أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd May,2000العدد:10098الطبعةالاولـيالأثنين 18 ,صفر 1421

محليــات

مستعجل
في البيت أسد,, وفي الاستراحة,,؟!!
عبدالرحمن بن سعد السماري
** هل تصدق أن هناك شخصا له بيت وأولاد,, إلا انه لم يتعش في بيته يوماً واحداً,, فالعشاء كل يوم مع الشلة ولا يعرف بيته إلا بعد منتصف الليل,, حيث يتسلل بهدوء إلى فراشه بعد أن ينام الجميع.
** وهناك من له مكان معروف في الاستراحة,, بل وله فراش مربوط كثيراً ما يفلِّه وينام في الاستراحة,, والبركة في الجوال حيث يتصل على أم العيال ويقول تبون شيء,, ما جاكم أحد؟!!
وقد يغيب يوما أو يومين,, وقد يسافر أو يكشت وأم العيال صابرة,, لأن هذا الأقشر ما ينتحارش فلو قالت كلمة واحدة,, لانفلت عقد لسانه,, وتحول الأمر إلى خصام ومهاوش وسباب وشتائم وزعل,, وربما غاب عن البيت اسبوعاً أو أكثر,, تأديباً وعقاباً وزجراً لام العيال المسكينة.
** هذا الزوج,, لا يعرف عن أولاده أي شيء,, ولا يريد أن يعرف,, ولو طلب منه أحد اولاده أن يحضر له ولو شنطة أو قلم رصاص لصرخ في وجهه,, ولوتحدثت زوجته بكلمة واحدة لتحول الأمر إلى معركة شرسة,, لأنه لا يريد أن يسمع منها صوتاً,, بل مهمتها,, الطبخ والكنس وغسيل ملابسه وتجهيز وجباته فقط.
** هذا الأسد الهصور في منزله,, هو في الاستراحات والكشتات والزرقات نعامة,, الكل هناك يضحك عليه,, والكل يستغله,, فهو تحت الطلب,, يطبخ,, ويغسل,, وينظف,, ويخدم الجميع بهدوء وصمت,, وفوق ذلك,, هو رخَمَة مايفك روحه .
** في الاستراحة,, هو هادىء جداً جداً,, وكلمة سم ما تفارق لسانه,, وكلمة حاضر تأتي على لسانه كل ثانية,, حتى عندما يطلبون كبسة أو شايا أو يكسِّر حطبا أو يشب الفحم,, أو يتبِّل الدجاج فهو حاضر على طول وبدون أدنى موانع.
** هو في الاستراحة,, لا يغضب,, ولا يصارخ,, ولا يتكلم ولا يرفع صوته,, بمعنى انه وش حِليلَه لكن الشياطين كلها تجتمع في رأسه عندما يدخل مع باب منزله,, ويتحول هذا الرخَمَة إلى وحش.
** ذلك الوجه الضحوك المبتسم في الاستراحة,, يتحول إلى وجه عبوس مقطب,, وكلمة انقلع وفارق,, واذلف تكون البديل الجاهز لكلمة,, سم وحاضر؟!
** هذا هو شأن البعض مع الأسف,, ليس لأولاده منه سوى شين النفس ومنافعه وخدماته هي للآخرين ومع هذا كله ياكَد مالك خلف .
** وفي الاستراحات,, يبقى الوضع على ما هو عليه,, وتبقى الحوسة,, ويبقى الجميع بدون شاي,, وبدون طبخ.
حتى يحضر,, فيتحول إلى عامل وقهوجي وكل شيء,, ويبدأ في شِغلِه حتى يعود,, وعندما يعود الى منزله,, فإنه يتكهرب ويتحول إلى إنسان آخر.
** كان الله في عون زوجته وأولاده.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved