أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

مقـالات

دقات الثواني
السعودة من شعار إلى قرار
عائض الردادي
مضت سنوات ونحن نسمع كلاما كثيرا عن السعودة، ولم نتر إلا تطبيقاً قليلاً حتى أصبحت السعودة مجالاً رحبا للكلام في المجالس والكتابة في الصحف، ولكن يبدو أن هذه المرحلة قد بدأت في الاندحار، وبدأت مرحلة العمل وأولها سعودة أسواق الخضار، فقد تحول الكلام من شعار الى قرار ورأينا السعوديين في أسواق الخضار ولم نعد نرى غيرهم، لم يتوقف البيع، ولم تخل الأسواق من البائعين، وثبت أن مقولة السعوديين لا يعملون في أسواق الخضار غير صحيحة، فها هو الواقع قد أثبت خلاف ذلك، وتسابق المواطنون للعمل فيها، وحسب ذلك انه قد نقل السعودة الى مرحلة التطبيق 100%.
لقد سعدت وأنا اتجول في أسواق الخضار في الرياض فأرى المواطن وقد وجد فرصة عمل، ودلل على قدرته على خوض هذا المجال بالرغم من قلة خبرة أكثر الذين استأجروا محلات الخضار وتولوها بأنفسهم، وبعضهم ليست لديه ممارسة ولكنه خاض الغمار وسينجح ان شاء الله حتى لو صادفته بعض الصعاب في البداية.
أرجو أن تعلن البلديات في جميع انحاء المملكة بعد شهور عن عدد الذين اتيحت لهم فرص العمل من خلال تطبيق سعودة أسواق الخضار ليكون ذلك بداية لما بعده، فليست اسواق الخضار الا بداية خضراء لمرحلة السعودة الشاملة.
ان التطلع ان يتسع تطبيق السعودة وأن يكون على مراحل فمثلا بعد شهور تتم سعودة أسواق السيارات ومحطات البنزين ومكاتب العقار ثم يلي ذلك بعد سنة سعودة الأسواق العامة وهي أسواق بيع الغذاء والملابس ثم يتلو ذلك سعودة اسواق الذهب والشركات الكبيرة التي مازالت لم تتخذ خطوات حقيقية في سعودة وظائفها.
إن زمن التوعية والنصح قد انتهى ويجب ان يبدأ زمن القرار، فيوضع جدول محدد لسعودة كل نشاط استنادا الى نجاح سعودة أسواق الخضار التي كان يعتقد انها لن تلقى اقبالاً من المواطنين فكان الإقبال أكبر مما كان متوقعا.
وقد نشر في بعض الصحف أن بعض البلديات زادت أسعار إيجار المحلات عندما استأجرها المواطنون، وإذا صح ذلك فيجب محاسبة من فعل ذلك، لأنه يجب تشجيع المواطنين ومساعدتهم وإن كان لابد من الزيادة فلتكن في وقت آخر، وبخاصة ان بعضهم معرض للخسارة لقلة خبرته أو حداثتها، فهم بحاجة الى من يشد على أيديهم ويقدم لهم العون والنصح لئلا تصاب الخطوة بنكسة.
إن السعودة قد أصبحت مطلباً وطنياً بعد أن أصبح كثير من المواطنين يبحث عن فرصة عمل لكسب لقمة العيش وقد ولى ذلك الزمن الذي كان فيه المواطن يبحث عن مهن محددة، وجاء زمن العمل في المهنة التي تؤمن لقمة العيش، وكل هذا عامل مساعد على تحويل السعودة من شعار الى قرار، بوضع جدول زمني لسعودة كل مهنة ثم تحديد الاجور الملائمة مع الوضع المعيشي في بلادنا وألا يترك ذلك لصاحب العمل الذي يبحث عن الأقل، وأن توضع الضوابط التي تضمن للعامل ولصاحب العمل حقه.
** للتواصل:
ص,ب: 45209 الرياض 11512 الفاكس: 4012692.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved