أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

مقـالات

شدو
احذروا صديقي هذا!
د, فارس الغزي
صدر، حديثا، تقرير عن وكالة المخابرات الأمريكية C.I.A يُعنى بكنه وآثار وأخطار مرض الأيدز على الأمن القومي الأمريكي، والذي اعتُبر وحسب التقرير أكثر خطورة على المجتمع الأمريكي مما يمثله خطر الارهاب, هالني ما قرأت فأحببت إشراك صاحبي بمقتطفات من هذا التقرير، آملا حينها ان يكشف لي عن موقف إيجابي بخصوص وجوب الحذر من مرض مدمر كهذا، فقط ليصدمني صاحبي بمثاليته وببعده عن الواقع مستدلا على صحة قوله بخصوصية مجتمعنا والتي، وحسب رأيه، كفيلة بصد مثل هذا الوباء, حينها اعترتني الرغبة باستثارته فتمثلت جهرا بمبدأ: فر من المجذوم فرارك من الأسد ، ومن ثم تابعت القول: ألا ترى ان هذا المبدأ يضع حداً تتجلى من خلاله معالم التوكل والتواكل، بل أليس هو مبدأ تمت صياغته في زمن كانت (بشرية) غرب الكرة الارضية تغط بنوم عميق عميق! لم تجد محاولتي تلك بدليل ان صاحبي واصل خوض معمعة (النفي) الأمر الذي من جرائه حاولت عبثا حثه على ان يرعوي عن تفاؤله المبني على جهل منه، وأن يقر بإنسانيته ويقلل من مثاليته القاتلة, استعرضت له احداثا (تاريخية) من تاريخنا تحمل في طياتها عناصر المواجهة والأخذ بزمام المبادرة لمواجهة ما جد وجد من ظواهر وامراض وعلل، ولكن من غير جدوى, عرضت عليه احصاءات أخذتها من شبكة الانترنت عن مرض الايدز، ومن غير طائل, أفهمته بأننا جزء من هذا العالم فأنكر, اخذت قلمه لأجد انه قد صنع في كوريا، وتناولت ساعته (لأقرأ له!) انها قد صنعت في اليابان، بل لأجد ان شماغه قد (نسج) في بريطانيا، مما يعني اننا شئنا أم أبينا جزء لا يتجزأ من هذا الكون وان ما يجري على (فلان) الغربي يسري على (فلان) الشرقي، وان من واجبه مصارحة أبنائه وبناته وتثقيفهم عن هذا المرض الخبيث فهو مسؤول (مسؤول) عن رعيته, سألته ان كان قد سافر للخارج حتى يرى (الواقع!) فاكتفى بالتمتمة, حاولت الدخول في (نفق) اسراره لمعرفة أسرار إصراره فأغلقه دوني, وسألته مرة اخيرة عن حيثيات رفضه لوجود مصابين بالايدز في مجتمعنا فبادرني بترديد اسطوانته المعتادة,, ناسيا او متناسيا ما استجد من حقائق في زمننا هذا,, حقائق لا سبيل ولا طاقة لنا بمكافحتها سوى تكثيف الوعي بها وعلى غرار مبدأ معرفتك للشر حري ألا تقع به ,, (اشمأز!) صديقي وانتفض متناسيا (انسانية) الإنسان وضعفه أمام مغريات الحياة الجلية بأن النار قد حفت بالشهوات,.
,, يا صديقي: ومن البر ما يكون عقوقا! .
للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved