أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th May,2000العدد:10102الطبعةالاولـيالجمعة 22 ,صفر 1421

الاقتصادية

البيئة قضية عالمية
أصبحت مراقبة حالة البيئة والتغيرات التي تطرأ عليها من الأمور التي يجتمع الرأي على انها ذات أهمية كبيرة للجنس البشري.
ويظهر هذا الوعي بأوضح صوره في التقارير العديدة التي تنشر عن تآكل طبقة الأوزون وتأثير الدفيئة واحتمالات ارتفاع الحرارة حول الكرة الارضية، وعن التلوث بالنيترات وعن ازالة الغابات في المناطق المدارية وعن تضاؤل التنوعات البيولوجية وعن غير ذلك من الموضوعات المتصلة بالبيئة.
وتركز هذه التقارير عادة على التنبؤ بقارعة قادمة، ولكن الكثير منها يركز ايضا على وصف الاوضاع الحالية التي تؤثر على البشرية, وهكذا قدرت الخسائر التي منيت بها سياحة الاجازات والصيادون المحليون نتيجة حالة الوهج الاحمر التي ألمت بالشاطىء الايطالي المطل على بحر الادرياتيك بعشرات ان لم يكن بمئات الملايين من الريالات.
وعلى المستوى العالمي ورد في تقرير بروندتلاند الذي أصدرته اللجنة الدولية عن البيئة والتنمية انه في خلال التسعمائة يوم من عمل هذه اللجنة حدث في العالم ما يلي:
1 تسببت حالة الجفاف التي مرت بالقارة الأفريقية في تعريض حياة نحو 35 مليون نسمة للخطر وربما تسببت في موت مليون منهم.
2 أدت حادثة بهوبال الى قتل 2000 نسمة واصابة 200 ألف آخرين.
3 أدت كارثة تشيرنوبل الى إفساد البيئة في انحاء كثيرة من أوروبا.
4 أدت حادثة حريق كيميائي وقع في سويسرا الى تحميل مياه نهر الرين بمواد سامة وصلت الى هولندا.
5 مات على الأقل نحو 60 مليون نسمة نتيجة لامراض الاسهال الناتجة عن سوء التغذية والمياه الملوثة.
يقول دافيد ريند: لقد بدأ السياسيون خلال الخمسة والعشرين سنة الاخيرة يأخذون موضوع البيئة مأ ذ الجد، وهو ما يشير اليه تزايد عدد الهيئات الوطنية التي تتولى شؤون البيئة.
في السبعينات كانت هناك هيئات لشؤون البيئة وادارة الموارد الطبيعية في نحو 26 دولة، وبعد ذلك بعقد من الزمان، بلغ عدد الدول التي لديها مثل هذه الهيئات 144 دولة, ولقد اقتنع بعض السياسيين بأهمية البيئة ورأوا ان مشكلات البيئة قابلة للحل بل وان هناك جدوى من الاتفاق على حل هذه المشكلات.
ويتضح من كل ذلك ان البيئة اصبحت الآن موضع دعم سياسي واهتمام عالمي وتستحق الاتفاق عليها.
ومن الواضح ان الجوانب الاقتصادية/ الاجتماعية وعوامل البيئة الطبيعية تتفاعل جميعا بطرق متشابكة، ولئن اتضح الآن ان مراقبة بيئة الأرض أمر ضروري بل وحيوي، الا ان التنبؤ بما يمكن وقوعه لا يقل أهمية عن ذلك.
بيد اننا سنرى فيما بعد ان التنبؤ بالأنشطة الطبيعية والبشرية المؤثرة على النظم البيئية تحتاج الى تفهم للتفاعل بين عمليات فردية معينة وهو أمر لم يتوفر لنا بعد في كثير من الحالات.
ويمكن القول بأن مراقبة الأحداث البيئية والتنبؤ بها لا يمكن ان يتم الا من خلال نظم الحاسبات,, فالتقارير والدراسات البيئية التي تحتوي على البيانات التي يمكن استخدامها في دراسة التغير البيئي لكل أنحاء الكرة الارضية مبنية على اساس الاختلافات الوظيفية ونجاح اتفاقيات البيئة.
كل هذه الأمور تمثل تحدياً علميا تقنيا فالتقاط صور جذابة للأرض من الفضاء شيء، وفهم ما يحدث وما يحتمل ان يحدث مستقبلا شيء آخر,.
د, زيد بن محمد الرماني
جامعة الإمام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved