أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
بين الزوج والزوجة وعقوق الوالدين,.
نجلاء أحمد السويل
لقد تزوج وأصبح عنده أطفال وهو مسؤول عن تحقيق متطلباتهم واحتياجاتهم وهو مطالب ايضاً بتلبية احتياجات زوجته ومتطلباتها وتوفير سبل العيش الكريمة لأسرته, لقد انشغل حقاً انشغل فعلاً عن والده الذي يعاني من المرض ويحتاج الى زيارة الطبيب وانشغل ايضاً عن والدته التي لا تراه إلا مرة كل شهر أو أكثر, لقد قسا قلبه على والديه والسبب كما يزعم كثرة المسئوليات والمشاغل وهو أمام هذا كله يركض ويجري خلف مصالحه ومصالح اسرته دون ان يفكر فيما هو اهم من ذلك وهو نيل رضا والديه والالتزام بحقوقهما وتلبيتها!!
لقد أصبح أولاده أهم وهذه كارثة وأصبحت زوجته تجذبه إليها وتسلبه بشدة كي لا ينشغل عنها كما تزعم وهذه كارثة أكبر!!
والمضحك المبكي هو أنه امام هذا كله يقف مكتوف الأيدي مسيراً وكأنه يحرك عن طريق جهاز تحكم آلي مغمض عينه، قاتل قلبه عن والديه وهذه ليست مبالغة كما يظن البعض وانما هي واقع يترجم نفسه لدى البعض وليس الكل وهذه الفئة لا تخاف الله ولا تتقيه, نحن لا نقول انس منزلك وأولادك وزوجتك وانما نقول انك ملزم بطاعة والديك ورعايتهما خاصة في مراحلهما المتقدمة من العمر!!
أما الزوجة التي لا تساعد زوجها على ارضاء والديه وتحاول بكل السبل ان تتملكه وحدها وكأنه لعبة في يد طفل صغير يلهو بها متى ما شاء ويحطمها متى ما شاء فإن هذا هو الألم بعينه!! نعم أمر مؤلم ان تكون الزوجة بهذه القسوة وهذا الجبروت وهذا الظلم وأمر مؤلم ايضاً أن يكون الزوج بهذه السذاجة وهذا القلب الميت وكثير من الناس للأسف (يعانون من ميتة القلب)!!
فكم من زوج او ابن عزل والدته عن اسرته لأنها تتدخل في شئونهم وكم من زوج أو ابن عق والديه في سبيل ابراز قدراته امام زوجته وطاعتها واخضاع رأسه امام اوامرها!! ولن نقول ان هذه قصص خيالية وغير موجودة وإنما هي مواقف تعيش بيننا وها نحن نراها بأعيننا!!
من الصعب جداً بل من (الحماقة) ان نهمش دور والدينا في حياتنا سواء ونحن في عمر صغير أو حتى تقدمنا في العمر لأننا نظل بحاجتهما أمد الحياة سواء في تلبية متطلباتنا ونحن صغار ونيل رضائهما ونحن كبار وأعتقد أن من يقول إنه في غير حاجة ذلك فهو خاسر في دينه وآخرته, صحيح أن الفرد بطبيعته عندما يكبر أو يصل بالأصح إلى سن الشيخوخة قد يصبح اصعب تعاملاً وسلوكاً عن ذي قبل وذلك لقصر انفاسه على التحاور والجدل والرغبة في فرض رأيه وعناده لأولاده احياناً أو قد يكون هناك نوع من السيطرة منه على أولاده أو احفاده ولكن هذا كله اطلاقا وبأي حال من الأحوال لا يعطينا الضوء الأخضر لنتعدى عليه كأب أو نتعدى عليها كأم وهذا ما يلفت نظرنا احياناً في بعض المجتمعات الصغيرة لدينا أو لنقل بعض الناس لدينا عندما يتحدث الكبير أو المسن منهم اما يسخرون منه أو يردون حديثه قمعاً أو قد يصرخون في وجهه أن لم يفهم ما يقولون وكأنه امامهم طفل صغير ينتظر التوجيه الأمر الذي يجعله يصمت أو ينسحب لأنه أهين ويأخذ جانباً فلا يشاركهم وهذا مايريدونه!!
وأمام هذا نقول انه لا بد ان نراعي المسن ونتفهمه ونقرب منه ونحتضنه لأنه بحاجة الى الرعاية الحانية وليس رعاية الطعام والشراب (والمصروف) أو الراتب الذي يترك له من ابنائه هذا ان تركوا له ما يريد فما بالك طبعاً بالوالدين وهما الأولى بهذه الرعاية وهذا الاهتمام والطاعة ايضاً!! وما يجب ان يدركه الناس ان الفرد منا اذا وصل لعمر الرشد او ما بعده فإن هذا لا يعفيه من طاعة والديه ويفترض أنه قد وصل إلى عمر لا يصح ولا يتطلب منه الطاعة بل ان مثل هذا الاعتقاد انما يعني قمة (الحماقة) وقصر الإدراك والتفكير فهل نكون أكثر وعياً وأكثر اهتماماً في رعاية آبائنا؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved