أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

شدو
قاهر الجن ,,, !
الدكتور : فارس الغزي
تروج ولأسباب لا افهم كنهها (سلعة) الجن كمادة صحفية لا نظير لها, ولذا لا نعدم قراءة تقرير هنا وآخر هناك ومقابلات مع أناس (تخصصوا) في معرفة ما عجز العلم عن سبر غوره والالمام بكنهه, في البدء حري بي القول أنني أعترف بوجود الجان بحدود ما يؤكده كلام الله عز وجل وحسب ما ترويه أحاديث نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم , أما ما هو خلاف ذلك فإنني شخصيا لا أستطيع فهم خيالات وتصورات غيبية غريبة تتجلى على شكل معجزات في وقت تعوزه المعجزات!
مناسبة المقدمة الآنفة الذكر هو تقرير صحفي قرأته في مجلة واعدة من المجلات التي تعنى بالشعر والأدب الشعبي، واسمها قطوف , رأيتها وقد تحلى غلافها بصورة رجل يصفه عنوان صحفي عريض بأنه قاهر الجن! , هذا وتحت هذا العنوان يزهوعنوان آخر يبدو أنه تصريح (لقاهر الجن) هذا يؤكد فيه ما نصه: إعجاب البنات ببعضهن سبب في تلبس الجن لهن! ,, لا أكتمكم سرا أنني (غصت) في أعماق هذا الحوار (الجني) المليء جنونا وهالني (قطعية) آراء هذا الرجل بخصوص حالات وحالات نفسية لم يجد تفسيرا لها سوى (الجن!), (ما علينا!) دعونا نستعرض بعضا من الأفكار (الجنية!) المنتقاة من المقابلة الصحفية المعنية مع (القاهر بالله) ونرى كيف أننا من بد خلق الله! عرضة للجن ومؤامرات الجن وكأنه (ما ناقصنا إلا هذا!!)،
حسنا، يقول (القاهر بالله!) حسب اللقاء الصحفي ان هناك جنيا (صغير السن!) قد تلبس في فتاة حاول علاجها مرارا وتكرارا، ومع ذلك باءت كل محاولاته بالفشل، ولكن وفي خضم الضغط المتواصل عن طريق (الكفوف والجلد طبعا!) اعترف الجني برغبته في الخروج والسفر إلى أهله ولكنه أوضح، في نفس الوقت، بعدم قدرته على ذلك كونه فشل في الحصول على (حجز) في النقل الجماعي (حسبي الله عليك ياالنقل الجماعي!!),,، وعليه، ورغم أن الشيخ لم يوضح لنا إن كانت وجهة سفر أخينا الجني للداخل أو للخارج، فإنني أناشد هنا (نقلنا الجماعي) العزيز بالتكرم بتأكيد حجز من يريد السفر من الجن فوراً وإلى أي جهة كانت ،معتبرا هذا تعهدا من قبلي بدفع التكاليف شريطة ألا تتجاوز ما تدفعه لي جريدة الجزيرة، مقترحا في نفس الوقت توفير رحلات إضافية ومتتابعة لهم لعل وعسى أن يغادرونا عن بكرة أبيهم (وإلى أبد الآبدين!) خصوصا أننا على أعتاب موسم الصيف ويكفينا ما لدينا من فراغ قاتل وحرارة قاسية!! ومع ذلك ، يتبقى تساؤل محير فعلا، فحواه: هل سفر الجن على متن النقل الجماعي يتطلب خدمات كتلك التي تتطلبها رحلات إخوانهم من الإنس ؟! ,, مثلا، كيف يتسنى لمضيفي الرحلة خدمة أشخاص لا يستطيعون رؤيتهم؟! بل ما العمل لو لا سمح الله حصل حادث مروري لحافلة النقل الجماعي المكتظة بالجن؟! ,, من لديه من الإنس الشجاعة الكافية للعمل على إنقاذهم؟! ,, كيف تتم معالجة المجروح منهم؟!,, بل ما هي كيفية دفن الميت منهم وأين؟! الأمر الذي يفرض على الجهات الحكومية المعنية، كوزارة الصحة مثلا، العمل فوراً على إنشاء مستشفيات لتلقي جرحى الحوادث من مسافري النقل الجماعي (من الجن) على أن يلزم (قاهرهم هذا!) بدفع كل ما يختص بتكاليف الانشاء والعلاج.
بالمناسبة نسيت أن أذكر لكم أن الجني المذكور وحسب اللقاء الصحفي يتخذ من سكن طالبات كلية التربية بعرعر مقرا له (إهب جني قليل أدب!) مما يعني أن تعليم البنات ليس فقط بحاجة إلى تغيير كوادره الوظيفية من رجال الإنس، بل وتغيير كوادره من رجال الجن كذلك,, وهذا، بالمناسبة، موضوع فات على صديقي وزميلي العزيز الدكتور خالد آل هميل، عندما أشار بمقالة له منذ اسبوعين إلى ضرورة تأنيث تعليم المرأة وإحلالها مكان الرجل (الإنسي!) وذلك فيما يخص شؤون تعليمها!
نسيت أن أذكر لكم، كذلك، أن (قاهر الجن!) قد ذكر أن الجني هذا يدين باليهودية،وإن كان الله يهديه لم يوضح لنا إن كان هذا الجني صهيونيا أم لا؟! حيث ان المسألة، كما تعلمون، (تفرق) لدى العرب من فصيلة (الإنس!) المتهالكين على التطبيع مع إسرائيل بحجة أن هناك فرقا بين اليهودي المكتفي باستعمار أرض فلسطين فقط، والصهيوني المستعر (قلبه نارا) لاستعمار كل ما يستطيع استعماره من بلاد (العرب أوطاني!) بالمناسبة: هل يعتقد (قاهر الجن) أن استسلام (عرب التطبيع) سببه (الجن),, وإن كان الأمر كذلك، فهل باستطاعته العمل على تخليصهم من داء عضال كهذا (أو على الأقل تخليصنا منهم!) رحمة ورأفة بخير أمة أخرجت للناس؟
بالمناسبة، لماذا لا يصاب بالجن إلا الفقير، (والنساء في الغالب!) وغير المتعلم، والضعيف من البشر؟,, وماذا عن قدرة (القاهر هذا!) على تسخير (الجن) لقهر الإنس، خصوصا أنه يدعي القدرة على قهر الجن في الوقت الذي يؤمن بقدرة الجن على قهر الإنس؟!,, فإن كان الأمر كذلك (وش ينتظر؟!).
لماذا لا يمتطي أقرب حافلة مواصلات والتوجه فورا إلى فلسطين السليبة وتسخير (إخواننا الجن!) لاستنساخ ما يمكنهم استنساخه من (أمجاد عربية) سادت زمنا وبادت أزمانا!
ختاما، (لا يهمكم كل هالخرطي!) فمن الواضح أن أوائلنا كذلك قد عانوا مما نعاني منه في وقتنا (الحاضر)،وذلك بدليل اضطرارهم إلى صياغة مثل نصه: أمحل من حديث خرافة! : وخرافة هذا هو رجل ادعى أن الجن قد اختطفته فلبث فيهم مدة طويلة من الزمن، ومن ثم رجع إلى قومه، أخذ يحدثهم عن قصص عجيبة لا يصدقها العقل، فضرب به المثل في كل ما هو غريب، وعجيب، وخرافي!
,, حمانا الله وإياكم من القهر، والجهل، والجن، والجنون، والتطبيع، وسوء الطبع و ,, و ,,و !

* للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved