أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th May,2000العدد:10101الطبعةالاولـيالخميس 21 ,صفر 1421

الاخيــرة

أم عبد العزيز المشري
فوزية أبو خالد
إلى أم عبد العزيز النخلة الجزيرية التي تطل من علياء الجنوب لتعزي أرض الجزيرة العربية في فلذة كبديها معاً.
إلى تلك السيدة الصابرة السامقة التي لم أجرؤ على عزائها في حشاشة روحها، خليل أحلام الوطن عبد العزيز، خشية من تقصفي أمام شموخها.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
سبغ الله جروحك بالأجر والثواب.
وأسكن عبد العزيز جنات الخلد.
سيدتي الوالدة:
أعلم أن الأرض التي مشى عليها عبد العزيز من الباحة إلى حي العمال على شاطئ الخليج ومن بطحاء الرياض إلى حي الصفا بمحاذاة مرجان البحر الأحمر لا تزال تبكي بمرارة على فراق رفة أقدامه على ترابها.
إلا أنني أرجوك ياسيدتي ان تسمحي لبنت من بناتك، لواحدة من سرب الجياد الجامحة في عرس عبد العزيز الأخير أن تجرب شق هذا البحر من كحل دموعك لتقبل ما بين عينيك وتطلبك السماح لمشاركتك شيئاً من كنوز هذا الحزن العظيم.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
أعرف أن شمس الشباك الذي كان يطل على غرفة عبد العزيز تستحيي اليوم من ملاقاة محياك إلا أنني استسمحك يا سيدتي السخية لاقتحام نساء الجزيرة العربية رجالها وأطفالها من السراب إلى السراب بوابة فجيعتك لنطبع قبلة وفاء على تلك اليد التي هدهدته يوم كان في المهد.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
ادري ان الكتابة هي غريمتك الأولى في عبد العزيز، وان كتابتي قد تكشف انحيازاً إلى تلك الغريمة المغرية التي اختطفته منك بفتنة صباها من مطلع صباه ولكني أيتها الأم الرؤوم أرمي منديلي في عب ثوبك الجنوبي الأخضر وأرجوك,, أرجوك أن تصفحي عجز الأبجدية عن النطق بجرح واحد من الجراح التي تتفتح الآن في مسام بشرتك مسامة مسامة من عصبة رأسك إلى أخمص قدميك.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
لا أعزيك لأن الأم التي حملت عبد العزيز وهنا على وهن تسعة أشهر، الأم التي أرضعته حب الحياة وحبورها مع حليبها الأم التي كابدت آلامه وجارت آماله الفارهة وديزلت دمه بماء عيونها بعطائها، بحنانها بحنطة عصيدتها بقرنفل قهوتها ومرها هي عزاء لهذا الوطن بفقد هذا المبدع الرائع.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
سامحينا لأننا نظن عبد العزيز قد واراه التراب بينما انت تتكبدين آلام ولادة عبد العزيز من جديد كلما دق قلبك.
سيدتي الوالدة أم عبد العزيز
لقد ترك بكرك لهذا الوطن ثروة أدبية نفخر بأن نشم رائحة حنائك في حروفها كلما هف الهواء باسم عبد العزيز فافخري أيتها الأم بما أنجبت جلا الله حزنك.
لا أجد سيدتي لك ولأولئك الأمهات الصابرات اللواتي فجعن كما تفجع الوطن لفجيعتهن في فقد ابناء شباب أحسن الله العزاء ولحم الجراح الا ان أختم بمقطع من رسالة خاصة كان قد كتبها عبد العزيز المشرى إلى أمي في عزائها ببكرها وفي هذا المقطع كتب عبد العزيز أسمى الامهات تلك التي أغمضت عينيه بيدها وواصلت أحلامه
ولله الأمر من قبل ومن بعد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved