أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

مقـالات

ود وورد
الفارُّون من المسؤوليات إلى أين؟!
منال عبدالكريم الرويشد
هناك العديد من الطبائع المشتركة بين البشر تحقق معايير الانسانية بخصائص متوارثة وأخرى مكتسبة، وهذه الطبائع نراها في نماذج عديدة بعضها خيّرة وأخرى شريرة ونرى أيضاً أن الجماعات كالطيور على أشكالها تقع، فالبعض قد يحقق نماذج الفضيلة بقناعته وعدالته في التفاعل مع المواقف الحياتية بين أسوار أسرته ومجتمعه وداخل ميدان عمله فيساهم في ترجيح المصلحة العامة على مصلحته الشخصية وترى له تميزاً وتفرداً في النجاح على مستوى علاقاته الإنسانية والاجتماعية وجميع نشاطاته العملية والثقافية وهذا النموذج يحقق معايير انسانية لها طابع الحضور الاجتماعي والذي تفتقد إليه نماذج أخرى لا تعبر للمصلحة العامة أي معيار في مقابل الأخذ بدون عطاء وترفض تماماً مفاهيم الأعمال التطوعية أو الجهد في مسار لا يحقق عائداً مادياً أو معنوياً!!
إن فاعليتنا كبشر في هذه الحياة تحتم علينا الحاجة للتطوير والتغير والتجديد والتفاعل مع المحيط الذي تعيش فيه لدفع عجلة الحياة باتجاه الضوء لذلك فان هناك العديد من المعايير الإنسانية تفتقد إليها بعض المعلمات وبالتحديد ذلك النوع الذي تتأفف من المساهمة في انجاز الأعمال الادارية هذه الأيام حيث تتمخض جميع ادارات التعليم بنتائج تقويم التلميذات فتغفل المعلمة عن أهمية ترجيح المصلحة العامة بانجاز العمل وتبقى في حلقة ملل وكلل وكأن ارتباطها بمهنتها يتوقف عند توقف الحصص!! وهناك من تسارع إلى مشرفتها أو أي مشرفة من خلال المعارف الشخصية لتزودها بالتعاميم التي تضعها على مكتب الادارة حتى لا يتم تكليفها بالأعمال الادارية وهناك فئة أخرى من معلمات الابتدائي يطلبن العمل كملاحظات في مدارس أخرى هرباً من مسؤوليات الكنترول داخل المدرسة!!وهناك المهملة والمتململة والتي فطنتها وشجاعتها دفاعاً عن مصلحتها الشخصية بدون أي تفاعل مع المصلحة العامة فتجيد من الحديث والهجوم والدفاع عن نفسها مما يثقل على كاهل الادارة المدرسية ويعيق عملية العمل وسرعة الانجاز وتتحول ساعات العمل الى ساعات حرب بين حاجة الادارة المدرسية لانجاز المهام وبين فئة من المعلمات يرفضن أي عمل اداري مهما قل أو كثر في محتوى المسؤولية المكلفات به!
وهناك فئة أخرى لديها الاستعداد الكامل في المساهمة الفاعلة لتنفيذ كل ما يطلب منهن بدقة ونظام وجهد متميز بالتالي فاننا أمام طبائع مشتركة بين البشر بعضها فعال وبعضها العكس بعضها دافعاً للنجاح وبعضها دافعاً للفشل وهذا أيضاً ما يجعلنا نضع الفارق شتان بين تفاوت الناس في قيامهم بالأعمال التطوعية فهناك العديد من البشر من يبذل من نفسه ومن صحته ومن ماله ومن وقته لاعتبارات يراها تحقق غايات فاضلة في خدمة المصلحة العامة وهذا النوع من البشر كالعملة النادرة,, يصعب على حدود الفارين من المسؤوليات,, ادراك ما لديهم من قدرات أو طاقات أو ما لديهم من عطاء يفوق حدود,, الأخذ بدون عطاء أو شغل الوظيفة لكسب المال بدون مراعاة حقوق الخالق في هذا المال ومصدر كسبه!!


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved