النجاح كلمة مطلقة,, فهو كالسعادة مثلاً,, قد تعني عند مجتمع البقاء على قيد الحياة,, وقد تعني عند مجتمع آخر الوصول الى مرحلة الرفاهة المطلقة,, كما قد يعني النجاح عن شخص راتب آخر الشهر وعيشة الكفاف,, وقد يعني عند شخص آخر الصعود وملامسة النجوم,, فالأكيد انه لا يوجد تعريف محدد للنجاح.
عرّف حكيم السعادة بأنها مقدار استمتاعك بالشيء,, أي أن السعادة هي مجموعة تفاعلات تبدأ من استمتاعك بصحتك، ونجاحك في عملك وقبولك في مجتمعك، وتصل إلى لقائك بمن تحب، وابتسامة طفلك في وجهك,, تكامل كل تلك العناصر يعني السعادة.
النجاح هو الآخر محصلة نجاحات تظافرت لبلوغ الهدف,, كما ان النجاح المهني والمالي والثقافي لا يغني عن النجاح الصحي والاجتماعي,, فما فائدة ان تكون مليونيراً مثلاً لكنك لا تأكل سوى الأرز الابيض بسبب صحتك!! او انك مرفوض من قبل مجتمعك!!
النجاح لا يتحقق الا بأركان اهمها القدرة و السعي المنظم .
القدرة ترتبط بشكل وثيق بقدرة العقل الاستيعابية,, التي تتكون من خلال تراكم المعلومات المكتسبة بالاحتكاك والتجربة والاطلاع,, وهذه القدرة لا تمنح وإنما تؤخذ بشكل متدرج خلال سنين تطول او تقصر حسب القدرات الفردية للشخص.
والقدرة في بيئة فوضوية تضيع او تضعف في احسن الأحوال,, والسعي للنجاح يستدعي خطة زمنية مبنية على جدول زمني لتحقيق اهداف أولية تقود الى اهداف أكبر بسعي منظم,.
حينما نُسأل عن اهدافنا في الحياة,, تجدنا في الغالب نحدد الاهداف البعيدة جداً,, وهي في الغالب ايضاً رغبات وليست اهداف,.
ولكن حينما نُسأل عن اهدافنا لهذا العام فلن نستطيع الاجابة,, او قد نجيب على السؤال بتحديد اعمال نحن ملزمون بانجازها لأنها اعترضت حياتنا بدون تخطيط منا,,ولم نعد لها خطة مكتوبة على الأقل,, مما يدل اننا سلمنا اقدارنا لردود الفعل التي تواجهنا,.
وهذا الامر عجيب بالمقياس العقلي البحت.
|
