أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

الثقافية

ذات مساء مليء بالفرح
عبدالجبار اليحيا
الغيوم تتكاثف وتأتي من الغرب، الهواء خفيف مشبع بالرطوبة, لا بد أن مطراً مسَّ ودياناً ورمالاً عطشى, أحسست بأن نقيعاً بارداً قد ارتويت به ومسح للتوغمامة سوداء قد تسللت الى جوانحي ولازمتني طيلة الامس.
جدران عالية كئيبة تحيط بي ولا خلاص, حاولت ان استعين بما قرأت في معالجة داء الكآبة إلا أن الكآبة تزداد كثافة رغم اليوغا وموسيقى موزارت .
***
فرح عارم يلفني الآن, اسمع الوردة الحمراء، اسمع انفاسها الرقيقة تعطر الهواء الخفيف، أنظر الى الشمس التي حجبتها الغيوم، يملؤني تفاؤل تسلل من مصدر مجهول، اطير، أحلّق عالياً، أرسم لوحات غريبة ورائعة، تندلق الألوان مع لمسات الفرشاة السريعة على القماشة التي لم تعد بيضاء، كلمات تنهال وتصطف بيوتاً شعرية كامنة الجمال.
لن أحسد نفسي علىهذا الشعور، ربما خشيت ذلك! ساورني احساس بفقدان هذه الحالة، سخر كل شيء من حولي، حتى شجرة الياسمين هزئت بي وانهالت عليّ بأزهارها المعطرة، ليس هناك اي مجال كي أحسد نفسي، حتى نفسي، تتصاعد مع نفحات البهجة.
*كلالم أنادك ياحبيبتي , أنا في الهواء معلق مع فرحي، وأنت بعيدة عني في المطبخ، كيف لي ان اناديك؟,, زقزق عصفور حط علىنخلة البيت.
*نعم سمعتك ياحبيبتي، صوتك مليء بالنشوة، ألم تسمعيني ارد على ندائك، محاكياً نبرات صوتك الرقيق، تعالي الى الخارج حيث الهواء يافع,, تعالي انها اللمسات الاخيرة، الخصلة الشيطانة سأرسمها وأنهي اللوحة.
معلق أنا وبعيد عن الأرض، اشم رائحة ترابها مبلولاً وبللّني الفرح.
أردد همسات نهاد ندية، وأغنية قديمة تدغدغ ذاكرتي وتحملني بعيداً الى نُهير جيكور وطفولة شاعر،ومقدمة الديوان.


ديوان شعر ملؤة غزل
بين العذارى بات ينتقل

* نعم,, نعم ناديتك، ربما لم تسمعي، هيا تعالي، تعالي نطير معاً، أنا فرح وسعيد هذا المساء والقصيدة ستكتمل.
لقد أنهيت رسم اللوحة, إنها سعيدة جذلة مثلي جداً، ألوانها تتراقص وتتداخل، الأصفر المشرّب بالحمرة يلتف بليونة حول الازرق الفيروزي وينسكب الأبيض رقيقاً شفافاً يطير خارج اللوحة ويمتزج بالهواء الخفيف.
ها قد امسكت بيديك، دونما تردد وحررتك من الألوان وقماش اللوحة، أنت بجانبي الآن، تستمعين الى مغامرة مزج الالوان، وكيف رتبت خصلة شعرك الشيطانة.
أنت تبتسمين الآن، كنت غامضة في اللوحة، ذلك الغموض الذي يحيرني ويضفي على اللوحة سراً، السر الذي تحتفظ به المرأة دائماً في عمق محارة على قاع المحيط.
الهواء خفيف يتسرب من خلالها، يتسرب في عمق دمي، وفرح ينتشر في ارجاء المكان ويتصاعد عالياً، عاليا، عاليا مع حلكة الليل.
اللوحة بيضاء كما كانت ماعدا توقيعها يشبه وزة سوداء.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved