أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th May,2000العدد:10104الطبعةالاولـيالأحد 24 ,صفر 1421

الاخيــرة

سلطان بن سلمان
د, فهد العرابي الحارثي
هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن سلطان بن سلمان,, فقد أتاح لي سموه العديد من الفرص للاقتراب منه,, ولمعرفة مواهبه وإمكاناته,, إذ عملت تحت إدارته عدة سنوات في جمعية الأطفال المعاقين,, في مجلس إدارة الجمعية,, وفي لجنة جائزتها,, وفي لجان عمل أخرى كان يشكلها سلطان بن سلمان لضمان القدر الأكبر من سلامة القرارات التي ينتهي إلى الأخذ بها.
كان لا يركن فقط إلى ذكائه على وفرته,, وكان لا يعتمد فقط على مواهبه الشخصية في التحليل واستخلاص النتائج على الرغم من ثراء تلك المواهب وألمعيتها,, فسلطان بن سلمان رجل يؤمن بالحوار وتلاقح الأفكار وتثاقفها,, فهو يستمع إلى من حوله,, ممن يمحضهم ثقته,, فيناقشهم,, يتفق معهم حينا,, ويختلف معهم حينا آخر,, والتعويل دائماً هو على الرأي الأكثر صواباً أو الأكثر سداداً,, أياً كان مصدر ذلك الرأي!
هذا المنهج في الإدارة يعرفه عن سلطان بن سلمان كل من عمل معه,, وهو منهج يشترط فيمن يمارسه أنه يكون على قدر كبير من الثقة في النفس وأن يكون قد تربى على مبدأ احترام الآخرين,, وأشهد أن سموه كان مثالاً في ثقته بنفسه,, وكان أنموذجاً في احترامه لمن حوله,, ولهذا فقد عمل الجميع معه بارتياح كبير,, فكانوا يعطونه من أنفسهم كل ما هو متاح: إخلاصاً ونقاءً ووفاء.
لقد عرفنا عنه من مزاياه الأخرى ديناميكيته في العمل,, فهو نشيط لا يعرف التعب,, وهو فعّال لا يوهنه التردد,, وهو منجز لا يكتفي بالأحلام والأمنيات.
فإذا أضيف إلى كل ذلك أن سلطان بن سلمان يوظف كل ما هو متوافر عليه من جاه وعلاقات إنسانية راقية لمصلحة المهمات أو المسؤوليات المناطة به وجدنا أنفسنا أمام شخصية فذّة تنتصب في طريقها كل الخيارات الممكنة للنجاح!
وعندما أعلن عن تعيين سموه أميناً عاماً للهيئة العليا للسياحة أحس كل من يعرفه بارتياح شديد لهذا الاختيار,, فالتجربة السياحية في شكلها المؤسسي هي تجربة جديدة عندنا، وهي تحتاج إلى إنشاء بنية تنظيمية وإدارية لم يسبق لنا بها عهد، وهي لابد أن ترمي إلى بلورة أهداف واضحة لصناعة من نوع خاص تحيط بها العديد من التطلعات والتحديات، ونحسب أن سلطان بن سلمان بعقله وعلمه وثقافته ومواهبه هو الاختيار الموفق لحمل هذا العبء الضخم، وهو سيعطيه من حيويته,, ومن نشاطه ومثابرته ما يستحق من الجهد والإبداع,, وهو يدرك أهمية الهيئة العليا التي تشرف على هذه الصناعة,, وأهمية ما يمكن أن تقدمه له ولجهازه من تعضيد ومؤازرة,, كما أنه يدرك أن السياحة ما تفتأ تلح بأهميتها وبمردوداتها الثقافية والاقتصادية على كل الدول المؤهلة، بامكاناتها التاريخية والطبيعية، للأخذ بهذه الصناعة، ولا نستثني من ذلك حتى الدول الأكثر ثراء في هذا العالم، فالسياحة في أسبانيا هي مصدر أول للدخل القومي,, إذ يرتاد السواحل الأسبانية في العام الواحد أكثر من ستين مليون سائح,, والسياحة في فرنسا هي الصناعة الأولى التي تتفوق في مردودها المادي على جميع الصناعات الفرنسية الأخرى ابتداءً من صناعة الطائرات وانتهاءً بصناعة العطور وأدوات التجميل,, ويرتاد فرنسا سنوياً حوالي خمسة وسبعين مليون سائح!
إن سلطان بن سلمان,, ومن ورائه الهيئة العليا للسياحة,, يدركون جميعاً أن السياحة في بلادنا لها شروطها التي تجعلها مختلفة عن السياحة في فرنسا أو إسبانيا أو أي مكان آخر في العالم,, ومهما كان مردود الاستثمارات في السياحة مغرياً فإن ذلك لن يؤثر بأي حال من الأحوال على صلابة تلك الشروط وقوتها,.
وقد قال لنا سلطان بن سلمان في أول لقاء به بعد تعيينه أميناً عاماً للهيئة العليا للسياحة بأن المردود المادي لم يثننا عن شروطنا تلك في القديم,, أي يوم أن كنا في حاجة إلى أي مصدر للدخل,, وهو من باب أولى لن يثنينا عن التمسك بتلك الشروط اليوم ونحن ولله الحمد على خير كثير من تعدد الموارد والمصادر.
إن سلطان بن سلمان لا يقصي من حساباته الأهداف الاستثمارية للسياحة,, وهي كبيرة إن شاء الله,, ولكنه لا يريد بأي حال أن يضعها في ميزان واحد مع القيم التي يؤمن بها مجتمعه، أو المبادئ التي تتشبث بها بلاده,, وكأننا نحس بأنه آخذ في رسم صورة لسياحة تاريخية وثقافية وترفيهية نقية نظيفة تتلاءم معنا ومع موقعنا من تاريخ الحضارة الإسلامية في كل مفهوماتها.
لقد قال لنا سلطان بن سلمان أيضاً إن دور الهيئة العليا للسياحة,, ومن بعدها الأمانة العامة,, هو دور المشرف الذي ينمي الوعي بالسياحة وبأهدافها,, ودور المخطط الذي يفتح المزيد من الفضاءات الممكنة للسياحة,, أما الاستثمارات في هذا المجال فهي للمؤسسات المتخصصة سواء كانت حكومية أو أهلية أو مشتركة.
أفكار كثيرة تختمر في ذهن الأمين الجديد,, ونحن نحسب أنه سيفصح عن المزيد منها بعد أن يستوي في مجلسه,, وبعد أن يكتمل تصوره للبنية التنظيمية والإدارية لجهازه,.
الجميع متفائلون بوجود سلطان بن سلمان في هذا الموقع,, والجميع يدعون له بالتوفيق وبمزيد من النجاحات التي عرفوها عنه.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved