهيتنا تنمو وحضارتنا تركض في ظل تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف من خلال صلات شعبية حكومية وعلاقات اخوية بين المواطنين ومحبة متبادلة بين الجميع وحرص متوافق ففي الحفاظ على الامن يتساوى الكل لا فرق بين مواطن ومسؤول, المواطن يحفظ ويحافظ والمسؤول ينظم ويتابع والجميع يقف صفا واحدا بمناكب متراصة وايدٍ متماسكة ضد من يحاول خدش امننا او جرحه حتى ولو كنا على يقين بأن معوله اضعف من ذلك بكثير وانه هو ومن شابهه لا يستطيع التأثير على امن شامخ ارتفع بناؤه فوق قواعد صلبة ومتينة واسس راسخة وقوية وهو اكبر بكثير من ان يؤثر فيه لعب اللاعبين او كيد الحاقدين, نرفض الخلاف والتعددية لانهما في الغالب ريح تعصف بالشعوب وتدهس الامن وتشتت المستقبل وتبدد الاحلام وتنهي الطموحات, نريد من كل مواطن ان يقدر النعمة التي هو فيها وان يوجد دائما بالميادين الايجابية في بلده وان يكون متفاعلا مع الاحداث متفهما لموقعه في سفينة امته، يؤدي واجبه كاملا في المحافظة عليها وان يكون عونا للمسؤول في حمايتها ومساعدا له في قيادتها, ان كان في شخصه يلتزم بما يطلب منه لصالح دينه ويشعر دائما تجاه وطنه بالمسؤولية وان كان عن غيره فيرصد ويتحرى ويسارع في اخبار الجهات المعنية, وانا وإن كنت على يقين بأن هذا هو واقعنا وهو ما يأمرنا به ديننا ولا يحتاج أبدا الى تأكيد ولكنه شيء في نفسي.
وهناك عواصف كثيرة واتربة وغبار وتيارات تهب حسدا من الشرق والغرب والشمال والجنوب اخاف ان تلقى طريقا الى عقول الاولاد الصغار فينا فتؤثر في عيدان لنا خضراء لم تنضج بعد علينا جميعا ان نبني أسوارا من التكاتف والتلاحم والتآخي والمشورة والنصح لتلك البراعم حتى تشتد وتستوي وتصبح سواعد قوية صامدة تقف معنا دائما وأبدا ضد كل من يحاول الاخلال بمسيرتنا او يخترق صفوفنا او يقلل من عزيمتنا فنحن بفضل من الله نعيش وضعا يختلف تماما عن الآخرين يتمثل هذا الوضع في حب المواطن لدولته وثقته بها وولائه التام لها, وحرص الدولة على المواطن وفتح ابوابها في وجهه تسمع منه وتستجيب له وكثيرا ما تبادره بالخير قبل ان يطلبه منها فأي مطلب لمواطن اكثر من هذا؟ حفظ الله لنا ديننا ووطننا وامننا وولاة امرنا, والله من وراء القصد والسلام.
* بريدة
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved