أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th May,2000العدد:10104الطبعةالاولـيالأحد 24 ,صفر 1421

المجتمـع

انتبهوا أيها الآباء من تدليل أبنائكم الزائد ,, د, الهلال
يجب الاهتمام بتطوير المعلمين خصوصا في المرحلة الابتدائية
تعاني اغلب المجتمعات من مشكلة التأخر الدراسي لبعض الطلاب حتى وصلت في بعض المجتمعات الى نسبة 20 في المائة من مجموع الطلاب، وتعددت الاسباب فمن اسباب صحية ونفسية الى اهمال الوالدين وجهلهم بالاسلوب الامثل لتربية ابنائهما لكي يصبحوا مستقبلاً رجالا يخدمون امتهم ومجتمعهم,, الجزيرة القت الضوء على الموضوع الحيوي الهام من خلال استضافتها اثنين من المختصين هما الدكتور حسين بن مسعود الهلال من قسم علم النفس بجامعة الملك سعود والاستاذ سعود بن صالح المبدل من قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود.
* ما معنى التأخر الدراسي وماالمقصود به؟
د, الهلال: التأخر الدراسي احد المشكلات التربوية التي تعاني منها تقريباً كل المجتمعات وقد وصلت نسبة الطلاب الذين يعانون من هذه المشكلة بشكل او بآخر في بعض الدول الى حوالي 20 بالمائة من مجموع التلاميذ، وهذه المشكلة لها اهمية واثر على الطالب واسرته ومجتمعه، وهناك تعريفات ووجهات نظر مختلفة حول تعريف وقياس او تشخيص التأخر يصعب استعراضها في هذا التحقيق ولكن التعريف العام للتأخر دراسياً هو ان الطالب يكون اداؤه في المدرسة اقل من الاداء المتوقع منه, بمعنى آخر هناك اختلاف بين الاداء الحالي للطالب وبين الاداء المتوقع من طالب في مثل سنه وقدراته العقلية، والطالب المتأخر دراسياً يعاني من ضعف في التحصيل في كل او بعض المقررات الدراسية مقارنة بالطلاب الآخرين الذين هم في مثل سنه وفصله الدراسي وعادة يجد صعوبة في استيعاب المقرر تستدعي تقديم مساعدة خاصة له قد تتضمن تعديل محتوى المقرر او طريقة تدريسه لكي تتناسب مع قدرات الطالب الاكاديمية او تعديل مهاراته وظروفه الشخصية والاسرية لكي يستطيع مسايرة اقرانه.
وهذا لا يعني ان كل متأخر دراسياً لديه تأخر عقلي حيث ان هناك نوعا من المتأخرين دراسياً يتميزون بذكاء وقدرات عقلية عالية ولكن اداؤهم المدرسي اقل من المتوقع.
المبدل: التأخر الدراسي له ايضاً مؤشرات ومقاييس ولعل من اهمها اداء الواجبات والاخفاق فيها وكذلك الاختبارات والفشل فيها ومن مؤشراتها ايضاً الهروب من المدرسة او التسرب الدراسي وان كانت هذه مشكلات دراسية اخرى ولكنها مؤشر للتأخر الدراسي.
* لماذا يتخلف بعض التلاميذ دراسياً؟
د, الهلال: التأخرالدراسي مثله مثل سائر الظواهر او المشاكل النفسية او التربوية عادة لا يكون خلفها عامل او سبب واحد وانما مجموعة من العوامل التي قد ترتبط بحدوثها او تسبب حدوثها ويمكن تصنيفها كالتالي:
عوامل متعلقة بالنمو العقلي او الجسمي مثل انخفاض الذكاء العام او ضعف بعض القدرات العقلية الخاصة مثل القدرة اللغوية المرتبطة بالتحصيل في المواد اللغوية او القدرة العددية المرتبطة بالتحصيل في الرياضيات وهكذا، ايضاً يدخل تحت هذه الفئة عوامل متعلقة بالصحة العامة للطالب مثل اصابته بفقر الدم او ضعف عام نتيجة سوء التغذية والذي يجعله عرضة للشعور بالانهاك وعدم القدرة على الانتباه والتركيز، واخيراً يندرج تحت هذه الفئة بعض الاعاقات الحسية مثل ضعف البصر او ضعف السمع مما قد يؤدي الى اعاقة تحصيل الطفل الدراسي.
وثاني تلك العوامل عوامل بيئية حيث نجد ان الطالب لا يعاني من انخفاض في نسبة ذكائه او قدراته العقلية او من اعاقات حسية لكنه يتأخر دراسياً نتيجة لعوامل نفسية او مدرسية او اسرية.
والعوامل النفسية الشخصية مثل وجود مشكلات نفسية او عاطفية لدى الطالب او انشغاله بامور اخرى غير الدراسة، ايضاً قد يكون عادات الدراسة والاستذكار الخاطئة لديه مثل عدم المذاكرة اولاً بأول، ايضاً فيما يخص الطلاب في المراحل العليا الثانوية والجامعية قد يكون لنقص المهارات الاكاديمية الجيدة دور في رسوب الطالب وتأخره الدراسي ومن تلك المهارات مثلاً القدرة على اخذ الملاحظات اثناء الشرح والتحضير للدرس قبل ان يشرحه المدرس.
ومن العوامل الشخصية الاخرى انخفاض الدافع للانجاز والتحصيل، الخجل والشخصية غير التوكيدية، مفهوم سلبي عن الذات وضعف الثقة بالنفس واحترام الذات خصوصاً فيما يتعلق بقدراتهم الاكاديمية، ايضاً تشير الدراسات الى ان خصائص المتأخرين دراسياً الخوف والقلق، من الفشل والنجاح وعدم القدرة على وضع اهداف واقعية مناسبة لقدراتهم وعلاقات صداقة قليلة وشعور بالوحدة والانسحاب الاجتماعي واذا كانت لهم صداقات فهي مع مثلهم من الطلاب، وعدوانية تجاه مصادر السلطة مثل الوالدين والمعلمين وعدم القدرة على ضبط الذات او على تحمل المسئولية.
هناك عوامل متعلقة بالمدرسة مثل رداءة المنهج او عدم كفاءة المدرسين وهناك عوامل متعلقة بالاسرة مثل التفكك الاسري والصراعات بين الوالدين قد تؤدي الى تأخر الابناء دراسياً كما تشير بعض الدراسات الى ان نسبة كبيرة من المتأخرين دراسياً يأتون من اسر مستوى تعليم الوالدين فيها منخفض وعدد افرادها كبير وبعضها يوجد بها طلاق، كما تشير بعض الدراسات ان الفقر يؤدي الى عدم القدرة على توفير الحاجات الاساسية للابناء مثل التغذية الجيدة مما قد يؤثر على نموهم الجسمي والعقلي وفقر الاسرة لا يعني فقط الفقر المادي فقد تكون الاسرة بحالة مادية جيدة ولكنها تعاني من فقر عاطفي يشعر فيه الابناء بالاهمال مما قد يؤثر على دافعيتهم للانجاز والتحصيل.
ايضاً اسلوب وخصائص الوالدين في تنشئة الابناء له علاقة بالتأخر الدراسي فالدراسات تشير الى ان آباء وامهات المتأخرين دراسياً وضعيفي التحصيل يتصفون بخصائص معينة من اكثرها شيوعاً اللامبالاة، والفتور والعلاقات الضعيفة مع الابناء الخالية من الدفء والمودة اضافة الى عدم اهتمام او اتجاهات سلبية نحو التعليم، ايضاً من الاساليب التي قد تؤدي الى التأخر هو اهتمام الوالدين الزائد عن الحد بالانجاز والتحصيل, فمبالغة الوالدين في الضغط على الأبناء وانشغالهم الدائم والمفرط بتحصيل الطفل على حساب الانشطة الاخرى الهامة في حياة الطفل قد يأتي بنتائج عكسية، اخيراً هناك الاسلوب الذي يتميز بالحماية الزائدة والتدخل في شئون الطفل ومساعدته في كل صغيرة وكبيرة هنا نجد الوالد مثلاً يذاكر ويدرس ويساعد الطفل في كل ماهو مكلف به هذا الاسلوب قد يأتي بنتائج جيدة في السنوات الاولى ولكن بعد ذلك قد ينشأ عند الطفل اعتقاد بأنه لا يستطيع عمل اي شىء بنفسه وبالتالي لا تنمو عنده روح الاستقلالية والمقدرة الذاتية وعادة يكون الوضع اسوأ عندما يكون هناك تناقض في اسلوب الوالدين لرعاية الطفل مثلاً يكون الاب حازما بشدة والام تذعن وتستسلم للطفل في كل شيء محاولة منها لتعويضه.
المبدل: قد يلقى اللوم على الطالب ويطالب بعمل يفوق قدرته وطاقته وان كان للمشكلة اسباب كثيرة قد يكون دور الطالب فيها ضعيفاً بالاضافة الى عوامل اجتماعية بيئية اخرى مثل ضعف المتابعة الاسرية للتلاميذ منذ الصغر وترك الاتصال والزيارة المستمرة او الدورية للمدرسة بالاضافة الى جماعات الاصدقاء وتأثيرهم السلبي احياناً.
* كيف يمكن علاج التأخر الدراسي والوقاية منه؟
د, الهلال: الطالب الذي لديه تأخر دراسي بحاجة الى مساعدة لمعالجة تأخره الدراسي ونوع هذه المساعدة يحدده سبب التأخر الدراسي للطالب، فالطالب المتأخر دراسياً نتيجة عوامل متعلقة بانخفاض في قدراته العقلية او بصعوبات في التعلم يحتاج لمساعدة تختلف عن الطالب المتأخر دراسياً نتيجة عوامل نفسية او اسرية او مدرسية ويمكن القول ان اساليب العلاج تتضمن:
1 العلاج الاجتماعي والاسري.
2 الارشاد والتوجيه النفسي.
3 العلاج التعليمي او الاكاديمي.
4 العلاج او التدخل الطبي.
المبدل: علاج التخلف الدراسي يكون ببذل كل جهد ممكن للوقوف على ما يدفع الطالب الى اتخاذ موقف سلبي نحو دراسته ويلزم ذلك تفهم العوامل التالية:
1 عوامل عقلية عامة كالتأخر في الذكاء او القدرة على التذكر او القدرة اللغوية او الرياضية وغيرها.
2 اتجاهات نفسية وعوامل انفعالية خاصة مثل كراهية مادة معينة ترتبط بمعلم قاس او موقف مؤلم.
3 عوامل جسمية عامة كأمراض الدم والعاهات الحسية كضعف السمع او ضعف البصر.
4 عوامل بيئية تنشأ في المدرسة او في الاسرة او في المجتمع الخارجي للطالب.
* ما دور الاسرة والمدرسة للاقلال من عدد حالات التأخر؟
د, الهلال: الاهتمام بصحة الاطفال الصغار وضرورة الكشف الدوري عليهم والاهتمام بتغذيتهم.
2 اعداد المعلمين اعداداً تربوياً جيداً خاصة معلمي المرحلة الابتدائية فالمعلم لا يؤثر فقط على التحصيل الدراسي للطلاب وانما على صحتهم النفسية واتجاهاتهم نحو المدرسة والتعلم.
3 تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب المتأخرين ورفع معنوياتهم وعدم السخرية منهم وهنا لابد من الاشادة بقرار اعتماد نظام التقييم المستمر والغاء نظام الاختبارات في الصفوف الاولى من المرحلة الابتدائية.
4 الاهتمام بتشجيع التفاعل الصيفي بين الطلاب ومساعدة الذين يميلون الى الانطواء على الاندماج مع الطلاب الآخرين.
5 الاهتمام ببرامج الارشاد والتوجيه الطلابي واعداد المرشدين المؤهلين في مجال الارشاد النفسي والتوجيه التربوي والمهني.
6 الاهتمام الاجتماعي بالاسرة والارشاد الاسري والتوعية الاعلامية باضرار الصراعات والتفكك الاسري على الابناء ومحاولة ربط اسرة المتأخر دراسياً بالمدرسة بواسطة المرشد المدرسي وتقديم الارشاد لها وتبصيرها بدورها في رعاية ومساعدة الابناء المتأخرين وتوفير الجو الاسري الذي يساعد على رفع تحصيلهم.
المبدل: دور الاسرة وولي الامر كبير جداً في مواجهة هذه المشكلة التي يتعرض لها الطالب ومن اهم ادوار ولي الامر متابعة الطالب في المدرسة بالاتصال والزيارات الدورية والاهتمام بالمراجعة وحل الواجبات في المنزل بشكل يومي ويكون بطريقة الحريص الواعي بالتقرب والتلطف حتى يتعود الطالب على ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved