أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th May,2000العدد:10107الطبعةالاولـيالاربعاء 27 ,صفر 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
التنظيم قبل التحويل
د, محمد الكثيري
أسوأ القرارات هو ذلك القرار الذي يأتي كرد فعل لحدث معين, والدعوة الى تحويل الشركات العائلية الى شركات مساهمة أخشى أن تكون من ذلك النوع من القرارات, بمعنى آخر، فإن الفشل الذي تتعرض له بعض الشركات العائلية بعد وفاة مؤسسها والنزاعات التي تحدث بين ورثته قد تكون هي الفعل الوحيد الذي جاءت بسببه المطالبة بتحويل تلك المنشآت الى شركات مساهمة كرد فعل له دون النظر الى الموضوع بأبعاده وظروفه وإمكانات تطبيقه بصورة شاملة, فالتحول في أشكال الشركات هو قرار استراتيجي ليس بالبساطة أن يتخذ هكذا دون دراسة ومراجعة لكافة الأمور والعوامل التي تؤثر وتتأثر بذلك القرار.
في البداية لا بد من التأكيد على أن الشركات المساهمة هي من أفضل صيغ الشركات على الاطلاق، لعدة أسباب تأتي في مقدمتها مقدرة تلك الشركات على توفير التمويل اللازم لإدارة عملياتها وبالتالي تحقيق أهدافها وكذلك قدرتها على الاستمرار والنمو لانعدام ارتباطها بشخص أو أشخاص محددين, إلا أنه وبالرغم من هذه المميزات وقبل المطالبة بتحويل شركاتنا العائلية الى شركات مساهمة فإن علينا ايجاد الأرضية المناسبة والضرورية لهذا التحول.
وهذه الأرضية تتمثل في أمور عدة تأتي في مقدمتها ضرورة مراجعة واصلاح أوضاع الشركات المساهمة لدينا, فالحالة التي تعيشها أكثر تلك الشركات لا تسر, فأغلب هذه الشركات تعاني من خسائر متراكمة أدت الى تآكل وتدني أصولها الى درجة اصبحت معها بعض الشركات تحتفل منتصرة حينما تتمكن من تخفيض خسائرها, صحيح أن شركاتنا المساهمة بوضعها الحالي توفر صفة البقاء والاستمرارية ولكنه بقاء مريض لا يؤدي في أغلب الأحيان الى المساهمة في ازدهار الاقتصاد وتطوره نتيجة عجزها عن تحقيق أهدافها التي يأتي في مقدمتها الحصول على عائد مجز للمساهمين.
وفي أثناء العمل لتحسين أوضاع الشركات المساهمة ومراجعة طريقة ادارتها وآلية مراقبتها، فإن علينا أن نسعى لتحقيق الأمر الآخر المتمثل في توعية أصحاب الشركات العائلية لأهمية التحول والمزايا التي يحققها, وهذا قد يتم من خلال عقد ندوات ومحاضرات من قبل الغرف التجارية والجهات الأخرى ذات العلاقة, إلا أن ما يجب التأكيد عليه ونحن ننتهج هذا الأسلوب أننا ننادي بالتغيير، والتغيير كما هو معروف أمر صعب على مستوى الأفراد وبالتالي فإنه سيكون أصعب على مستوى الشركات التي هي خليط من الأفراد والاجراءات والأنظمة وخلاف ذلك.
أما ثالث الأمور التي لا بد من الاهتمام بها قبل المطالبة بالتحويل فهو ضرورة دعوة أصحاب الشركات العائلية لتنظيمها, والتنظيم هنا يعني ايجاد أنظمة واجراءات وأساليب رقابية تدار من خلالها تلك الشركات وتتحدد من خلالها الأهداف والمهام والصلاحيات دون ترك الأمور لصاحب الشركة لإدارتها بالطريقة التي يراها, والتنظيم قد يكون الخطوة الأولى لتحقيق ما يعرف بفصل الملكية عن الادارة وهو احدى مزايا الشركات المساهمة، وذلك لأن التنظيم، كما أسلفت، يحدد الأعمال والصلاحيات ويمنح صاحب المنشأة الفرصة للقيام بالدورالتخطيطي والرقابي بصفة عامة تاركا ادارة الشركة لمدير يمارس عمله وفق نظام محدد يؤدي الى طمأنة المالك وقدرته في نفس الوقت على المتابعة من خلال النظام الرقابي المطبق, وحينما تصل الشركات العائلية الى هذه المرحلة فإن أنفس اصحابها ستكون مفتوحة أكثر للتفكير في التحول الى شركات مساهمة.
ختاما، فإنه لا بد من اعادة ما ذكر سابقا، والتأكيد على أهمية تحول الشركات العائلية الى شركات مساهمة ولكن المطالبة بالتحول السريع وبهذه الطريقة بحاجة الىمراجعة مما يعني ضرورة التفكير في الأمور التي ذكرت أعلاه وغيرها من الطرق والأساليب التي قد تساهم في إنجاح ذلك التحول.
Kathiri @ sol.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved