أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

محليــات

مستعجل
هذلول بن عبد العزيز,.
عبدالرحمن بن سعد السماري
** صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز,, تشرفت بلقاء هذا الرجل قبل ما يزيد على 35 سنة,, ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم,, كان لي أيضاً,, شرف الوصال مع هذا الرجل الكبير بكل ما تعني هذه الكلمة,.
** الكرم,, الجود,, السخاء,, العمق,, بُعد النظر,, الشهامة,, الوفاء,, التواضع,, هي شيء من صفات هذا الانسان الذي زرع محبته في قلوب الجميع,.
** قبل أربعين سنة,, وعندما كان الريال يعادل عشرة آلاف ريال الآن,, كان بيت هذا الرجل مضيفاً مفتوحاً للإعلاميين والصحفيين والرياضيين والمهتمين بأمور الثقافة,.
** وكان هذا الرجل الشهم,, يلتقي بهم ويتحاور معهم,, ويأخذ ويعطي معهم,, ويسند هذا,, ويقف مع الآخر,, ويواسي الثالث ويسأل عنهم واحداً واحداً,, وكان منزله يجمع كل هؤلاء ليلياً,, وكان الجميع يجد في ظل هذا القصر كل ما يريد.
** هذلول بن عبدالعزيز,, يحبه الجميع,, لأن الرجل يحب الجميع,.
** عُرف بالوفاء,, والجود,, والكرم,, ومساندة كل محتاج.
** بيت هذا الرجل,, لم يخلُ في أي ساعة من ليل أو نهار من داخل وخارج وجالس ومتحدث.
** وهذلول بن عبدالعزيز مع كل هؤلاء لا يمنح لأولاده ولأسرته سوى النزر اليسير من الوقت,, أما باقي وقته,, فهو مع كل هؤلاء وحولهم,.
** وهذلول بن عبدالعزيز,, يكره أشد ما يكره,, أن يتحدث عنه أحد أو يقال عمل أو أعطى أو ساعد أو جاد بكذا,, فهو الرجل الذي يعشق العمل بهدوء وصمت,, ولذلك,, لا تجد له حضوراً في وسائل الإعلام,, لأنه يتعهد كل محبيه من الإعلاميين بعدم ذكر أي شيء من ذلك,.
** وهذلول بن عبدالعزيز,, قاد المركب الهلالي في سنوات اهتز فيها النادي,, فكانت لمساته بلسماً شافياً,, وكانت فترته قمة القمم,, وكان النادي في عهده,, أكاديمية ضخمة,, خرَّجت المئات من المبدعين,.
** قَبِل بقيادة المركب الهلالي يوم ترنَّح الهلال,, وكان في أمسّ الحاجة إلى رُبّان ماهر كهذلول بن عبدالعزيز.
** وعندما استقرت الأمور,, وتألق الهلال,, كتب استقالته,, ووضع القلم الذي بيده على كرسي النادي وخرج,, وودعه كل الهلاليين بالحب والوفاء,, وما زالوا يذكرون الرجل بألف خير,.
** تذكرت ذلك كله,, وأنا أزور هذا الرجل,, وهو يلازم السرير الأبيض إثر عارض صحي,, وقد امتلأت ممرات المستشفى,, وغص جناحه بالزوار والمحبين والابتسامة لم تفارق محيا هذا الرجل,, ولم يغفل عن واحد من هؤلاء,, بل يحييهم واحداً واحداً,, ويداعبهم واحداً واحداً,.
وهؤلاء,, كلهم,, شاهد حي على مكانة هذا الرجل في نفوس الجميع.
** إنني هنا,, أكتب عن هذا الرجل رغم أنني أدرك أنه سينزعج من كل ذلك,, ولكنني عجزت عن منع قلمي من أن يكتب شيئاً عن هذا الإنسان الكبير.
** ولكن,, هل يمكن لنا,, أن نستغرب كل هذه الخصال,, وكل هذه السجايا,, في نجل جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؟.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved