أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th May,2000العدد:10107الطبعةالاولـيالاربعاء 27 ,صفر 1421

محليــات

لما هو آتٍ
الدراسات العليا
د, خيرية إبراهيم السقاف
وأنا أكتب هذا المقال، أعدُّ أوراقي كي أكون في اليوم هذا في القصيم، وعلى وجه التحديد في كلية التربية للبنات كي أجلس إلى باحثة طامحة أناقشها في أطروحتها للماجستير، مع مجموعة من المختصين، قدمنا جميعنا لهذا الغرض,,.
ليس في ذكر ذلك الإعلان، ولا الدعاية، ولا المباهاة,,, ولا شيءٌ مما يمكن أن يرد إن ورد على ذهن أحد,,.
إنها مفارقات، كثيراً ما يعنيني ويشغلني أمر التفكُّر فيها، والولوج في تفاصيلها المرحلية,,.
في القرى الصغيرة، وفي الحواضر، وفي البوادي، وفي المدن الكبيرة، وفي كل مكان أصبح العلم الهدف العادي للحد الأدنى من طموح الإنسان,,.
وأصبح أمر مواصلة التعليم للمستويات العليا نهجاً تلقائياً لا يُدهش، ولا يأخذ من الناس وقتاً للتفكير فيه، وغدت برامج الدراسات المرحلية من المستويات الدنيا إلى العليا قائمة ولا يعتورها ما يعيقها إلا ما كان يتعلق بندرة التخصص وعدم وجود المختصين والمختصات، وعدم قدرة الكليات أو الجامعات لوجود تخصصات بذاتها لعجز في التهيئة المالية، أو لعدم وجود الإمكانات المجتمعية بحيث لا تنشأ برامج في مواقع يُتَوَقَّع أن يكون الإقبال فيها على الدراسة محصوراً في أعداد لا تتناسب مع تكاليفها.
والدراسات العليا لا تعني فقط دراسة مقررات قد خُطِّطَ لها، وتم تصميمها، ووُضِعَ منهجها، وقُنِّنت آلياتها,,, بما يحقق الأهداف منها، ويساعد على تقويمها، وقياس محصلاتها، سواء ما يرد عن الدارس، أو ما يعود على المؤسسة التعليمية، مما يدركه المختصون,,,، وإنما تعني إعداد دراسةٍ، أو بحثٍ، أول ما يُفترَض فيه أن يرتبط بفكرة ذات هدف، ذلك لأن البحوث العلمية هي منطلقات التغيير الاجتماعي الشامل إلى الأفضل، وإلغاء كل سالب في مجاله.
من هنا يكون للبحث العلمي أهميته وصدارته في القيمة الخِدميَّة العامة في المجتمع والخاصة في مجال الاختصاص.
ووضعت لهذه البحوث مناهج، ومعايير، وأساليب، ووسائل، إن لم تُستوفَ، لا تُحقق الأهداف منها.
ولا يتمكن الباحث من تحقيق هدفه الخاص في التمكن من إعداد البحوث، والتأقلم مع المنهجية العلمية، والتعوُّد على ما تقتضيه البحوث من الجدية والاحتمال، والأناة، والحصول على المعلومات في مظانِّها، والصبر على ذلك، ما لم تُوَفَّر له أسباب ذلك، وأولها وجود المشرف القادر على الأخذ بالدَّفَّة وتوجيهها الوجهة الصحيحة, وثانيها، توافر وسائل ومجالات الحصول على ما يحتاج إليه البحث من أدوات، ومعلومات،,,, وسواها.
ولئن توافر كل ذلك وتحقق الحد الأساس منه، فإن البحث العلمي يسير في دربه الصحيح وهذا ما يُتَوَقَّعُ تحقُّقُه على وجه بعيد في الثقة في المؤسسات التعليمية في مجتمعنا.
تبقى الموضوعات التي يتناولها الباحثون والباحثات,,.
مدى الحاجة إليها ,, ؟
هل تتناسب والمرحلة الزمنية التي يعيشها المجتمع؟
هل تواكب حاجات الإنسان في مناقشة القضايا التي يتمكن المنهج العلمي من إخضاعها للبحث والدرس ومن ثم التوصيات التي تقر ما يحقق المتغير اللازم؟,,.
هل يُؤخذ بهذه البحوث عند وضع خطط التغيير، والتطوير في مجالات اختصاصها ,, ؟
أم تظل حبيسة الأرفف، لا يَفرح بها، ولا يُعاود النظر إليها إلا أصحابُها ,, ؟!
هناك موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، وبعيدة، تحتاج إلى أن تكون مُنطلَقاً للتطوير، وباعثاً للتغيير، تلك التي تضع الأصبع على مواطن الخطأ، والقصور، والخلل، وعلى وجه الخصوص في الجوانب التربوية في مجال التعليم، وفي الجوانب التعليمية في مجال التربية,,, إضافة إلى المجالات الأخرى,,.
إن البحث العلمي لا يتم بيُسر، ويتكبَّد له مَن يُخطط له، ويعمل فيه، ويُشرف عليه بل مَن يُقَوِّمُهُ أيضا بالمناقشة ما إن لو وُضع في كفة الميزان لرجح رجحاناً كبيراً بأهمية الاهتمام به وجعله مفتاحاً لمسارب النور، ومساحات الضوء في حياة المجتمع,,.
ولمَسَحَ عنه التراب، وأخذه من الأرفف، ومن بين أيدي أصحابه لأن يُوضع فوق طاولات القرار عند النظر في التحديث بعد النظر في معرفة الأخطاء,,, أو عند الرغبة في التجديد عندما يكون أصيلاً ومبتكراً وذا تجديد.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved