|
| الريـاضيـة
تورو,, تورو,, أهازيج مثيرة تدوي في جنبات حلبات المصارعة الشهيرة تطلقها جماهير الفلامنغو المتعطشة لرؤية ابطالها وهم ينازلون الثيران ويطرحوها ارضا في واحدة من اخطر لحظات الشجاعة في الصراع الدامي بين الإنسان والحيوان ولعلها ايضا لحظات من مشاعر الاعتزاز والكبرياء الموروثة للإنسان الإسباني على الرغم من كل ما تحتويه هذه المشاعر من قسوة بالغة في إثارة الثيران واستنزافها حتى الموت!
كبيرة هي الكرة الإسبانية في ساحة لعبة الملايين وهي تؤكد باستمرار الريادة والتفوق على نظيراتها الاوروبية، فأبرز مشاهير الكرة العالمية انطلقوا اولا من ملاعب سنتياغو برنابيه ونوكامب للعملاقين ريال مدريد وبرشلونة، الأول ريال مدريد احتضن منذ منتصف الألفية الثانية وحتى بداية الالفية الثالثة أمثال الحارس الإسباني الاسطوري ريكاردو زامورا وقلب الدفاع العملاق الاورغواياني الاصل خوزية ايميليو سانتاماريا ورباعي هجوم الخمسينات الاخطر في التاريخ ريمون كوبا الفرنسي والمايسترو الارجنتيني الاصل ألفريدو دي ستيفانو والمدفعجي المجري فيرنيك بوشكاش والجناح الصاروخي الإسباني فرانشيسكو خنتو وصولا الى المكسيكي هوغو سانشيز والإسبانيين فرناندو هييرو وراوول غونزاليس بلانكو والبرازيلي روبيرتو كارلوس، بينما الثاني برشلونة الذي لعب له ايضا الحارس ريكاردو زامورا ضم بدوره المجري صاحب الرأس الذهبي ساندور كوتشيس ولاعب القرن التشيكي الاصل لاديسلاف كوبالا وصولا الى الهولندي الطائر يوهان كرويف وسحرة الكرة اللاتينية الارجنتيني الفذ دييغو مارادونا والثلاثي البرازيلي الابرز في الساحة العالمية روماريو ورونالدو وريفالدو، بينما تضمنت السجلات الذهبية لبطولة كأس اندية اوروبا الاشهر في عالم الكرة الاندية الإسبانية الى جانب منافساتها الإيطالية والإنجليزية التي احرزت كل منها تسعة ألقاب، ولكن الفارس الذي يقود البطولة وفوق كل منافسة هو وحده الماتادور الاصيل ريال مدريد!.
بين الطموح والخبرة
في سهرة ممتعة جرت في العاصمة الفرنسية ليل الاربعاء الماضي وبثت فضائيا جلست أمام التلفاز مبكرا لمتابعة المباراة المرتقبة لنهائي كأس الأندية الاوروبية، وتجاذبتني الافكار طويلا لمن يا ترى ستكون الغلبة للخبرة ام الطموح؟,, ووجد عقلي يميل بطبيعة الحال الى ترشيح الخبرة بينما مشاعري هي مع كل طموح فهو الامل في واقع افضل,, ويبدو ان الحيرة والمكابرة التي انتابتني توقفت مع نهاية اللقاء لتؤكد ان التفكير في الخمسين جامد ومتين! ,, وهكذا وضع ريال مدريد العريق بنجومه الكبار نهاية حزينة لطموح وشجاعة مواطنه فالانسيا عندما التقى الفريقان في النهائي المثير للبطولة الخامسة والاربعين واظهر خلالها نجوم ريال مدريد كل ما في جعبتهم من فن وقوة وخبرة لقهر فالانسيا المرشح الاول للبطولة الذي تمكن بسهولة مدهشة من ازاحة فرق ثقيلة من عيار بي,اس,في ايندهوفن الهولندي وفيورنتينا الإيطالي وبوردو الفرنسي وبرشلونة الإسباني، وذهبت التوقعات الى درجة الاعتقاد بأنه لو اقيم نهائي البطولة على طريقة الادوار السابقة بلقائي الذهاب والعودة لكان فالانسيا الاقرب لانتزاع اللقب بجدارة، فالفريق يفوز بسهولة كبيرة على ارضه ويخسر بأقل الاهداف خارج ارضه، وهو الذي ألحق الخسارة المزدوجة بريال مدريد في البطولة الإسبانية لهذا العام بنفس السهولة السابقة، ولكن ريال مدريد يبدو انه اعد عدته ورص الصفوف جيدا في البطولة الاوروبية لهذا الموسم بعدما تأكد له تقهقره وخروجه خالي الوفاض من الالقاب الوطنية فأطاح اولا بحامل اللقب مانشستر يونايتد في عقر دار هذا الاخير وثأر من بايرن ميونيخ اثر خسارتيه الفادحتين أمامه في بداية البطولة لينتهز اخيرا فرصة اقامة النهائي على استاد دو فرانس الشهير في ضاحية سان دوني بمدينة باريس المتلألئة ليقول كلمته الأخيرة ويؤكد زعامته للأندية الاوروبية محققا اول ألقاب القرن الجديد تماما مثلما فعل في القرن الماضي ليصبح رصيده رقما قياسيا خرافيا بلغ ثمانية ألقاب دفعة واحدة، وهو على ما يبدو يسعى مبكرا للاحتفاظ بالصدارة الاوروبية أمام منافسيه الثلاثي الاقرب اي,سي,ميلان الايطالي 5 ألقاب ليفربول الانجليزي واياكس الهولندي 4 ألقاب ,, ومن الناحية الفنية والعملية علميا يبدو ان ريال مدريد وميلان هما فقط فرسي الساحة حتى اشعار آخر، ريال مدريد لم يغب عن البطولة طويلا وبقي قريبا منها فأحرز اللقب خمس مرات متتالية لاعوام 1956 الى 1960 في انجاز اعجازي لم يتكرر طوال القرن الماضي ويصعب حدوثه حاليا في ظل تأرجح مستويات الفرق الكبيرة ثم استعاد اللقب ثلاث مرات اخرى في اعوام 1966، 1998، 2000، بينما ميلان احرز ألقابه الخمسة في اعوام 1963، 1969، 1989، 1990، 1994.
ممتعة هي انجازات الأندية الإسبانية وكبير حقا هو نادي ريال مدريد الرائع على الرغم من توقعات وتحليلات بعض معلقي القنوات الفضائية العربية وهم يخفقون في تقديراتهم المرة تلو المرة طوال مدة المسابقة بداية من الاصرار على حكاية اوموروزو ووصولا الى الاستهانة بقدرات وخبرات ريال مدريد العتيد، ولعل إلقاء الاضواء حول امور التعليق والتحليل بات ضروريا بعد اتاحة الفرصة كاملة حتى نهاية موسم بطولات الاندية الاوروبية، وقبل بداية البطولة الكبرى كأس الأمم الأوروبية، هو تحديدا موضوع حديثنا المقبل.
شكر خاص,, لكل القراء الاعزاء الذين اتصلوا مرارا يطلبون المزيد من الأضواء على الكرة الاوروبية، وموعدنا معهم قريبا جدا كما هي عادة الجزيرة منذ نحو ثلاثة عقود مع الملف الخاص عن بطولة كأس الأمم الأوروبية.
ameed@shaheer.net.sa
|
|
|
|
|
