أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th May,2000العدد:10105الطبعةالاولـيالأثنين 25 ,صفر 1421

عزيزتـي الجزيرة

مزيداً من التوازن في توزيع الخدمات على المراكز والمحافظات
اطلعت على ما كتبه الاخ الفاضل عبدالكريم بن صالح الطويان في ساحة الرأي بتاريخ 14/صفر 1421ه تحت عنوان: (اتركوا للقرية نعجتها الواحدة) وتطرق من خلاله الى ما يعبر به بعض الناس في القرى البعيدة عن مركز توزيع الخدمات (الادارات العامة في المنطقة) من شعور بعدم الرضا عن حقوقهم في الخدمات التعليمية والصحية والبلدية وسواها من الخدمات الاخرى قياسا الى كمية الخدمات المماثلة التي تحظى بها المدن الرئيسية في المنطقة وكيف انهم يشيرون الى ان الذاتية قد تصرف المسؤول الاداري احيانا عن سلامة التوزيع بصورة متوازنة ودقيقة, وقد حاول الاخ الكاتب ان يستبعد هذه الذاتية وتأثيراتها بقوله: اتوقع اننا تجاوزنا تلك المرحلة التي يتم فيها توزيع الخدمات على اساس لا تتوفر له المعلومات والاحصاءات الدقيقة واننا اليوم نعمم هذه الخدمات على يقين احصائي علمي يقوم على قواعد حسابية رياضية لا مجال فيها للانطباعية ,, الخ.
ومع احترامي واعجابي الشديد بأسلوب الكاتب وآرائه المتميزة بالتوازن والواقعية تجاه الكثير من القضايا التي يتناولها في كتاباته الا انني اشير هنا الى بعض الامور الهامة التي يحسن اخذها بعين الاعتبار إزاء الخدمات التي يطالب الناس بها لمدنهم وقراهم ومن هذه الامور.
1 البيانات الاحصائية تساعد المسؤول الاداري في تحري الدقة وسلامة التوزيع لكنها لا تلزمه بنفسها فقد تتوفر كل البيانات الاحصائية وتوضع (على جنب) او يزاد فيها وينقص او يكون للمسؤول الاداري تقديراته الاجتهادية الخاصة به والتي قد تؤخذ في الاعتبار اكثر من الاحصائيات والمعلومات التي ينظر اليها احيانا على انها لا تمثل الواقع.
2 لماذا ينظر الى طلبات سكان القرى ولا اقول شكاويهم علىانها قد تكون من طبيعة النفس البشرية الشاكية دائما والتي لا ترضى بحقها وانما تريد اكثر منه ولا يشمل هذا سكان المركز الرئيسي لتوزيع الخدمات الذين ينظر اليهم على انهم يستأثرون من هذه الخدمات بنصيب الاسد بحكم قربهم من مركز التوزيع وعلاقتهم الخاصة بالمسؤولين فيه ومع ذلك يشاركون الآخرين الكثير من شكاويهم.
3 الشكوى من عدم الدقة في توزيع الخدمات لا تقتصر على سكان القرى بل تتعداهم الى سكان المحافظات وان كانت بحمد الله قد خفت كثيرا في السنوات الاخيرة بفضل المتابعة والاشراف المباشر من لدن سمو امير المنطقة الامير فيصل يحفظه الله فقد صار الناس يشاهدون على ارض الواقع قدرا اكبر من التوازن في توزيع الخدمات ويطلعون على تفاصيل ذلك من خلال نشره والاعلان عنه في اجتماعات مجلس المنطقة ومع ذلك ما زلنا في المحافظات ولا يزال اخواننا في المراكز الادارية يطمحون الى المزيد من هذا الاعتدال في توزيع الخدمات ومنها خدمات الطرق لربط الارياف والمراكز بالمحافظات وتحسين احوال الفروع التابعة للادارات العامة التي يمثل وجودها احدى الركائز الاساسية في تنمية المحافظات وتطويرها بدلا من التركيز الدائم على تطوير الادارات العامة التي اصبح بعضها تبارك الله في حجم بعض الوزارات مستأثرة بكل الاعتمادات والوظائف المخصصة لها وللفروع التي تتقلص امام اعيننا سنة بعد اخرى حتى ليخشى على بعضها من الانقراض ومن امثلتها الفروع الزراعية.
وأخيرا فهل نجهل دور الواسطة والعلاقات الخاصة والمجاملات العامة وتأثيراتها الضاغطة على المسؤول عن اتخاذ القرار في واقعنا الاداري بصفة عامة بحيث نجزم ان كل احد وكل جهة تأخذ حقها كاملا غير منقوص وفقا لبيانات احصائية دقيقة لا تحابي احداً.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved