أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd June,2000العدد:10110الطبعةالاولـيالسبت 1 ,ربيع الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله يا صاحب المكارم والشيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة الذي قال: تذكروا هادم اللذات، الموت وعلى آله واصحابه أجمعين, وبعد,, فانه في يوم السبت الموافق 23/2/1421ه اختطفت يد المنون احد الرجال الأفذاذ واحد المواطنين الصالحين واحد المحسنين الاخيار ذلكم هو والدنا الشيخ محمد العلي الصانع احد رجال الاعمال الاتقياء نزاهة وصدقا وتعاملا، فلقد صلّى عليه في المسجد النبوي الشريف جمع غفير وووري جثمانه الطاهر ان شاء الله في بقيع الغرقد في طيبة الطيبة هذه المدينة الطاهرة التي احبها رحمه الله وانتقل اليها قبل ربع قرن من الزمان ذهب إليها متفرغا لعبادة الله ليزداد ايمانا ونقاوة ولقد حقق الله له أمنيته التي كان دائما يرددها، ان يموت بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم,, رحمك الله وضاعف لك الحسنات في احسانك,, آنس الله وحشتك لقاء احسانك الى الارامل والايتام والمساكين.
أمطرالله على قبرك شآبيب الرحمة والرضوان لقاء ما أنفقت من الصدقات وما بنيت من مساجد تجلجل فيها كلمة الله اكبر خمس مرات في اليوم والليلة, جاءك يومك الموعود في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى وجود امثالك بين ظهرانينا عطاءً وخلقا وايمانا وصدقا وطهارة ولكن هذه حال الدنيا ومصير كل حي والسعيد من وعظ بغيره واستعد لما بعد الموت, والدنا- رحمك الله- رحلت من دار الفناء الى دار البقاء تستقبل جثمانك الطاهر رحمة الله وعفو الله وكرم الله, والدنا عرفنا فيك النبل وعرفنا فيك الشهامة وعرفنا فيك رحمة الضعفاء والمساكين وعرفنا فيك صلة الارحام والاقارب, امتدت يداك الكريمتان تمسحان دمعة اليتيم، تفرحان الارملة المكلومة وتسعدان الشيخ الطاعن في السن, فعلت ذلك باستمرار بعيدا عن الاضواء تنفق بيمينك ما لا تدري به شمالك ابتغاء رضوان الله وفضله وعفوه,, أيها الراحل الكريم، أعزي فيك الارامل والايتام، أعزي فيك مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي احبك اهلها لما وجدوا فيك اخلاق الرجال العظام في العمل والتعامل ومساهماتك وتشجيعك للأعمال الانسانية الخيرية, أُعزي فيك مسقط رأسك مدينة بريدة بأيتامها وأراملها ومساكينها الذين فقدوا فيك الرجل المعطاء بغير منّة ولا اذى: أعزي فيك ساحات المساجد ومصابيحها ومآذنها التي قمت بعمارتها ولسان حالك يقول (ما أسألكم عليه من أجر إن أجري الا على الله), ستجد ذلك مدخرا لك عند الله سبحانه الذي يحب المتقين المحسنين, على ايدينا وبمعلوماتنا نفّست عن المكروبين وأزلت همَّ المهمومين من مبدأ سرية العطاء توجهنا بعدم افشاء هذا العطاء عملا بقول الله تعالى (إن تبدوا الصدقات فنِعمّا هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم).
رحلت عنا ونحن راضون بقضاء الله وقدره، فالموت حق ولقد تخطانا لغيرنا وسيتخطى غيرنا الينا.


هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حطّ ذا عن نعشه ذاك يركب
ليس من مات فاستراح بميت
انما الميت ميت الاحياء

والدنا الكريم الراحل, طب نفسا واضطجع في قبرك الفسيح ان شاء الله.
فلقد خلدت مآثر كثيرة أعطاك الله المال الكثير واستخلفك عليه فأديت حق الله فيه سخاءً ورغبة برحمات الله وغفرانه, نودعك والالم يعصر قلوبنا فالحمد لله على قضائه وقدره له ما اخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى نسأل الله الذي يصعد إليه الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، ان يفسح لك في قبرك وان يؤنس وحشتك وان يجعلك من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وان يسقيك مع حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وعزاؤنا لابنائك واسرتك واقاربك وانسابك ورجاؤنا الى الله سبحانه وتعالى ان يوفقهم الى الاعتصام بحبل الله وان يتراحموا ويتعاونوا ويتواصلوا وينبذوا الاختلاف اقتداءً وسيرا على نهج والدهم -رحمه الله- فلقد رباهم على المنهج الاسلامي الصحيح اللهم أيقظنا من رقدات الغفلات وارزقنا الاستعداد لمفاجأة هادم اللذات وارحمنا اللهمّ جميعا إذا عرق الجبين واشتد الانين وبلغت الروح الحلقوم وودعنا الاهل والاولاد والاموال والقصور الى بطون الالحاد والقبور,, اللهمّ ارحم أمواتنا وأموات المسلمين، وجازهم بالإحسان إحساناً وبالسيئات غفرانا وارحمنا اللهمّ اذا صرنا الى ما صاروا إليه وصلى الله وسلم وبارك على نبّينا وسيدنا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين.
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
محمد العبدالله الحمد الجاسر
مدير الشؤون الادارية لمحاكم القصيم سابقاً
بريدة- القصيم

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved