أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st May,2000العدد:10097الطبعةالاولـيالأحد 17 ,صفر 1421

مقـالات

فن الكاريكاتير عندما يُجيب عن الغموض
منى عبدالله الذكير
* فن الكاريكاتير على العموم يُمثل ظاهرة حديثة في مجرى الفنون يسعى الى تغيير سلبيات المجتمع وإلى تنمية الوعي الخاص لكل الناس.
من أولوياته تأييد الرقي الفكري والسلوكي وخلق مبادىء واضحة وذات أهداف يمكن تحقيقها, في محاولة لصياغة أفكار جديدة, الصمت وعدم استخدام المصطلحات المتعارف عليها في الرسم الكاريكاتوري هو قمة الوضوح, فمن خلال خطوط قد تبدو مجرد خربشات تقودك الرسمة إلى مكامن الألم وتجسد أشكال القهر الإنسانيِّ لديكَ, إنهُ يُعبر ذاتيا معتمداً على وضوح الرؤية الداخلية للمتلقي, ان تلك الخطوط المضحكة غالباً ماتسير قدماً لتُلامس بِكَ الجُرُحَ والآمال، الشقاء والسعادة, هكذا يبدو ملحا أن يُمنَح فن الكاريكاتير اهتماما يستحقه, لأنه يعالج قضايا مختلفة عبر محاور مشتركة تتجانس ضمن اللون والفكرة والهموم الإنسانية اليومية, يُعتَبر حمد الغائب أصغر فنان كاريكاتور في البحرين حاليا، ويقول: الكثيرون يعتقدون بأنه فن الإضحاك فقط، ولكنه في الواقع يكشف المخفي ويقدم الظاهر في حياتنا اليومية ويطالبنا بتغييره نحو الأحسن والأجمل, إنه الفن الأكثر حضوراً دون حاجة إلى المزيد من الكلمات, فقط خطوط تُدخِلنا إلى نَفَق التفكير المُتعِب، إنني لا أسخر من الشخصية التي أجسدها بل أسخرُ من الموقف ذاته, وعمَلكَ؟ يرد الغائب : رسام معتمد في جريدة يومية بحرينية بحيث يتاح لي طرح صورة كل يوم تحمل هموم الفرد البحريني وتلامس حياتَهُ المعيشية, إنني أغوص في وجدان الإنسان وأتسربُ الى كُلِّ خلايا المجتمع بكل طبقاتِه, وأُمعن النظر, ثم أستخلص فكرة أُقدمها له.
حمد الغائب يعيش حلم العالمية ويقول لابد أن أنطلق,, كل جهدي وثمرة عملي سأُدخِرَهُ لتحقيق ذلك الحلم,, ربما ,, من يدري؟ فنحن أبناء الخليج نلملم جراحاتنا في واحات الصَّمت ولكن تأتي أحلاَمنا سِر البوُح الذي ينبثق من العرَق والدم، وتظل الشارة الحمراء علامة المعاناة، حينها نبدو أكثر نُضجا,, وأكثر اقتراباً من الإنسانية حين نُلاَمس الألم,, الفن علامة الحياة بما تحويه من تمويهات وحقائق, دخل الغائب عالم الفن مبكرا جدا ربما دون نية مسبقة أو معرفة بأبعاد ذلك الفن الوافد الجديد على خليجنا, كانت البداية مجرد تقليد لمن سبقوه ثم أخذ يعوم في بحاره الخاصة حتى دانت لهُ أسرار وفنون الكاريكاتور, وسريعا أَمدَّ قامَتهُ وصار الناس ينتظرون رسوماته لمعرفة جرحهم اليومي وعلاجه, يقول :رسوماتي هي الناطق الرسمي بلسان كل الرجال والنساء وحتى الأطفال تحمل لهُم البِشارة أو الصدمة ,, ألم تتعرض لمواقف نتيجة ذلك ؟ قال: كثيرة ومتعددة ولكن صارت لدي مناعة ضد الأقاويل والحسد ومقالب الآخرين, هناك عراقيل توضع عادة أمام أي مبدع ولكني أتجاوز كل شيء بمزيد من الإصرار والعمل وبذل الجهد , وآخر نتاجاتك؟ طَرَحتُ بالاسواق كتيِّبي الجديد كاريكاتير الغائب وتحت الطبع كتيب جديد, إلى جانب مساهمتي بمجلد ضخم سوف يُطرح في المكتبات قريبا تحت مسمى الموسوعة الكاريكاتورية العربية وتضم رسومات للعديد من فنانين عرب من كل الدول ومن الخليج, ستَصدُر في سوريا بإشراف السيد فايز سارة الذي يقول :بدلاً من ضياع رسومات فناني الكاريكاتير في الدول العربية سوف نجعل لهم حضورا دائِماً في تلك الموسوعة وتصبح رسوماتهم متداولة في كل الأصقاع , ويضيف أن الرسومات الضاحكة والباكية منها هي توثيق لأحداث المجتمعات ولهموم الناس وأمانيهم, أيضا هي رسائل توجيهية للفرد لتحسين أدائه والارتقاء بسلوكياته وممارساته اليومية, نعود الى الغائب الذي يسعى الى تطوير أدواته وإثراء أُسلُوبه بكل ماهو جديد ويسير بخطوات جريئة ويحاول إبراز مايجري في الشارع العربي والعالمي ايضا, ويقول : علاقتي متواصلة مع الفنانين العرب في هذا المجال وذلك يعطيني الدافع لتقديم الأفضل ووجودي في الصحافة اليومية ينمي قدراتي الابتكارية,, وهو لايحبذ إقامة معارض شخصية للفنان ويقول :إنني أُثري تجربتي من خلال مساهماتي في العديد من الصحف الخليجية والعربية وهذا يحقق الانتشار, إن الزمن توقفَ داخل نُقطة التحفُز في رأسه، عيناهُ مزروعتان في وجه القمر في بحث دائب عن التفرد؟ يَنزعُ أقنعة المجاملات غير المجدية ويتمسك بهُدُب الفن بكل صلابة، إن المستقبل لَهُ هو شارة اليقين نحو تثبيت أركان فن الكاريكاتير الذي يعشقه,, لقد آن لروح الخليج أن تبدو لعين العالم بكل انفعالاتها وتوهجها,, وأن تتلاحم مع صُخب العالم لأنها جزء حميم من الإنسانية كلها.
الآن همّ الغائب الوحيد والدائب هو انتهاج سُبُل ووسائل عديدة للتعبير عن مكنون ذاته ولتجسيد كل طاقاته الإبداعية ونحن بانتظار جديد الغائب ليحدثنا عن الحياة والإنسان من خِلَال صَمت الخطوط وتألق الإبداع.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved