أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th May,2000العدد:10100الطبعةالاولـيالاربعاء 20 ,صفر 1421

منوعـات

يارا
الكلام الطيب
عبدالله بن بخيت
لا أعرف حتى الآن من الذي أفهمنا بأن الكلام الطيب يجيب نتيجة, فمنذ أن عرفنا السيارات، على سبيل المثال فقط، وحملات المرور تؤكد دون توقف أن (القيادة فن وذوق), ورغم هذه الحملة العريقة فإن كل شيء في بلادنا يمكن أن يوصف بالفن والذوق ما عدا المرور, لن أخوض في مسألة المرور فمن الواضح أننا في طريقنا إلى حل شامل بمشيئة الله, يأتي هذا الشيء على بالي كلما قرأت وتابعت واحدة من حملات التوعية, أيا كانت, فمع إقبالة الصيف تبدأ أكثر من حملة, ولكن أهمها حملتي الحد من الإسراف في الماء والحد من الاستهلاك الزائد في الكهرباء وهما حملتان تشبه حملات المرور من حيث العراقة ومن حيث قلة البرك.
إذا نحينا الكهرباء قليلا واستدنينا الماء سنرى اننا في هذا البلد بالذات لا نحتاج إلى حملات إعلامية أو توعوية لنعرف أهمية الماء، وفداحة النقص الذي نعاني منه في هذا المجال الحيوي, فكل بالغ عاقل في هذه البلاد يعرف أن النقص في الماء والشح فيه هما جزء من تراثنا العريق، ولا أعرف ما هي الجدوى من توعية الناس فيما يعونه أباً عن جد, لكن من الواضح أن النقص في المبادرة وضعف القدرة على ابتكار الحلول المناسبة لمواجهة قضايانا المصيرية تضطرنا أن نلجأ للحلول التقليدية في العالم كله، الاشياء الإستراتيجية لا تترك لذوق الناس ولطفهم, وإنما يفترض أن تتخذ فيها تدابير حازمة، فمن المفروض أن نتعلم من مآسينا وأكبر المآسي هي المرور, هل استفاد المرور من حملات (السياقة فن وذوق) السنوية, وهل استفدنا منها غير المزيد من الموت والإعاقات.
هناك شيء لم نلتفت إليه ولم نوله الاهتمام الكافي مما أبقاه غائبا عن رجل الشارع وعن ثقافته، كم من الناس يعرف أهمية التقييس؟ أعتقد أن أي حملة توعية عامة يجب أن تبدأ من مسألة التقييس, هناك جهاز اسمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس, فهذا الجهاز الصامت الصابط المندس في أقصى شارع الإمام سعود بن عبدالعزيز على يدك اليسار وأنت متجهة غرباً, أعتقد أن أي حملة توعوية حقيقية للحفاظ على الموارد الاستراتيجية يجب أن تبدأ من هؤلاء , فالإخوة الكرام مندسون بعيداً عن أعين الناس وكثيراً من المواطنين لا يعرفون أن هيئة المقاييس واحدة من أخطر الأجهزة على سلامة البلاد وسلامة العباد وسلامة اقتصاد البلد, وهي لا تقل أهمية عن وزارة الداخلية ووزارة الدفاع في حماية مكاسب الأمة, لو دخلنا سوق الأدوات الصحية فسنجد حراجا عالميا لكل أشكال وأنواع الأدوات الصحية الرديئة, فلو كان هناك مقاييس محددة لأنواع المواد الصحية التي تدخل البلاد أو التي تصنع فيها بحيث تتوافق مع احتياجات البلاد وظروفها البيئية لما اضطرت وزارة الزراعة إلى نصح الناس بوضع بلكة في السيفون لتقليل كمية المياه المهدرة في هذا الجهاز, وأنا أقترح أن تترك كافة الأجهزة الحكومية الناس وأن تعمل على تحويل برامجها التوعوية إلى بعضها بعض مع أني أقترح وهذا مجرد اقتراح ان تنظم كافة المصالح العامة المتصلة بالجمهور كالبلدية ووزارة الصناعة والبلديات وكل من يتصل مباشرة بالجمهور حملة منظمة لتذكير الأخوة في هيئة المقاييس بمسؤولياتهم, وأنا على ثقة تامة إذا استيقظ إخواننا في هيئة المقاييس فإن سبعين في المائة من مشاكل الناس سوف تحل, فمع يقظتهم، ولو قليلا، لن تدخل هذه الأجهزة الرديئة دون حسيب أو رقيب, وسوف يجد الناس من يحميهم ويحمي ممتلكاتهم فالإنسان في عصرنا الحديث يواجه سيلا عظيما من المقتنيات والاحتياجات ولن يقدر أن يكون خبيرا فيها كلها,, فالمرء في حاجة إلى سيارة وفي حاجة إلى شنطة وفي حاجة إلى مسجل وفي حاجة إلى سيفون وفي حاجة إلى لمبة وإلى ما لا نهاية من المقتنيات, ولا يمكن أن يعرف أي هذه الأشياء جيد أو أيها رديء وأيها الذي يصلح له وأيها الذي لا يصلح, وليس من المعقول أن يترك رهينة في قبضة البائع.
فالحل في كثير من القضايا الجوهرية مرهون بيقظة الإخوة في هيئة المقاييس.
لمراسلة الكاتب : yara4me@ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved