أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th May,2000العدد:10096الطبعةالاولـيالسبت 16 ,صفر 1421

الاخيــرة

تجارة,, مِن غَيرِ,, صَفع
د, أنور عبدالمجيد الجبرتي
* الأمريكيون لا يخجلون من عض اليد التي تُطعمهم.
* كان ذلك تعليق مجلة الاكونوميست البريطانية على النزعات الحمائية التي كانت تروج في الاوساط التشريعية الامريكية قبل خمسة عشر عاماً.
* كانت هناك فكرة وثيقة تشريعية في الكونجرس الامريكي سينتج عنها حظر فعلي للصادرات المكسيكية من الامونيا ,, رغم ان المكسيك تعد أكبر مصدر للنفط الى الولايات المتحدة الامريكية.
* وكان هناك أيضا استعداد أكبر لتبني تشريع شامل سيحول دون دخول كثير من المنتجات الصناعية البتروكيماوية الى الاسواق الامريكية اذ يهدف الى رفع الرسوم الجمركية ذات العلاقة، الى ما بين 12% و20%.
* وعلى كل فقد فات الايكونومست أن عادة عض الايدي الممتدة بالطعام,, عادة,, أوروبية,, ايضا إذ وجدنا,, دول المجموعة الأوروبية تسارع حينذاك,, بناء على طلب هولندي الى فرض ضرائب جمركية على الميثانول السعودي,, بنسبة 13,5% في الوقت الذي كان كثير من المراقبين الاقتصاديين يتوقعون ان تكون دول المجموعة,, مهيأة للاقتناع بزيادة حصة الميثانول السعودي المعفاة كلية من الرسوم الجمركية,, عندما يأتي وقت التفاوض على نظام التفضيلات العامة في العام القادم,, وهذا حدث قديم، تجدد الآن,,وغدا.
* علاقاتنا الاقتصادية مع دول المجموعة الأوروبية,, نشطة ومطردة.
* والفوائد التي يتحصلون عليها من تلك العلاقات واضحة,, خاصة اذا ما وضعناها في الاطار الخليجي الأكبر, ولكن الحوار لايزال حوار طرشان من جانب واحد.
* ولذلك أتت مثل هذه الفكرة الأوروبية,, نغمة نشازاً,, في أجواء الحوار الخليجي الأوروبي، وخطوة سلبية في مضمار العلاقات الاقتصادية بين اوروبا,, والخليج في ذلك الوقت,, وفي كل وقت.
* اننا نعلم بأن النقاش في مثل هذه المواضيع,, يجب ان يتسم بالهدوء، والتعقل,, بعيداً عن التشنجات واشهار التهديدات,, والتلويح بها.
ومع ذلك,, فإن هناك,, منطلقات اساسية للموقف السعودي والخليجي,, عموما.
ولا اعتقد ان مثل هذه المنطلقات تخفى على زبائننا,, الشماليين,, اوروبيين,, وغير اوروبيين,, في مجال البتروكيماويات، ومشتقات النفط، وغير ذلك من الصناعات الأساسية.
* المنطلق الأول:
* لقد بذلنا,, الوقت، والجهد والمال في دراسة مثل هذه الصناعات الاساسية، والتفاوض بشأن المشاركة فيها، واعداد البنية المناسبة لها في الجبيل وينبع، وشراء تجهيزاتها، واعداد الكفاءات السعودية المؤهلة لكي تضطلع بمسؤولية ادارتها,, وتشغيلها.
* ونحن لم نقم بذلك كله,, لننشىء اهرامات بيضاء,, نأخذ زوارنا الرسميين اليها,أو لنبني هياكل ضخمة,, فارغة,, نرقص حولها ونزين بها مطبوعاتنا,, ومعارضنا الخارجية.
* لقد كان قرار التصنيع,, البتروكيماوي,, ولايزال,, قراراً تنموياً,, استراتيجيا,, هاما,,وكان المضي فيه,, امتحاناً لارادتنا في الارتفاع الى مستوى التحديات المعاصرة والتعامل وجهاً,, لوجه مع المتطلبات الفنية، والإدارية والقانونية لمشروع,, وطني ضخم,, له أبعاده,, المحلية والاقليمية,,والدولية,.
* لذلك يجب ان يكون واضحاً للذين يتعاملون معنا بان هذا المشروع وغيره من مصالح الوطن وجدت لتبقى,, وتنتج,, وتثمر وتنجح,.
* انه ليس نزهة خلوية نغير رأينا بشأنها في آخر لحظة.
* وليس خطوبة متعجلة نقذف بخاتمها عند أول مشادة,.
* وليس حلم يقظة نسقطه هلعين,, عند أول رشة ماء,.
* المنطلق الثاني:
* اننا,, ننظر,, الى الصناعات البتروكيماوية الاساسية كمحرك اساسي من محركات التنمية، وترس هام من تروس عجلة التصنيع الوطنية.
* انها بداية كبيرة,, تليها بدايات أكبر,, وخطوة رائدة تتبعها خطوات أوسع فهي الابن البكر,, في عائلة نتوقع لها جيشا,, من التوائم,, النابهين,.
* فهي أولا تعتمد,, وتنطلق,, من قاعدة المنطلق الاقتصادي المعتمد على المزايا النسبية.
* وهي ثانياً تتكامل مع مجهودات البنية الاساسية الاخرى, وهي ثالثاً تشكل قاعدة,, عريضة,, راسخة,, ينطلق عنها ومنها,, عدد كبير من الصناعات,, الوسيطة,, والنهائية.
وهي رابعا وسيط جيد لانتقال التكنولوجيا التصنيعية، ومؤسسة رائدة لتدريب الجيل الأول من الشباب السعودي المعاصر,, على التعامل مع الآلة الصناعية المعقدة، والمنشأة الاقتصادية الكبيرة، والسوق العالمية الرحبة.
* المنطلق الثالث:
* ان الصناعات الاساسية السعودية هي رأس الرمح بالنسبة للصناعات الاساسية في الخليج.
* الاشقاء الخليجيون يرقبون خطواتنا ويباركونها,, لأنهم,, يعلمون كما نعلم أهميتها في اطار المستقبل الخليجي المشترك.
* ولذلك، فالقضية بلا مبالغة قضية خليجية،
وتوطن هذه الصناعات، ونجاحها على الشاطىء السعودي,, مؤشر,, لتوطنها,, ونجاحها على الساحة الخليجية.
* ان مبدأ المعاملة بالمثل ,, مبدأ عادل,, يجب ان يحترمه الجميع.
* العلاقة الاقتصادية,, شارع مزدوج الاتجاه، والسادة الغربيون لهم دراية واسعة بقوانين المرور والحركة في الساحة الاقتصادية الدولية.
* وعلى كل,, فاننا لازلنا نأمل,, بأن تكون السياسة التجارية,, لدول الشمال أبعد مدى وأعمق نظرة,, بحيث تتجاوز,, وتسيطر على عادة العض على الايدي,, التي تطعمها.
* ان الايدي المعضوضة قادرة على الصفع .
* ولكننا,, لانزال نقول ونكرر القول: اننا قوم متفائلون,, طيبون لا نحسن دوما ادارة الخد الآخر.
* ولكننا,, مع ذلك نطمح,, الى العيش,, المثمر,, البناء,, في عالم,, لا عاض فيه,, ولا مصفوع ,.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved