أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th May,2000العدد:10096الطبعةالاولـيالسبت 16 ,صفر 1421

تحقيقات

أكثر ضحاياها من الأطفال والمراهقين
عربات قديمة تنقصها التجهيزات,, وعمال تنقصهم الشروط الصحية
سيارات الآيسكريم تبيع التلوث والمايكروبات
تحقيق: خالد الشمسان
يزداد الإقبال في فترة الصيف على تناول المثلجات كالآيسكريم الذي تبيعه السيارات التي تتجول في الشوارع ويكون الشراء بنهم لإشباع الرغبة الجامحة للاستمتاع بمذاق الآيسكريم الخاص دون التفات الى السلبيات التي قد تحصل من جراء الاندفاع دون تفكير في عواقب الأمور والتريث واستحضار الحكمة القائلة درهم وقاية خير من قنطار علاج , ومن مثل هذا الإهمال يزداد في هذه الأيام مراجعو المصحات الذين يشكون من السمنة وارتفاع السكر والانفلونزا واللوز والحمى وارتفاع درجة الحرارة والتسمم والغثيان والاستفراغ وآلام الأسنان وتسوسها,, الى غير ذلك من المشاكل التي قد تنتج عن سوء استخدام وتعاطي المواد المثلجة ومن بينها الآيسكريم, ولذا فقد قمنا بهذا الاستطلاع عن عربات الآيسكريم التي بدأت تتجول مع حلول فترة الصيف بلقاء مع عدد من المواطنين والمختصين.
دخان وأتربة وشمس حارقة
في البداية تحدث المراقب الصحي بمركز عين الصوينع الصحي عبدالرحمن بن مطلق المطيري بقوله: لابد من أن يتأكد المستهلك من صلاحية المواد الغذائية عن طريق معاينة تاريخ انتهاء الصلاحية, أما بالنسبة للآيسكريم والأشياء الخفيفة مثل الفيشار والسندويتش والبليلة والهمبرجر والكوشير والتسالي والعصائر التي يتم إعدادها داخل العربات المتجولة داخل الأحياء والمتنزهات والأماكن العامة فإنه يفضل التعامل معها بحذر نظرا لعدم وجود رقابة صحية كافية في معظم الأحيان ولتعرضها لدخان عوادم السيارات وللأتربة ولأشعة الشمس الحارقة لفترة ليست بالقصيرة خلال فترات النهار وللغبار والنوامس وبعض الحشرات في ليالي الصيف,, ويضيف المطيري: إنه في حالة وجود مخالفات للشروط الصحية من الأسلم في مجتمعنا ذي الأسرة الواحدة أن يتم ابلاغ قسم صحة البيئة في المجمعات القروية والبلديات والمنتشرة بطول وعرض مدن ومحافظات ومراكز وقرى وهجر بلادنا الغالية والتي تسعى جاهدة للحفاظ على سلامة المستهلك وصحته وبهذا التعاون المنشود الذي تمليه الغيرة الوطنية الصادقة الناصحة تتحقق العديد من الأهداف المرجوة للحفاظ على سلامة وصحة المجتمع.
تتسبب في الحوادث وتعطل السير
ويشير المواطن ابراهيم بن عمر العجيمي الى ضرورة تحديد أماكن تواجد عربات الآيسكريم بحيث تلتزم المسار الأيمن على الطرق الرئيسة وفي المتنزهات العامة معللا ذلك بقوله: إنه من الملاحظ داخل الأحياء انحراف عربة الآيسكريم حيث يتواجد الأطفال والتوقف المفاجىء دون اعطاء اشارة بذلك مما يتسبب بالزحمة وتعطيل السير وتسبب الحوادث نظرا للوقوف الخاطىء كما يلاحظ عدم إبراز الشهادات الصحية التي توضح خضوع العربة للرقابة الصحية بالاضافة لعدم لبس المطاطات البلاستيكية الوقائية مما يجعل الكثيرين يصرفون النظر عن الشراء من هذه العربات ما دامت بهذه الطريقة البدائية.
ولعدم توفير آلات تحضير الآيسكريم بالشكل المطلوب وعدم معرفة ضبط المقادير المطلوبة مما جعلني ألغي فكرة شيء اسمه الشراء من سيارات الآيسكريم المتجولة داخل الأحياء.
موديلات قديمة تساهم بتلوث البيئة
أما الموظف بقسم الترحيل ببريد محافظة المذنب المركزي سليمان بن محمد الجمل فيقول سبق وان اشتريت ومجموعة من الأصدقاء بعض الآيسكريم من إحدى السيارات المعدة لذلك لكنني لم أستطع اكمالها لعدم استساغتها، ويضيف فمن الملاحظ أن معظم الموديلات قديمة ولا تتحمل الأجهزة التي تحملها بالاضافة لتلوث البيئة عن طريق الأدخنة المتصاعدة من عوادم السيارات التي تعمل على الدوام كذلك عمليات مزج مواد الآيسكريم عشوائية وليست دقيقة مما يكون له الأثر السلبي على الأطفال والمصابين بداء السمنة والانفلونزا,, ويقترح أن يكون لعربات الآيسكريم مكان ثابت ومعروف ولأوقات محدودة مع ضرورة وجود الرقابة الصحية المستمرة وابراز الشهادة الصحية بالاضافة للزيارات التفتيشية المفاجئة.
عملية غير حضارية
ويرى المواطن قنيص بن ابراهيم القنيصي أن تجول سيارة الآيسكريم بوضعها الحالي هي عملية في الحقيقة غير حضارية ولا تتناسب مع الذوق العام ويقول: إن معظم هذه العربات مستهلكة وموديلات قديمة أكل عليها الدهر وشرب بالاضافة لعدم صحية العمالة العاملة بهذه العربات فضلا عن بعدها عن عين الرقيب لعدم وجودها في مكان ثابت ولأن معظم عملها في الليل في وقت انتهاء فترة عمل قسم صحة البيئة، لذا فالنظافة فيها شبه معدومة.
وأضاف قوله من الأولى أن يلبس العاملون أوقية مطاطية لاسيما على أيديهم مع مراعاة أن تكون الأشياء المقدمة طازجة حتى لا تتأكسد وتتحلل مع طول الوقت وحرارة الشمس وسوء التخزين فتفسد وتكون عرضة للتسمم مما قد يعود على المستهلك بالضرر والخطر, وتمنى في ختام حديثه أن تشهد عربات الآيسكريم نهضة وتطورا ايجابيا في جميع المجالات يتواكب والنقلة الحضارية التي تعيشها بلاد الحرمين الشريفين.
الحاجة ولدت هذه الظاهرة
ويقول الشاب عبدالملك بن ابراهيم الناصر ان الحاجة دعت لوجود مثل هذه العربات الخاصة بالآيسكريم في الساحة لتملأ الفراغ وتكون في متناول اليد وبأسعار معقولة وعلى مستوى لا بأس به من الجودة والكفاءة, ولا شك أن هناك اجتهادات قد يعتريها شيء من القصور ويشوبها بعض الأخطاء الفردية التي لا يجب بأي حال تعميمها على الجميع وهذا لا يمنع من الاستفادة من هذه الخدمات الميسرة في فصل الصيف والتي تختصر المسافات وتقدم أحسن الخدمات، وكم كنت أتمنى أن يشجع الجميع هذه الخدمات وأن يعينوا على بقائها واستمرارها حتى لا تفقد بريقها وتواصلها مع محبيها.
عُرضة للتلوث
خالد بن محمد الحواس شخّص هذه الظاهرة الموسمية بقوله: في فصل الصيف تكثر طلبات الناس على الأشياء الباردة من المشروبات وبالنسبة للأطفال فتكثر طلباتهم للآيسكريم وغيرها من المشروبات,, وهناك من يُلبي هذه الطلبات وهي سيارة الآيسكريم المتنقلة داخل المدينة، ولا تخلو هذه العربات من الأضرار الكثيرة من أبرزها أن الآيسكريم وما يحتويه يكون مكشوفا، والسيارة تنتقل من مكان الى آخر وقد يتعرض الآيسكريم الى تلوث فيؤدي ذلك الى بعض الأمراض التي يتعرض لها الأطفال.
أما المحلات الثابتة المتخصصة لبيع الآيسكريم، فانها تكون نوعا ما محفوظة,, وذلك للحرص على سمعة المحل, ولشدة الرقابة عليهم من قبل قسم الصحة التابعة لبلدية المدينة بعكس السيارات المتنقلة التي لا تجد مراقبة إلا القليل والنادر, فإذا كان هناك تلوث - لاسمح الله - فمن الصعب جدا اكتشافه أو معرفته وذلك لكثرة البائعين المتجولين، ولعدم وجود مكان معلوم لهم بسبب تنقلهم من مكان الى آخر, فنسأل الله أن يعين قسم صحة البيئة على ذلك.
اتخاذ الاحتياطات الضرورية
وفي نهاية هذا الاستطلاع عرضنا هذا الموضوع الهام على القسم المختص بالبلديات والمجمعات القروية ألا وهو قسم صحة البيئة الذي يجند طاقاته خلال فترة الصيف لمراقبة كل مايتعلق بسلامة وصحة الانسان والقضاء على كل ما يضر بصحة بني البشر وعمل التحليلات المخبرية لاجراء الفحوصات على العينات المقدمة والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض,, فيقول الطبيب حمد بن عبدالرحمن العبودي: نظرا لحلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة ولكثرة صناعة الآيسكريم وازدياد عربات تسويق المثلجات الذي يقدم مباشرة للاستهلاك السريع ولأن هذه المنتجات بيئة مناسبة لنموالميكروبات غير المرغوبة أو المرضية فاذا حدث تلوث ولو بكمية قليلة من الآيسكريم الطري بواسطة عمال حاملين للمرض أو عن طريق التداول غير السليم فإن ذلك سوف يؤثر على المستهلكين وخاصة الأطفال الذين يعتبرون أكثر استهلاكا لهذه المنتجات لذا لابد من اتخاذ الاحتياطات الضرورية كافة أثناء تصنيع وتداول هذه المنتجات بصورة دائمة للحد من التلوث ورغبة بتوعية العاملين بصناعة الآيسكريم والمستهلكين خصوصا ان وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات محافظة منها على صحة المستهلك تقوم باعطاء الاشتراطات الصحية لعربات بيع الآيسكريم الطري والقيام بجولات تفتيشية مفاجئة على هذه العربات للتأكد من التزام العاملين بها بتنفيذ الاشتراطات الصحية وأخذ عينات دورية من عربات بيع الآيسكريم وارسالها للمختبر لتلحيلها وبيان صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ومنح الشهادات الصحية للعاملين على هذه العربات بعد اجراء الفحوص الطبية اللازمة لهم وكذلك التوعية والتثقيف الصحي لهم فوائد الأيسكريم تختلف باختلاف المواد الداخلة في تركيبه فإذا كان مصنوعا من الحليب أو الفاكهة أو الشكولاته ففي هذه الحالة يحتوي الآيسكريم على نفس الفوائد الغذائية التي تحتوي عليها موادها الأولية، ونظرا لخاصية الآيسكريم كمسبب لشيء من التخدير في أغشية الفم فإن الأطباء يوصون مرضاهم الذين أجريت لهم جراحات في الفم بتناولها, اذا أخذ الآيسكريم باعتدال بعد الطعام كان عاملا فعالا في المساعدة على الهضم شريطة أن يؤخذ ببطء لا بسرعة لأن مفعوله كمفعول المواد المغلية التي تحرق جدران المعدة على الافراز والعمل، أما اذا أخذ الآيسكريم بسرعة فإنه يصيب أعصاب المعدة بالكسل أو الفالج المؤقت مما يسبب توقف المعدة عن العمل واصابتها بالتقلص مما ينجم عنه سوء الهضم وهذا هو السبب فيما يعرف من أن تناول قطع صغيرة من الثلج يحول دون استمرار التقيؤ ويجب تحاشي تناول الآيسكريم قبل الطعام أو عقب سير طويل تحت أشعة الشمس لأن ردة الفعل آنذاك تكون قوية فتؤثر على غشاء المعدة وتجعله مهيأ للإصابة بالالتهاب والتقرح.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved