أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th May,2000العدد:10100الطبعةالاولـيالاربعاء 20 ,صفر 1421

الاخيــرة

أوراق فارسية
صادق هدايت
(رائد القصة الحديثة في إيران)
د/ أحمد خالد البدلي
بدون اتقان اللغة الفارسية التي كتبت بها كل أعمال هدايت لا يستطيع القارىء الجاد الوقوف على الجهد العظيم الذي بذله هدايت حتى تبوأ مركز الريادة في القصة الفارسية الحديثة.
واللغة الثانية التي عرفت العالم بنشاط صادق هدايت الابداعي هي اللغة الفرنسية التي كان صادق يعتبرها العين الثالثة والنافذة الكبرى التي طل منها على الابداع العالمي، ولصادق هدايت بعض الروايات البديعة التي كتبها باللغة الفرنسية التي كان يجيدها قراءة وكتابة وتحدثا اجادة شهد له بها اساطين الاستشراق الفرنسي انفسهم وعلى رأسهم المستشرق الفرنسي العملاق وأحد رواد الدراسات الشرقية (هانري ماسه).
واني لأرجو ان تقوم جمعية للصداقة العربية الايرانية تحتضن الهموم الثقافية المشتركة بين الثقافتين الاسلامية العربية والفارسية وسنجد عندئذ أن ثمة قضايا مشتركة في الثقافة الاسلامية موزعة بين اللغتين الجارتين العربية والفارسية وهي قضايا جديرة بالاهتمام والبحث والدرس والوقفات المتأنية.
ولا يستطيع اي باحث منصف عند الحديث عن فجر القصة الحديثة في الأدب الايراني الحديث ان يهمل دور الرائد الأول والفاتح لأعين الفرس على الادب الغربي، واعني به الكاتب الايراني المرموق جمال زاده صاحب كتاب (يكي بود يكي نبود) ومعناها (كان يا ما كان)، فقد فتح السيد جمال زاده باب القصة الحديثة في ايران في وجه أدباء ايران.
ولكن قصص صادق هدايت التي تبلغ حوالي اربعين قصة هي التي لفتت أنظار العالم الخارجي وخصوصا فرنسا الى ما كان يجري في ايران من حركة أدبية عارمة فوارة في عشرينيات القرن العشرين.
ولصادق هدايت رواية طويلة بعنوان (البومة العمياء) قام كاتب هذه السطور بترجمتها الى اللغة العربية عندما كنت طالبا في جامعة طهران (سأخصها بورقة خاصة).
ومن بين رواياته المتعددة ربما كانت أربع منها من أعظم تركة هذاالمبدع الايراني على الاقل هذا ما أحسه شخصيا، وربما خالفني الاخرون فالاذواق تختلف وتلك القصص هي: زندة بكور (ميت الاحياء) سه قطره خون (ثلاث قطرات من الدم) وسايه روشن (الظل الظليل),, وسكك ولكرد (الكلب الضال) ومن المؤسف كما قلت في أول هذه الورقة انه ليس من السهل تلخيص هذه القصص الرائعة, لان التلخيص كالترجمة تذهب بجمال الاثر الفني وتمسخه, كما ان غير العارفين باللغة الفارسية لا يستطعيون (وهذا طبيعي) تذوق هذه القصص بسبب الحاجز اللغوي.
وللذين يودون من القراء الكرام الوقوف على بعض بدائع هدايت في اللغتين الانجليزية والفرنسية أشير الى بعض الترجمات بتلك اللغتين.
لقد قام السيد (روجيه ليسكو) الفرنسي بترجمة معلمه صادق هدايت (البومة العمياء) الى اللغة الفرنسية, كما قام السيد (جيليز لازار) بترجمة (حاجي افا) الى الفرنسية، هذا في فرنسا, اما في ايران نفسها فان السيدين (شاهين سركيبان) و(بروخيم) قاما بترجمة قصتي (غد) والابتسامة الاخيرة من الفارسية الى الفرنسية.
اما اللغة الانجليزية فقد ترجم اليها عملان من أعمال هدايت هما (داود الاحدب) وقصة (ورطة).
كما ترجمت بعض أعمال هدايت الى اللغة الارمنية واللغة التشيكية, يكاد نقاد الادب الفارسي المعاصر يجمعون على ان صادق هدايت هو رائد القصة الايرانية المعاصرة دون مدافع, فلنستمع الى المرحوم الدكتور برويز خانليري أحد نقاد الادب الحديث في ايران يقول: ان اسلوب هدايت في القصة أبرز واشهر الاساليب، ولا يوجد قاص ايراني يرقى الى مرتبة هدايت أو يشق له غبار .
ويقول الدكتور احسان طبري: لم يظهر في ايران الى اليوم روائي بحجم هدايت وليس لدينا من يملك اسلوب هدايت الفذ والنادر الذي لا قرين له .
ولد هذا الفنان الايراني في طهران عام 1900 وانتحر في باريس عام 1950 وكان في الثامنة والاربعين يوم مات رحمة الله عليه.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved