أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th May,2000العدد:10104الطبعةالاولـيالأحد 24 ,صفر 1421

مقـالات

شدو
عندما تزورك الجرأة!
الدكتور فارس الغزي
اليوم عطلة، ولذا ذهبت انت ومجموعة من اصدقائك لتمضية بعض الوقت في احد المحلات التجارية, كل فرد منكم كان، في الحقيقة، (رايق المزاج): تقهقهون,, تتدافعون,, يسخر بعضكم من بعض (ميانة بالطبع!)، وفجأة قمت (انت) بتصرف غريب!,, تصرف لم يكن من عاداتك البتة ومع ذلك لم تعر ما فعلت كثير تفكير، بل لم يلفت ما فعلت ايضا أنظار اصدقائك على الرغم من انهم يعرفون حق المعرفة بأن ما أقدمت عليه كان في الحقيقة تصرفا ليس من طبعك، بل إنك شخصيا تعرف في قرارة نفسك استحالة قيامك بأمر كهذا فيما لو كنت لوحدك وفي نفس المكان وتحت نفس الظروف, حسنا، تذهب للبيت (وتنفرد) بنفسك وتأخذ بمساءلتها عن الأسباب التي جعلتك تفعل ما فعلت وليس ثمة اجابة, تحاول تعليل تصرفك هذا بإصرار فتعييك المحاولة، وحينها لا تجد بحوزتك من وسيلة سوى همهمة العاجز عن الاجابة ومخاطبتك لنفسك بجمل (تبريرية) من قبيل ما أدري وشلون صار اللي صار! ,, كله من سبب فلان,, هو اللي شجعني! ,, سويتها وبس! ,, غريبة بالعادة ما نيب جريء! ,, عبارات لا يقطع تداعيها في ذهنك سوى رنين هاتفك!.
حسنا، الأمر الذي فعلت ولازلت تعتقد بغرابة إقدامك على فعله ليس بغريب البتة يا عزيزي, انه امر يعتبر (علميا) نتاجا طبيعيا لعاملين من العوامل: الاول منهما ما يعرف ب(السلوك الجمعي) وهو سلوك ينجم من جراء فقدان الفرد (لفرديته) أي لشخصيته ومن ثم الاندماج والذوبان في المجموع: في تلك الحالة اصدقاؤك, انك في الحقيقة ارتكبت ما ارتكبت من حيث لا تدري وذلك بفعل انتقال (التأثير الاجتماعي) او ما يسمى (بالعدوى الاجتماعية) الناجمة من تأثير المحيط الاجتماعي المصغر والذي وجدت نفسك في وسطه، مما يفسر لك الكثير من المواقف التي وجدت نفسك فيها، وانت مع (ربعك), تتصرف تصرفا كما ذكرت آنفا ليس من (عاداتك!) عندما تكون لوحدك وتحت نفس الظروف.
العامل الثاني وراء تصرفك هذا يكمن في ما يطلق عليه باللغة الانجليزية RISKY - Shift effect ألا وهو ميل الجماعة (في تلك الحالة أنت وربعك!) الى المغامرة واتخاذ قرارات أكثر جرأة مما لو كانوا فرادى, بمعنى آخر: تواجدك في المحل التجاري بين اوساط (شلتك) وفي خضم الأضواء والأنوار والضجيج قلل من قلقك الاجتماعي، وامتص (عقدك الشخصية)، وجعلك تتقمص كل الشخصيات التي كانت بحوزتك (طبعا شخصيات أصدقائك)، مما زاد من شعورك بالأمان وجعل من شخصيتك أكثر مرونة وبالتالي أمدك بالجرأة على فعل ما فعلت,.
بالمناسبة، ماذا فعلت,,؟!
للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved