أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th May,2000العدد:10100الطبعةالاولـيالاربعاء 20 ,صفر 1421

مقـالات

الإعلام السعودي ومعادلة النجاح
حمد بن عبدالله القاضي
** ليس من العسير
بل من اليسير أن تجذب وسيلة الإعلام الناس إلى شاشتها
أو مطبوعتها أو إذاعتها!
ولكن السؤال الأهم والصعب
كيف تجذبهم؟
إن الوسيلة الإعلامية تستطيع ان تجذب الناس بسهولة ويسر بالصورة الفاضحة بالعري، أو الكلمة المتمردة على القيم أو الإثارة التي تهدم أكثر مما تبني.
وقد يشد بعض الناس مثل هذا الإعلام بعض الوقت
ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح,.
لا يصح إلا الإعلام الصادق، الذي يحترم قيم الناس وأخلاقهم ويحترم مشاعرهم، يصدق معهم، ويجمع كلمتهم ولا يزيدهم فرقة وشتاتاً.
***
** ولعل آخر خطوات الإعلام السعودي، توجيه قادته لوزارة الإعلام بأن يمتد البث التلفزيوني حتى نقل صلاة الفجر من بيت الله الحرام إلى أرجاء الدنيا في بادرة جديدة يحققها الإعلام السعودي.
تصوروا شاشة تمد إرسالها من أجل بث النور,, ونشر نداء الحق,, وضوء الإيمان,, وشاشات تمد إرسالها وتسهر حتى الفجر من أجل بث مواد تهدف الى العري والتهييج، أو تقديم برامج هدفها الصراخ والتأجيج.
حقا إن الإعلام الذي يسعى إلى غايات سامية مع تحقيق عنصر التسلية والترفيه، هو لا جرَم إعلام صعب وعسير، ولكن دائماً الغايات الجميلة تحتاج إلى كثير من المشقة والنصب والوقت.
وإننا عندما ننظر إلى الإعلام السعودي من هذا المنظور نجده بحمد الله إعلاماً ناجحاً.
فهو الحريص على نشر القيم
وإنه المجتهد في توحيد كلمة الأمة ولمِّ شتاتها
وإنه المحافظ على أخلاقيات الناس وأخلاق أسرهم,.
وإنه المساهم في الترفيه عن المتلقين دون إسفاف، بل بتسامٍ
وكم هو شاقٌ ومتعب تحقيق مثل هذا الإعلام الهادف والممتع في مثل هذا العصر, ولكن من يطلب حسناء الإعلام لم يُغلِه مهرُ التعب ولم يُثنه البذل المعنوي والمادي، ولم يفتَّ في عضد القائمين عليه كثير نصب، ووافر تدقيق.
***
** ولعلَّ من المفرح جداً أن مثل هذا الإعلام الهادف والمرفِّه ضمن الثوابت أصبح يشد الكثيرين في عالمنا العربي الذين يريدون الخير لهذه الأمة، ويريدون الحفاظ على أخلاقيات أهليهم وشبابهم، وبخاصة بعد أن سئم الكثيرون من إعلام العري صورة، والتهريج والصراخ صوتاً,, الإعلام الذي يهدم ولا يبني ويدمر ولا يبقي.
إننا كم نسعد عندما نقرأ ونسمع أن كثيرين في مختلف أنحاء العالم العربي يحرصون مع أسرهم على متابعة وسائل الإعلام السعودي وهم مطمئنون على ما يعرض فيها، وما يقدم على شاشتها وصفحاتها.
وإنها لأمانة يحملها هذا الوطن الذي قام على قيم الخير، ونور الإسلام.
وإن القائمين على إعلامه حريصون على مثل هذا الإعلام من منطلق عقيدتهم وتوجيه قادتهم، لهذا يبذلون كل جهد ووقت لتحقيق هذه الغاية السامية: الإعلام الناجح والمحافظ معاً.
من هنا أضحى إعلامنا السعودي الذي ينطلق من هذه الثوابت وينطق بها، يحظى بالكثير من المتابعة بحمد الله يشد الكثيرين ويحظى بمتابعة النخب الاجتماعية والثقافية ويحقق النجاح يوماً بعد آخر.
وهو نجاح صعب ولكنه باقٍ.
بل إن النجاح الإعلامي وفق هذا المفهوم هو فعلا أصعب وأجمل معادلة.
وهل أجمل وأصعب من أن يحقق الإعلام النجاح في الهدف والترفيه مع حفاظه على الثوابت ومحافظته على القيم.
وتلك هي بحق
معادلة الإعلام السعودي,.
فليستمر عليها لا لينجح فقط، ولكن ليثبت لوسائل الإعلام الأخرى نجاح هذه المعادلة الجميلة والصعبة معاً من أجل خير أمة العرب حاضراً ومستقبلاً ومن أجل أبناء وشباب هذه الأمة المستهدفة في أخلاقها وقيمها ونمائها ووحدتها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved