أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th May,2000العدد:10104الطبعةالاولـيالأحد 24 ,صفر 1421

محليــات

لما هو آت
التدريب قبل العمل
د. خيرية ابراهيم السقاف
هل تكفي الخبرات العلمية، والمعرفية لأن يلج المرء ميدان العمل ,,, ؟
قد يقول قائل:
أجل، لأن المعرفة هي باب إلى الأداء,,، وهي قاعدة التطبيق,.
وقد يقول آخر:
المؤهل المعرفي الذي يوسم بالشهادات هو بوصلة الأبواب الموصدة كي تفتح لأي راغب في عمل,.
فما بالك تلمحين إلى ما يناقض.
ولو ذهبنا بعيداً وقلنا:
ما هي أساساً الخبرات المعرفية والعلمية التي يتلقاها الدارسون منذ مراحل التعليم الأولى إلى أن يحملوا الدرجة الجامعية ,,؟,,
أوليست كمية محدودة قررها فئة من الناس يفترض أنهم ذوو خبرة معرفية وتجريبية؟,.
ثم هل لو عُرضت هذه الخبرات على سواهم ممن هم مختصون أمثالهم سوف يقرون ما وضعه زملاؤهم ذاته أم سوف يغيرون ويضيفون ويبدلون ويحذفون؟!,, وعند هذا المحك، يتم التأكيد على أن كل ما تقدمه المناهج النظامية يظل خبرات ذات نسب تتفاوت لا يمكن أن يتحقق لها الكمال ولا الشمول بل ولا النهاية العظمى,.
هذه الحقيقة ليست تشاؤمية، إنما هي حقيقة,,
لا يتحقق لها الإفادة ما لم تعتركها الخبرة التي تنتج عن ممارسة عملية في واقع الحياة,.
وتظل الدراسة المنهجية محصورة، ومحدودة، ولا تشمل كافة جوانب المعرفة، ولا تغطي كافة جزئياتها، ولا يبلغ بها المرء كمال المأرب في شأنها,.
لكن العمل إلى جانب أولويات المعرفة، والقدرة على فك طلاسم المهارات ووضع هذه المفاتيح في أبوابها، والولوج التنفيذي لميدان الاحتكاك عطاء وأخذاً وتفاعلاً وانتاجاً يحتاج إلى خبرات تنفيذية أي ذات دربة.
من هنا لا يستغرب أن يكون من أول بنود الموافقة على انضمام الإنسان لدائرة عمل وجود ما يثبت خبراته العملية فيه، وليس خبراته المعرفية.
والملاحظ أن هناك اتجاهاً ساد ثم لم يُحقَّق بشكله الصحيح ولا الدقيق يدعو إلى أن يعمل كلٌّ في اختصاصه، لكن تمرير التوقيع الاستثنائي القائم الذي يتيح العمل لأي خال من الخبرة المدرَّبة يقضي على الهدف من هذا الاتجاه، ويقود التوجيه إلى إعطاء الخبز لخبازه إلى غير دربه الصحيح,, ومع ذلك سواء عمل الإنسان في مجال اختصاصه المعرفي وخبراته العلمية، أو في سواه,, يظل يحتاج إلى تدريب يؤهله للقيام بأي عمل يندرج فيه,.
والتدريب هو المهمة الإنجازية الناجحة في الحياة العملية الحديثة، ولا أتوقع أن يغفل أمره,.
لذلك أقترح إنشاء مراكز تدريب تابعة للجامعات والمعاهد والكليات والمؤسسات الوظيفية العليا,, يفرض على جميع حملة وحاملات الدرجات الجامعية الدراسة فيها والتدريب بمكافأة مقتطعة من راتب الوظيفة الأصل، حتى إذا ما حصل كلٌّ منهم على الإجازة في التدريب في المجال الذي سيعمل فيه,, يتم اندراجه في الوظيفة ويتمتع بكامل حقوقها.
ذلك يؤهله لأداء واجباتها في صوره أفضل عما لو جاءها بمعرفة نظرية لا تؤهله للتطبيق.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved