أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th May,2000العدد:10104الطبعةالاولـيالأحد 24 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

الآباء والأبناء والمسؤولية المشتركة
** دائما ما تعود بنا الذاكرة التي تكاد لا تسعفنا الى تلك الأيام التي كانت فيها أحلامنا العاجية متأججة العواطف تجاه كل من تتلقفنا يداه,, وربما أن أهم تلك الأيادي من كانت أنامله دافئة تجاهنا، وعيناه ينبوعا من ينابيع العطف والرحمة، ونكاد نجزم في أيامنا الطفولية بأنه الرجل الأوحد في محيطنا الصغير الذي ازدحمت فيه مساحات عقولنا المتواضعة بمجموعة قليلة من مجتمعنا الواسع في أيامنا الحالية، ولعل هذا الرجل ممن لا يجود الدهر بهم مرتين، وهو الأب .
** من الغريب اننا كلما نتقدم في العمر تزداد حاجتنا وبشكل كبير الى الأب، والسبب في ذلك ربما يعود الى ان هذا النبراس والمصباح الذي نهتدي به في ظلمة الأيام هو مدرسة تعددت مناهجها الحياتية، والتي يعتبر الأستاذ الملقن فيها دون ملل أو نفور يبديه لنا، ومهما حوت هذه الدنيا ممن هم عاقون لآبائهم، فما زال هناك من هم متعطشون ولو لرؤيتهم كي لا يفتروا عن العمل الجاد في سبيل ارضائهم، ولكي يطمئنوا على تلك البذرة التي تكبدوا المتاعب من أجلها.
** ومما يتضح فيما فات هو أن الأب يحمل على عاتقه واجبا كبيرا تجاه الأبناء الذين وهبهم أياه الله عز وجل، فلابد من أن يعمل جادا لكي يكون القدوة المثلى في طريق أبنائه ولا يتوانى في اسداء النصيحة التي تنير لهم الطريق، ومن أهم الأشياء التي يجب العمل عليها هو عدم القسوة التي ربما تحول عواطف أبنائه تجاهه الى حمم بركانية، فيقع المحذور,, وتوخي الحذر من الوقوع في الخطأ أمامهم أمر مهم خصوصا وأن الأب قدوة لأبنائه فكل ما يفعله من تصرفات تعتبر بمثابة الأوامر غير المباشرة، وهذا ما لا نريده من الآباء.
** ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي يتكىء على كاهل الابن، فمن أهم الأمور التي تطلب منه البر ، وتتوالى بعد ذلك الواجبات حتى نصل الى ما يغفله الكثير من الأبناء، وهو محاولة اعطاء الأب انطباعا بأن دوره كبير في حياتهم، ومع أن ذلك من الحقائق المسلّم بها الا ان البعض يغفل هذا الجانب، فيتوقع بأنه عندما يتعلم ويعتمد على نفسه قد انتهى دور والده وهذا ما لا يمكن التسليم بصحته، ومع ذلك لابد من المبالغة في اعطاء الانطباع بالحاجة التي تجعله دائما ما يفتخر بدوره، خصوصا وأن الأب عندما يتقدم في السن يتبادر الى ذهنه بأن دوره قد انتهى في حياة أبنائه.
** أخيرا نجد أن كلا من الأب والابن يحمل مسؤولية تجاه الآخر، وكل له دوره، فلا يستغنى الابن عن أبيه ولا الأب عن ابنه.
ولكم خالص التحايا.
طلال بن خالد الطريفي
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved