أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd May,2000العدد:10098الطبعةالاولـيالأثنين 18 ,صفر 1421

مقـالات

ود,, و,, ورد
بين الناقد والحاقد,, حرف قريب المعنى بعيد الدلالة!!
منال عبد الكريم الرويشد
للإنسان مظاهر مختلفة بين قوة وضعف,, نجاح وفشل,, فرح وترح,, وغيرها مما تشعرك بعمق التحول بين النقائض في كل شيء,,!!
هذه النقائض تجعلك تتساءل عن صاحب التجربة كيف يحول هذه التجربة من السلب للإيجاب,, فالمرء له حصيلة كبيرة من أثر التربية الأسرية والاجتماعية بين المدرسة والمسجد وتحت ظل الجماعة كما أن للتقاليد والعادات والدين أثراً قوياً على مستوى تفكير كل واحد منا وبالتالي فإننا في اي مجال من مجالات الحياة نبحث عن صاحب التجربة الذي ينير بخبرته دروب المحاولة حتى لا يفاجئنا جهلنا بوجودنا في طريق كله عثرات,,!!
إن التجربة هي حديث الأزمنة والأجيال,, خبرات تتناقل تكشف عن خفايا النفس البشرية وعلاقتها بالحياة هذه النفس التي تجعلك بين رحى ناقد أو حاقد,,!!
ناقد,, كمشكاة لك,, يدعمك بما لديه من عقلانية في رؤية الأمور والقدرة على التحليل والتعرف على ما يحيط بك لإصدار الاحكام بعد الكشف عن خفايا الأشياء التي تجهلك!!
ناقد,, بأسلوبه يجعلك ترتقي وتصل,, وتحقق طموحاتك فيما تميزت به من عطاء بل ويكون له الدور الفعال في وجود الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات, هذا الناقد عندما يتحول إلى حاقد فإن كل الأشياء تصبح عكسية فبدلاً من المشاركة في الرأي تتضح صفات السلطة والسيطرة وتصيد الأخطاء بدون المساهمة في تعديلها!!
وصاحب التجربة,, ناقد بطبعه,, والكلمة التي يخرجها لفظة لها معانيها ودلالاتها فقد ترفع من مقداره أو تهبط به إلى أقل مستوى,,!!
,, والأشد مرارة أن تكشف لك المواقف الحياتية عن مستوى نوع من البشر تراه في مكانة عالية ونموذجاً مثالياً للاحتفاظ بالرزانة ورصانة التعبير وما ان يتاح له فرصة إبداء الرأي إلا وتتكسر تلك الواجهة لترى حاقداً مصاباً بداء النرجسية عاشقاً لنفسه وإلى الحد الذي يهمش فيه الغير!!
كيف يأتي التجاهل,, ونسف النجاحات وتجيير العطاء بأسلوب مخجل يجعلك في حيرة,, كيف ان صاحب التجربة بدلاً من ان يكون ناقداً له دور فاعل في مجتمعه يتحول الى حاقد,, يدلي برأيه ولا ينتظر رأي الغير كمن يبصق وهو يسير على الطريق بدون ان يحترم الغير,,!!
لذلك,, نحن بحاجة لمن يكشف عن ملامح النجاح والقوة في عطاء الغير,, ومن يوجه الفشل ويرتق الضعف ويوجد الطرق والبدائل لمختلف الاشياء التي يتحدث عنها أو يبدي رأيه من خلالها,,!!
,, إننا بحاجة,, لنماذج اجتماعية تحقق الشكل والمضمون,, العلم والثقافة القدرة على الحوار والتعبير والمناقشة الهادفة بعيداً عن تصيد الأخطاء.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved