أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

محليــات

لما هو آت
اليوم معكم
د,خيرية إبراهيم السقاف
*** هذا التواصل الجميل، هو قطعة القماش المبلل بالعطر، يمسح عن جبهتي رهق المسافات التي أنهبها جرياً كي ألحقَ بقوافلكم,,,، وأهديكم أطواقَ الزهور.
ذات لحظةِ فرحٍ اصطدمت جبهتي بما هو أمامها، تَنَبَّهتُ كي أرى وجهي في تفاصيله التي كنت أجهلها، ثمة من وضع لي المرآة وغادر,,.
أدري، أن الفرح يمزجُ كل شيء، حتى لا يعود الإنسان قادراً على رؤية تفاصيله,,.
في كثير من الامتنان يكون حال المرء حين يجد من يساعده على الرؤية,,.
لكن في عميق من الألم حين لا يريه ذلك إلا من أضفى عليه الفرح,,.
كيف لمن قدَّم ورقة الورد، أن يُلحقَها بحبة الشوك؟,,.
وكيف لمن مسح الكآبة، أن يعود فيرسمها بفرشاته؟، وكيف لمن فضّ عن آنية العطر غطاءها، أن يُغلق الحواس دون استنشاقها؟,,, وكيف لمن ذوّب الغيمَ دون الشمس أن يتظلل دون ضوئها؟!، وكيف لمن ناشد المطر ليأتي، أن يرشَّ الزيتَ فوق أديمه؟
وكيف، وكيف،
لكن القافلة لم تدع للراوي أن يُتمَّ، انفضَّ مِن حوله الجمعُ واستقلَّها، فيما ابتلعته وهي تمرق إلى المدى المجهول,,, ولم تترك إلا صداها,,.
هذا لكم مني، أما ما هو لي منكم فأقول:
*** قال ع,ي,ع,ق والاسم كاملاً صريحاً لدي : ,,, قررت أن أبدأ وأقول كل ما اعتبرته هماً أثقل كاهلي,,, إن حياة كل إنسان في هذه الدنيا الفانية لا تخلو من المنغصات والهموم,, لا يستطيع أن يتحملها بمفرده فيسعى إلى إشراك من يراه من أهل الخير والصلاح لعل الله أن يجعل له مخرجاً,,, وملخص مشكلة الأخ الفاضل ما يلي: هو متزوج ولديه سبعة أطفال منهم ولد واحد وست بنات,,.
وهو مسؤول مباشر عن عائلة أخيه المكونة من ثمانية أفراد، إذ أصيب أخيه بمرض نفسي مزمن ترك على إثره وظيفته وغدا مسؤولاً عن أخيه أيضاً.
وهو موظف ذو مرتب ميسور,,.
يستأجر سكنه إذ لا يملك شيئاً,,.
ظل يتحمل هذه المسؤولية معتمداً على رضاه بما قدّر ربه تعالى، مستعيناً بصحته، مؤمناً بأنه ما دام قادراً على العمل فسوف يؤدي واجبه إلى آخر لحظة ورمق فيه,,.
يقول,, كنت أردد ذلك، وبأني - بإذن الله - قادر على تخطي العقبات بإيماني وجهدي مهما كانت في سبيل توفير لقمة العيش الكريمة لي ولأبناء أخي وأخي وأفراد عائلتينا، فأخذت أكدح وأشقى وكلي أمل في فرج الله وعونه ما دمت على الطريق الصحيح فسوف يكبر الأبناء ويساعدونني، فالله تعالى لن يتخلى عني، وبينما كنت في خضم هذه الأحداث، ودون مقدمات، عدت يوماً من صلاة الفجر واستلقيت على فراشي ولم أشعر إلا وعائلتي من حولي يواسونني ولم أكن أدري ما حدث لي إذ أصبت بتشنج أثناء النوم.
كانت تلك البداية إذ تم نقلي بعد ذلك إلى المستشفى ليتضح ومن خلال الأشعات المغناطيسية والمقطعية أنني أعاني من تكيس غروي في البطين الثالث بالمخ، وكذلك أعاني من تشوه في شريان المخ، فكانت المفاجأة,.
فالحمد لله على قضائه وقدره, تم إجراء عملية فورية بتحويل السائل المخي إلى المعدة وسُدَّ التشوه بواسطة القصدرة الدماغية، وبما أن تحويل السائل المخي بواسطة البربيون إلى المعدة حلٌّ مؤقت فإن إجراء عملية استئصال لهذا التكيس ليست مأمونة الجانب، وأقل ما يمكن حدوثه في حالة إجراء العملية الشلل لا سمح الله، وفي هذه الحالة يجب الإيمان بأسوأ الاحتمالات,, أستاذتي، أنا آسف إذا كنت أثقلت عليك وأدخلتك في أمور خاصة ولكنها المهنة والأمانة الصحفية التي ارتضيتِ لنفسكِ أن تتحمليها وتحملي من خلالها هموم المجتمع.
بعد خروجي من المستشفى لم أعد ذلك الشخص الذي كنت قبل العمليات التي أجريت من حيث أنها حدَّت من نشاطي وحركتي وتفكيري,, أخذت أنظر إلى أطفالي من حولي وأطفال أخي وأخي المريض فلم يزدني ذلك إلا أسىً وحسرةً ,, فالشخص الذي يعتمدون عليه بعد الله أصبح في وضع لا يحسد عليه.
والله، إنني لست من أصحاب الهمم الضعيفة التي تبحث عن أقصر الطرق للوصول إلى ما يريد، بل إنني كافحت منذ أصيب أخي بمرضه النفسي قبل أكثر من عشر سنوات، وتحملت مسؤوليتي تجاه أسرته بالإضافة إلى أسرتي، ولكن بعد الوعكة الصحية المشار إليها قلَّ نشاطي وأصبحت في حاجة إلى من يساعدني، إنني لا أملك إلا مرتبي وليس لي دخلٌ آخرُ غيره, فهل أحظى بمن يقدر ذلك من أهل الخير في بلد الخير، أتمنى ذلك,,؟
فكم تحملت من ظروف دون أن يشعر بذلك أحد حرصاً مني على عدم إشعار الآخرين بحاجتي، وطلباً للأجر والمثوبة من الله.
أستاذتي، إنني في تفكير دائم كيف سيكون مستقبل أطفالي وأطفال أخي وهم لا يملكون في هذه الدنيا شيئاً سوى صحتي التي أصبحت في خطر.
اتجهت إلى قسم المرابحة الشخصية في البنك الأهلي حيث أفتى بعض علمائنا الأجلاء بجواز التعامل معهم، فاشتريت سيارة وبعتها مقابل التقسيط من راتبي شهرياً، وأخذت المبلغ وقاولت على بناء دور عظم على أرض سبق شراؤها، وسوف ينتهي العمل قريباً من إكماله، عظم دور واحد، ولكن يعلم الله أنني لا أستطيع إكماله لهم نظراً لظروفي المادية والمعنوية الصعبة، والتزامي مع أخي وأسرته، وكذلك قسط السيارة وإيجار منزلي والتزاماتي الحياتية الأخرى,, وهدفي أن يجدوا بعدي مأوى لهم,, لذا فإنني أناشد الله، ثم أناشد أهل الخير من خلالكم مساعدتي على إكمال هذا المنزل قبل تفاقم حالتي الصحية,, لعدم تركهم عالة على الآخرين، مع يقيني بأن المجتمع يزخر بأهل الخير الذين يريدون وجه الله ورضاه.
أستاذتي العزيزة ، أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك، عدم إهمال رسالتي هذه .
*** بنشر رسالته,.
الأمر بين يدي ذوي القلوب الذين لا يبخل بهم هذا المجتمع الجميل,, والاسم والعنوان لدينا,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved