أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st June,2000العدد:10108الطبعةالاولـيالخميس 28 ,صفر 1421

مقـالات

نهارات أخرى
فاطمة العتيبي*
من منا بلا قلب!!
** من منا بلا هفوة,.
من منا بلا خطأ,.
لكن منا الذين يؤوبون سريعاً,.
يعودون إلى حيث قلوبهم,, إلى حيث فطرتهم النقية,.
إلى حيث طبيعتهم الصافية,.
مثل الطيور حين
تعود إلى أشجارها القديمة,.
نعود ونحن,.
نعتذر,.
نزرع في الطرقات وردات لغتنا المعترفة,, المعتذرة,.
نمد أيدينا,.
فنصافح ونصفح ويصفح عنا,.
** من منا من لم يغضب يوماً,.
تتدحرج من على لسانه حينا كلمة كالحجر أو أشد قسوة,.
يلقي بها حينا
على أغصان شجر غض,.
يتطلع برقته ناحية الحياة,.
فيحطم منه غصناً وآخر وثالثا,,
لكن منا حتماً,.
من يقوى على الاعتذار,.
من يعرف إن في الاعتذار الشامخ.
مزيداً من العلو الإنساني
والبهاء النفسي الصادق.
** لا يقلل من قدرنا
إن نعتذر
فنحن بشر,.
خطاؤون,.
نسهو في لحظات عن اشياء كثيرة,, لكن من منا بلا قلب يمتلىء حبوراً ويأنس بمشاعر الود مع الناس,, كل الناس!!
من منا من لم يفقد
حيناً فرصة التواصل الحميم مع الآخرين,, نتيجة سهو غير مقصود
أو تلاهٍ في مشاغل الحياة,.
فلا نهنىء هذا ولا نشارك ذاك في ألمه.
ولا نسأل عن غياب فلان,.
ولا نحرص على زيارة آخرين,.
فتساقط من سلسلة حياتنا حلقات عديدة
نفقدها تباعاً
ونحس بفراغها تباعا.
وفي الاعتذار,.
إحساس وإنماءٌ للتواصل,.
فإن سهوت فاعتذر
وإن اخطأت في كلمة فاعتذر,.
وإن فاتك أداء واجب فاعتذر,.
فلا تظن الاعتذار
تقليلاً من قدرك,.

بل هو خطوة إلى الأمام لترميم تواصلك مع من يشاركونك تفاصيل الحياة,.
بل هو نسمة هواء باردة تمررها على وشائج لفحها الهجير
واضناها التعب,.
وأرهقها التباعد,.
تقدم دائماً إلى كمال إنسانيتك وقنن تجربتك مع الحميمين حولك وارأب صدع علاقاتك بالاعتذار والكلمات المغرقة بالوضوح والنقاء.
*ص,ب:26659 الرياض11496

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved