|
| ملحق الرس
تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم لتخريج الدفعتين (16/17) من طلبة كلية المعلمين في محافظة الرس استمراراً لرعاية ولاة الأمر وتكريمهم للعلم والعلماء.
وهذه الرعاية بدأت منذ تأسيس هذه الدولة على يد الإمام محمد بن سعود رحمة الله حيث قدر لذلك العالم المجدد المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله - قدره ووضع يده في يده متعاونين على البر والتقوى قصداً لقيام دولة عربية سعودية اسلامية قوية تقوم على أساس متين؛ إنه دين الإسلام بقيمه الصافية الخالصة من كل شوائب الجهل والضلال والخرافات، فكان الصدق والوفاء والالتحام سمة لهما غفر الله لهما - فحقق الله لهما ما أرادا وقامت الدولة السعودية الأولى دولة اسلامية تنشر العدل والخير لكل من يستظل بظل عقيدة السماء، استجابة لقوله تعالى:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (آل عمران الآية 104).
وعلى هذا الطريق السليم سار ولاة الأمر الذين تعاقبوا على الولاية في هذه الدولة حتى قيام المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - بتوحيد هذا الكيان والشروع في البناء والنهضة وفق المقاييس العصرية الحديثة, وكان رحمه الله يقدر للعلم قدره وللعلماء مكانتهم, حيث جعلهم أهل شورته.
وخاصة إيماناً منه غفر الله له - بأن الدولة التي تقوم على العلم هي الدولة القوية بمقوماتها وهي الدولة القوية برجالها المتعلمين الذين عليهم الأتكال بعدالله في النهوض بها في مصاف الدول المتقدمة آنذاك, فحرص على افتتاح المدارس النظامية واعداد الأبناء ليقوموا بدورهم في البناء والنهضة، فكان رأيه صائباً وتوجيهه في القمة، حيث انتشر العلم وتوسعت رقعته اتساع رقعة المملكة, واهتم غفر الله له بالعلم الشرعي لإيمانه بالله وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وهادياً على الطريق المستقيم فحظى العلماء والقضاة وطلبة العلم بمكانة خاصة والشواهد في هذا قائمة، ثم درج على هذا النهج القويم أبناؤه من بعده حين تولوا الأمر - رحم الله من كان ميتاً - وحفظ الأحياء من كل سوء ومكروه,, آمين.
وما رعاية سمو سيدي أمير منطقة القصيم لهذا الحفل وسواه من المناشط الطلابية إلا استمرار لذلك، حيث لا زال العلماء والقضاة وطلبة العلم يحظون بمكانة خاصة من قبل ولاة الأمر - وفقهم الله.
لا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يديم على بلادنا الأمن والإيمان ويوفق ولاة أمرها دائماً وأبداً لما يحبه الله ويرضاه ويسدد خطاهم نحو الصواب ويجمع شملهم ورعيتهم ويوحد صفهم على الحق المبين ونخص بذلك المسؤول الأول في المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر - الذي لم يأل جهداً في القيام بما أوكل إليه خير قيام فشكر الله له جهده وسدد خطاه وبارك في عمره وعمله انه سميع مجيب الدعاء.
* مدير المعهد العلمي في محافظة الرس *
|
|
|
|
|
