أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th June,2000العدد:10111الطبعةالاولـيالأحد 2 ,ربيع الاول 1421

الاقتصادية

شكراً لمعالي الوزير
م, ناصر حمد الناصر
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية تقدما كبيرا في مجال (صناعة الألبان) ويعزى ذلك إلى الدعم الذي توليه الحكومة لهذه الصناعة الهامة ومن ضمنه منح الإعانات والقروض الميسرة بدون فوائد، بالإضافة إلى تزايد الطلب على هذه السلعة الهامة باعتبارها سلعة غذائية متكاملة العناصر، ولقد تابع الجميع ماشهده سوق هذه الصناعة خلال الفترة الماضية من منافسة شديدة بين المنتجين تركزت على(الأسعار) والتي انخفضت بشكل كبير لم يسبق له مثيل خلال تاريخ هذه الصناعة على الرغم من تزايد تكلفة بعض بنود تكاليف الإنتاج ومنها على سبيل المثال (الزيوت والمحروقات) التي تعتبر البنود الأساسية لإنتاج وتصنيع الألبان، وهذا الانخفاض كان مدار البحث والتحليل لدى العديد من الكتاب والمتخصصين حيث استغرب البعض منهم هذا الانخفاض الحاد في الأسعار والذي من شأنه تأصيل الروح الاحتكارية لسوق الألبان وبالتالي إخراج صغار المنتجين - وما أكثرهم- الذين ليس بوسعهم تحمل الخسائر، وفي حين أن البعض الآخر من الكتاب أشاد بهذه الظاهرة لاعتقادهم أن هذا الانخفاض من مصلحة المستهلك وأن المهم هو المستهلك وليس المنتج الصغير الذي عليه أن يتحمل الخسائر أو أن يخرج من السوق حسب ماتقتضيه مبادئ الاقتصاد الحر، وعليه أيضا أن يتفاهم مع البنك الزراعي حول سداد قروضه المتراكمة من جراء الخسائر أو أن يقدم مشروعه لإحدى الشركات الكبار لتتولى إدارته وتشغيله .
وعلى الرغم من الكتابات والنداءات في الصحف المحلية إلا أن حرب الألبان استمرت بشكل أثار قلق المخلصين والمتابعين الذين لديهم الدراية بحجم الاستثمارات المالية الضخمة التي أنفقت لإقامة هذه الصناعة والمتمثلة في إقامة المصانع العملاقة وتوفير المادة الخام الضرورية لتشغيل هذه المصانع (الحليب الخام) الذي يمر بالعديد من المراحل حتى يصل للمستهلك النهائي بالشكل والمكان والسعر المناسب، وكانت الأماني لدى هؤلاء المخلصين هو اتفاق المنتجين فيما بينهم للمحافظة على هذه الصناعة من الانهيار والذي لايشك فيه من له أدني حس ومعرفة بهذا السوق، وبما يضمن وصول هذه السلعة للمستهلك وبأسعار معقولة .
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين منتجي الألبان وتباعد مصالحهم إلا أن حكمة معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر تجلت في الوقت المناسب والذي استطاع - بحمد الله وتوفيقه - جمع هؤلاء المنتجين والتفاهم معهم بصورة منطقية بغرض حماية المستهلك والمنتج على حد سواء بعيدا عن أساليب البيروقراطية أو فرض الرأي، فقد كان دوره واضحا للجميع وأسفر عن ذلك الاتفاق الذي باركه الجميع فالأسعار التي تم الاتفاق عليها منطقية ومدروسة وتحقق المصلحة العامة من جميع جوانبها سواء للمنتج أو للمستهلك، ولا شك أن هذا الاتفاق سيكون له الأثر الطيب في المحافظة على الاستثمارات المالية الضخمة التي أنفقت على هذه الصناعة الحيوية الهامة كما أنه مفيد ومناسب للمستهلك فالأسعار الجديدة اسعار جيدة فهي أقل من الأسعار السائدة قبل حرب الألبان الأخيرة، لذلك يمكن القول (ان حرب الألبان السعودية وضعت أوزارها) ويبقى الدور حاليا على الجميع في اهمية التعاون وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والمحافظة على هذا الاتفاق إضافة إلى أهمية قيام شركات الألبان بتطوير خططها التسويقية وتكثيف برامج التوعية والإرشاد للمستهلك المتضمنة أهمية سلعة الحليب الطازج ومشتقاته الذي لا يمكن مقارنته بحليب البودرة والذي تستهلك المملكة منه كميات عالية ,
والله الموفق,
*رئيس مجلس إدارة شركة الجوف للتنمية الزراعية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved