أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th May,2000العدد:10107الطبعةالاولـيالاربعاء 27 ,صفر 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
لقاء الغرباء 2/2
فوزية الجار الله
أعود إلى حديثي السابق حول دهشتي وإحساسي الشديد بالمرارة من حديث الدكتور إحسان عباس حول زواجه بامرأة لم يكن يعرفها واختلافه الشديد معها,, وشعوره العميق بأن السعادة والحياة الزوجية قلما يجتمعان!!
وأقول كيف لرجل يملك صوتاً قوياً واضحاً ورأياً في الكثير من القضايا الفكرية والأدبية والاجتماعية ثم يقف حائراً سلبياً أمام حياته الخاصة التي هي المنطلق وهي الأساس؟!
ولا أتهم الدكتور إحسان عباس في هذا الأمر، لسبب مهم جداً وهو أني أجهل الكثير من جوانب حياته الخاصة وليس من حقي إطلاقاً التدخل فيها,, لكنني أقول إن الكثير من الرجال يقفون مثل هذا الموقف,, وأن هذا يحدث لأسباب متعددة منها:
عدم رغبة الرجل في تقويض أسرته بعد أن مضت عليه سنوات واستقر في وضع حياتي معين أياً كان نهراً أو بحيرة راكدة,, المهم أنها استقرت وكفى!!
ضعف شخصية الرجل وعدم قدرته على اتخاذ قرارات جريئة,, ولذا يرضى بوضعه الحياتي الذي خلقته الظروف,, ولو كانت حياة زوجية تحتضر,, بل لم تظهر بعد على سطح الوجود!
هناك حقيقة أخرى في مجتمعاتنا العربية والخليجية وهي أن هناك تناقضاً بين ما يريده الرجل وما تريده المرأة,, فالرجل يتقبل بسهولة دونما تردد غالباً تطبيق العبارة التي تقول: هذه أحبها وهذه أتزوجها! لكن المرأة الواعية غالباً ترى أن الزوج هو الصديق والأب والأخ والحبيب.
أي استقرار وراحة سوف تتوفر حين يلتقي اثنان تحت سقف واحد بهدف تأسيس أسرة بينما لم يلتقيا فكراً وروحاً؟!
كيف سيكون هذا اللقاء وهذا الزواج الغريب الذي أسوأ منه أن تقول بأنك سوف تحافظ عليه لأجل الأولاد,, بينما الأولاد هم أول من يصطلي بجحيم هذا الزواج وهم أول من سيدفع ثمن تلك الترسبات النفسية التي تحدثها الخلافات والصدامات الدائمة بين الأم والأب,,!
كيف سينشأ الأطفال على مفاهيم المحبة والود وهم يرون بأعينهم والديهم اللذين من المفترض أن يكونا القدوة والمثال,, بينما يرونهما في تعاسة دائمة,, تتفاوت بدءاً من الصمت وانعدام الحوار ثم الخلافات الواضحة التي قد تصل الى تقاذف الألفاظ والكلمات الجارحة وقد يصل الأمر الى الضرب من الزوج للزوجة وفي حالات استثنائية من الزوجة للزوج!!
يفيض العالم بحكايات زوجية غريبة ومضحكة حتى الألم والسبب فيها هو عدم التوافق بين اثنين,, ومحاولتهما افتعال الانسجام,, وافتعال التكافؤ بينهما!
وقد يكون للحظ والنصيب دور في تحجيم اختياراتنا وفي تشكيل حياتنا ولكن في المقابل ثمة عقل وإرادة نملكهما ولا بد من توظيفهما لضمان حياة أكثر سعادة، فهل نفعل؟!
هذا هو سؤالي الأخير,, لكن الحديث في هذا المجال لم ولن ينتهي!
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved