أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st May,2000العدد:10097الطبعةالاولـيالأحد 17 ,صفر 1421

الريـاضيـة

آفاق رياضية
البطولات الأوروبية 2
الإثارة على الطريقة الإيطالية!
عميد جلال المهتدي
انقلب حال الكرة الإيطالية من الكاتناتشيو الانزراعية الدفاعية إلى الإثارة والمتعة البالغة عقب فوز منتخبها الوطني بكأس العالم الحادية عشرة بجدارة منقطعة النظير عام 1982، فالعروض المذهلة التي اشتهر بها آنذاك أبطال الفريق الأوزوري وهم يطيحون بنجوم الكرة اللاتينية سحرة البرازيل وعمالقة الأرجنتين ليكملوا انتصاراتهم بثلاثية الكأس الذهبية في شباك ألمانيا الغربية، كانت كلها بمثابة الحلم الحقيقي لنجوم الكرة العالمية بالانضمام إلى أقوى وأشهر دوري على الإطلاق، وهكذا انطلق الدوري العملاق مدوّيا بلا كلل حتى يومنا هذا!
مساء يوم الأحد الماضي عاشت الكرة الإيطالية قمة الإثارة حينما بقي عشاقها في كل مكان يشاهدون أجهزة التلفزة المشفرة ويتابعون مواقع شبكات الإنترنت لملاحقة المباراتين الأخيرتين في دوري هذا الموسم لفرسي المقدمة بين الوصيف لاتسيو وريجينا التي انتهت بفوز الأول، وبين المتصدر يوفنتوس وبيروجيا التي شاء الله أن يتوقف شوطها الثاني بسبب هطول الأمطار الغزيرة، لتصبح كل الأنظار معلقة نحو الدقائق المتبقية من هذه المباراة أو بالأحرى باللحظات الأخيرة من عمر الدوري الإيطالي الشيق لهذا الموسم، والموقف أمام يوفنتوس تورينو بات لايحتمل سوى تحقيق النصر لتعزيز الرقم القياسي والفوز باللقب للمرة السادسة والعشرين أو التعادل على الأقل لتتساوى النقاط مع الوصيف ويلتقيان في مباراة فاصلة نهائية كما تنص اللوائح من دون اللجوء إلى فارق الأهداف، ولكن شباك اليوفنتوس استقبلت هدفا مباغتا مع استكمال المباراة لنصفها الثاني لتنطلق بعدها جميع صفوف الأسد العجوز في هجمات هيستيرية متلاحقة لتلافي الخسارة المفاجئة وضياع مجهود عام بأكمله، ومع مرور الوقت القاتل اهتزت بشدة الأعصاب داخل الملعب وخارجه، وأعترف بأنني كنت من بين هؤلاء الذين ابقوا موقع الدوري الايطالي مفتوحا على شبكة الإنترنت طوال الشوط الثاني للمتابعة أولا بأول، ولعل الصمود البطولي لفريق بيروجيا كان السبب في منح اللقب الغالي لفريق لاتسيو روما للمرة الثانية في تاريخه منذ بداية البطولة عام 1898.
والطريف انها هذه ليست المرة الاولى التي اكتب فيها عن نادي لاتسيو الايطالي، فاذكر أنني قمت في موسم 1979/1980 بإعداد ملف خاص من صفحتين كاملتين عن الاحداث الحامية للدوري الإيطالي بسبب التلاعب في نتائج بعض المباريات وجهت خلالها اصابع الاتهام إلى فريق نادي لاتسيو ولاعبه الهداف الدولي برونو جيوردانو وتقرر على إثرها معاقبة النادي بإسقاطه من دوري الأضواء كما تم إيقاف لاعبه الشهير،وبقي الفريق في الدرجة الثانية ثلاث سنوات متتالية قبل أن ينجح في العودة مجددا للدرجة الأولى الممتازة، وتدور الايام وتثور جماهير العاصمة لفريقها لاتسيو الاسبوع الماضي بإطلاق الاتهامات للحكام بمحاباة فريقي يوفنتوس وميلان على الرغم من أن يوفنتوس خسر مباراته الأخيرة والبطولة بسبب طرد لاعب الارتكاز الدولي جيانلوكا زامبروتا (23 سنة والمنتقل من باري هذا الموسم بمبلغ 17 مليون دولار)، بينما احتسبت للاتسيو في مباراته الأخيرة ضربتي جزاء دفعة واحدة!
النشوة الزرقاء
وتكتمل الإثارة في وقت متأخر من ليلة الخميس الماضي عندما عاشت العاصمة الإيطالية نشوة النصر الطاغية وقد اكتملت افراحها باحتضان الالقاب الوطنية لهذا الموسم واستعادة الصدارة من مدن الشمال تورينو وميلانو، بعدما جمع فارسها الأزرق لاتسيو اطراف المجد واثبت انه سيد الساحة بتحقيقه ثنائية الدوري والكأس الرابعة في تاريخ الكرة الإيطالية بعد تورينو (1943) ويوفنتوس (1960) ونابولي (1987)، وفرحة العاصمة الكبيرة لها مايبررها خاصة أن هذه الثنائية هي الاولى للرومانيين، كما أن بطولة الدوري تعود بعد مرور 17 سنة كاملة على انتزاع قطب العاصمة الآخر نادي روما للقب الدوري لموسم 1982/1983، وبعد غياب دام 26 سنة على استعادة لاتسيو اللقب الذي فاز به عام 1974، أما كأس ايطاليا فأعاده لاتسيو للعاصمة بعد سنتين فقط عندما احرزه عام 1998 إثر تغلبه الصريح على منافسه الشمالي إنتر ميلان.
نادي لاتسيو، وهو يحتفل بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسه، لاشك بأن افراحه تضاعفت بالتأكيد لعدة اسباب: الأول استعادة اللقب للمرة الثانية ولو بفارق النقطة الواحدة، والثاني تعويض لقب العام الماضي الذي طار معه في المرحلة الاخيرة أمام أي,سي, ميلان وبفارق نفس النقطة الواحدة، والجدير بالذكر أن الدوري الإيطالي شهد منذ عام 1930 وحتى الآن 11 حالة فوز بالبطولة بفارق النقطة الواحدة، والثالث تحقيقه الثلاثية بانتزاعه كأس السوبر الأوروبية هذا الموسم بعد قهره مانشستر يونايتد مؤكدا أنه فارس أوروبا الأول.
جولة الملايين
أشتهر لاتسيو في العامين الماضيين بصرف مئات الملايين من الدولارات لاستقطاب احسن اللاعبين وتحقيق افضل النتائج، ولا بأس من جولة خاصة داخل اروقة النادي العريق ومحاولة قراءة افكار رئيس النادي الملياردير سيرجيو كارانيوتي ومديره الفني السويدي زفن غوران إريكسون لمعرفة كيف سيعملان على الاحتفاظ بالقمة التي وصل إليها الفريق بجدارة، ولاشك بان النادي يستعد الآن لشراء كبار نجوم الكرة العالمية امثال: الهداف الأرجنتيني كلاوديو لوبيز (25سنة) لاعب فالنسيا الاسباني وقيمته 30مليون دولار والأرجنتيني هيرنان كريسبو هداف بارما (23 سنة 45 مليون دولار) ثالث هدافي الدوري الإيطالي ومسجلا 80 هدفا لفريقه خلال المواسم الاربعة الماضية، كما يسعى جاهدا لشراء احد الحراس الثلاثة الحارس الإيطالي الاول جيان لويجي بوفون من بارما (21 سنة 30 مليون دولار) ، ومواطنه فرانشيسكو تولدو الحارس الثاني من فيرونتينا (29 سنة 25 مليون دولار)، والفرنسي الصاعد سبيستيان فراي المعار من إنترميلان إلى فيرونا (19 سنة 18 مليون دولار) وثاني افضل حارس في الدوري بعد الإيطالي الدولي انجيلو بيروتزي حارس انتر ميلان (29سنة)، وتدور حاليا وراء الكواليس صفقات تبادل اللاعبين بالاستغناء عن المهاجمين التشيلي مارسيللو سالاس والكرواتي آلان بوكستش ولاعبي الوسط اليوغسلافي ديان ستانكوفيتش والأرجنتيني ماتياس الميدا ثاني أفضل لاعب للموسم الماضي لمحاولة ضم الإيطالي فيليبو إنزاغي هداف يوفنتوس (26سنة 40 مليون دولار) ليلعب إلى جانب شقيقه الاصغر سيموني (23 سنة) وضم الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك لاعب اتليتكو مدريد هداف الدوري الاسباني لهذا العام (28 سنة 25 مليون دولار).
رسالة خاصة
أسعدتني الملاحظات الدقيقة للقارىء المتذوق نعيم البكر من الرياض حول موضوع زاوية آفاق رياضية الأخيرة عودة الماتادور واللبس الذي حدث مع نسخة المقالة المطبوعة بالكمبيوتر والمسلمة إلى الجزيرة وقد طارت منها لسبب ما لا أعرفه مقدمة الخبر ليصبح استيعاب فالنسيا لخسارته نهائي كأس الكؤوس الاوروبية امام لاتسيو العام الماضي ونجاحه في الثأر من الفريق الإيطالي هذا العام ، والمقدمة الغائبة كانت تتمثل في استيعاب مدرب فالنسيا هيكتور كوبر شخصيا الخسارة عندما كان العام الماضي مدربا لفريق نادي مايوركا الذي خاض نهائي المسابقة الاوروبية أمام لاتسيو، ولدى قراءتي المقالة صباح يوم نشرها في موقع الجريدة على شبكة الإنترنت حاولت مع الإخوان في الشبكة استكمال النقص من دون جدوى، ولا بأس الآن من تقديم المزيد من التفاصيل حول المدرب الأرجنتيني صائد الكؤوس هيكتور راوول كوبر المرشح لتدريب نادي برشلونة، فهذا المدرب الظاهرة الذي كان يشرف على تدريب نادي مايوركا قبل أن ينتقل هذا الموسم إلى فالنسيا تمكن خلال ثلاث سنوات من الوصول إلى خمسة نهائيات اسبانية وأوروبية دفعة واحدة، حقق مع مايوركا كأس اسبانيا وكأس السوبر الاسبانية عام 1998 متغلبا على برشلونة وخسر نهائي كأس الكؤوس الاوروبية امام لاتسيو، ومع فالنسيا انتزع كأس السوبر الاسبانية بتغلبه على برشلونة ويلعب الأربعاء المقبل نهائي بطولة كأس اندية اوروبا لأبطال الدوري امام مواطنه الشهير ريال مدريد، ويذكر أن فالنسيا بقيادة كوبر تغلب ايضا في نفس البطولة الأوروبية على برشلونة في الدور قبل النهائي ليصبح هذا المدرب عقدة الفريق الكتالوني العريق.
وفي جميع الاحوال اجد نفسي مصراً على تقديم الاعتذار للقراء الاعزاء، ويحدوني الأمل بالتواصل معكم مع المزيد من الانتباه حتى لا نصل يوما الى مستوى البرامج الهزلية الثقيلة من نوعية منع في لبنان ,, الذي تفتخر بتقديمه إحدى القنوات الفضائية العربية الترفيهية!
ameed@ shaheer.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved