أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd June,2000العدد:10109الطبعةالاولـيالجمعة 29 ,صفر 1421

الاخيــرة

رعاية المواهب
د, محمد بن عبدالرحمن البشر
ليس هناك أبلغ من الثمر بعد عناء الغرس والرعاية, وغرس الشجر يعطي أكله ثمراً يانعاً شهياً يغذي المعدة وسائر الجسد, وثمر رعاية المواهب إبداعاً علمياً وأدبياً يستهوي الأفئدة والعقول وأضحى ذلك ظاهراً يتجلى في كوكبة من الشباب المميز الذي أخذت ابداعاته تشنّف الآذان وتنشد الهمم للمزيد من العطاء, ورعاية المواهب جعلت الموهوب يعطي ما لديه معيناً صافياً يتجلى في قطوف يانعه تتدلى في بساتين العطاء, ومن ثمرات تلك الرعاية الكريمة للموهبين اطلعت على رسالة لطالب موهوب في المرحلة الثانوية يقال له وليد بن سعود الرشود سمّاها الرسالة القبرية آثرت أن أضعها بين يدي القارىء لما فيها من عظة وسبك بياني بليغ وها هي بين يديكم .
أيها القبر,, أيها المرصوف المصفوف، أيها المردوم، يا تراب، يا حصباء بين صخرتين,, يا ختام الدنيا، يا مثوى الأجساد بعد الممات، من أكل اللحم، ونخر العظم، يا رميم الكبرياء، يا فتات العَظَمة، يا عظة الأحياء، يا مسكن الدود بنات الثرى,, أيها العابث بالجسوم، الطامس الرسوم,, أنت أيها القبر.
لست أدري ، أضممت بين جنبيك طفلاً، فتى أم شيخاً؟ احتويت بين لبنتيك رجلاً أم امرأة؟ استلبت من هذه الدنيا غنياً أو فقيراً؟ أأكلت بناتُك طريّ الجلد ناعم الملمس، أم خشناً لعبت به السنون وأهل السنون، فاسلمته إلى أسنانك المنون؟
عجب أنت! ترب من الترب، نَصنع به ما نصنع، ونعبث به ما نعبث,, فما هو إلا قليل، حتى انقلب الأمر، تصنع بنا وليس بنا حراك، وتعبث بنا وكنا من منشاك، قال الله الذي خلقك فسواك: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم),,,أنت ما أنت؟ طالت بك الكلمات، وطارت فيك العبارات,, فما كان جوابك إلا لحد ضَمَمتَ به المتكلم الساكت,, أخرست به الألسن، وأغلقت به الأفواه:


كم سؤال عنك نسأله
والجواب الموت لو ندري

رحم الله جمعاً فرقته، وميتاً مزقته، وجسماً واريته، ولحماً أكلته، وعظماً نخرته، ودمعاً عليه أسبلته، وحزناً فوقه سكبته,, إن تحلى بدين، وتجلى بطاعة.
عجب ممن سمع بك فما ارعوى!,, ورآك وسار على الهوى,,,! (ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر),, ملأت واخوتك الأرض, حتى ما نرى منك مهرباً,, ولا نجد عنك محيصاً,,
وقّانا الله فتنتك، ونوَّر لنا ظلمتك، وطيّب لنا طينتك، وأدخلنا جنتك,,, رسالتي إليك انقضت، وإني كتبتها إليك، وإني غداً فيك، وقريباً ملاقيك,, أصلح الله بك القلوب,, علها برؤياك تتوب,, والسلام عليك ,.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved