أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

محليــات

في عملية استغرقت 11 ساعة في الرياض
مركز الأمير سلطان لجراحة القلب يزرع قلباً كاملاً بدون مضاعفات
الأطباء السعوديون يستخدمون طريقة جديدة ومبتكرة ويدخلون العالمية
* كتب محمد العيدروس
سجل مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة انجازا طبياً متقدماً، من خلال تمكن أطبائه من تحقيق سبق علمي تمثل في زراعة قلب كامل بنسبة نجاح باهرة ودون مضاعفات وبطريقة تختلف عن الطرق التقليدية.
وكشف الدكتور عماد عبدالله بخاري استشاري جراحة القلب وهو الطبيب الذي قام بإجراء العملية التفاصيل مشيرا إلى أن الطريقة التقليدية السابقة أجريت منها مئات العمليات في العالم وهي تتلخص باستئصال نسبة كبيرة من قلب المريض مع إبقاء حوالي نصف الأذين الأيمن والأيسر لتوصيلهما بالقلب المزروع وقد أجرى المركز من هذا النوع من العمليات 29 عملية زراعة أما الطريقة الجديدة التي أجريت بها هذه العملية فتكون بالاستئصال الكامل لقلب المريض وتوصيل الأوردة الرئوية بالأذين الأيسر والوريد الأجوف السفلي والعلوي لما يقابلهما في القلب المزروع ثم يتم توصيل الشريان الرئوي الأورطي وتسمى هذه الطريقة الجديدة (زراعة القلب الكامل) وهذه الزراعة الجديدة هي من العمليات الأولى التي تم إجراؤها في مراكز قليلة من العالم وعن فوائد الطريقة الجديدة قال د, بخاري إنها تحافظ على كهرباء القلب المنبعثة من الغدة الكهربائية الجيبية في القلب المزروع كما تقلل تلك العملية من الحاجة إلى منظم لضربات القلب سواء كان مؤقتا أم دائما ويصبح الأذينان في هذه العملية بحجمهما الطبيعي مما يقلل من احتمال ارتجاع الصمامات الميترالي والثلاثي وذلك لانسيابية سريان الدم منهما إلى البطين الأيمن والأيسر كما أن النشاط الطبيعي للأذينين يساعد في تحسين الدورة الدموية الكبرى والصغرى بنسبة 15% وعملية الزراعة الجديدة تساعد على طبيعة الدورة الدموية الصغرى التي تقلل من احتمال هبوط أو ضعف البطين الأيمن خصوصا إذا كان ضغط الشريان الرئوي مرتفعاً وقال الدكتور بخاري إن الطريقة الجديدة لهذه العمليات تجرى في مراكز متقدمة وقليلة من العالم وعن بداية وصول المريضة للمركز قال الدكتور بخاري إنه تم إبلاغنا قبل ثلاثة أشهر عن وجود مريضة تنتظر متبرعا وشاهدنا المريضة وتبين بعد التشخيص حاجتها الملحة لزراعة قلب وذلك نتيجة معاناتها اليومية بضيق شديد في التنفس وهبوط مزمن في الدورة الدموية الناتج عن الضعف الشديد لعضلة القلب حيث أن نشاط القلب في الأشعة الصوتية 12% فقط.
وأضاف د, بخاري قائلا تم اشعار المريضة بضرورة زراعة قلب لها وذلك لحين وجود متبرع، وبعد ذلك بشهرين تم إبلاغنا من المركز الوطني لزراعة الأعضاء بوجود متبرع متوفى دماغياً بمستشفى قوى الأمن بالرياض وتوجهنا بصحبة الفريق الطبي يوم الأربعاء الموافق 10/5/2000م مساء إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض وتم التأكد من شهادة الوفاة الدماغية وموافقة ولي أمر المتوفى جزاه الله خيراً للتبرع يوم الخميس الموافق 11/5/2000م الساعة السادسة صباحاً انطلق الفريق لإحضار القلب المراد زراعته وفي الساعة الثامنة صباحاً تم إجراء العملية للمريضة انتصار مدني.
وقال د, بخاري بان العملية استغرقت ست ساعات وبعد ذلك بخمس ساعات ونصف، تم فصل المريضة عن جهاز التنفس الصناعي وخلال 36 ساعة تم إيقاف جميع الأدوية المنشطة وتقبل الجسم القلب الجديد المزروع بفضل من الله ثم بمساعدة الادوية المنظمة للمناعة وبعد مرور اسبوع تم اخذ عينة من القلب المزروع واتضح استجابته للجسم بشكل كبير، وقد خرجت المريضة وهي تتمتع بصحة جيدة ولله الحمد، وناشد الدكتور / بخاري في نهاية تصريحه معالي الشيخ / علي بن مرشد المرشد الرئيس العام لتعليم البنات بضرورة نقلها إلى مدينة كبيرة بجوار مركز قلب متطور لانه يستوجب متابعتها المستمرة لحالتها التي تستدعي ذلك لأن العملية كبيرة وتحتاج في كثير من الأحيان سرعة نقلها إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن ولان الهجرة التي تدرس بها تبعد عن مدينة جدة أكثر من 500 كيلو متر.
وتحدث المقدم/ عبدالرحمن بن حمد العسيمي مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة عن فخره واعتزازه بالإنجازات التي يحققها المركز فقال لم تتحقق تلك الإنجازات لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم الجهود المبذولة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز اللذين قاما بتسخير كافة الإمكانات لكي يمضي المركز قدما بتحقيق إنجازاته العالمية التي تضاهي المراكز المتقدمة عالميا وهذه شهادة من أطباء عالميين قاموا بزيارة مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لسعادة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي المدير العالم للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة على توجيهاته المستمرة ودعمه لما حققه مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة على وجه الخصوص وبقية الصروح الطبية للخدمات الطبية في مناطق مملكتنا الغالية, كما قدم المقدم العسيمي خالص شكره للفريق الطبي الذي قام بالعملية وعلى رأسهم استشاري جراحة القلب بالمركز الدكتور / عماد عبدالله بخاري على الجهود المبذولة بإنجاح هذه العملية بعد توفيق الله سبحانه وتعالى, وأكد المقدم العسيمي بان جميع الأطباء في المركز يسعون جاهدين لمواكبة المستجدات الطبية العالمية وذلك بحضور المؤتمرات الدولية والعربية والمحلية لتقديمها للمريض بأسرع الطرق وأفضلها.
المريضة تتحدث عقب العملية
بعد ذلك تحدثت المريضة انتصار المدني التي تمت عملية الزراعة لها فقالت إنني أتمتع بعد العملية بصحة ممتازة ولله الحمد وكنت في السابق لا أستطيع التنفس إلا بصعوبة بالغة وبواسطة جهاز خاص وفي الحقيقة عندما علمت بوجود متبرع للقب لم تسعني الفرحة وذهبت من جدة إلى الرياض لكي ادخل المركز ويتم إجراء العملية وبالفعل تم إجراء الزراعة وتحقيق النجاح بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، واضافت المريضة المدني قائلة لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لأهل المتوفى وأسال الله سبحانه وتعالى بأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويكتب له الأجر بكل خفقه قلب أعيش بها، كما دعت المريضة جميع ذوي المتوفين بالتبرع لكي ينقذ حياة أناس كثيرين باذن الله وهو جائز من هيئة كبار العلماء، وشكرت المريضة في نهاية حديثها جميع منسوبي مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة على متابعتهم المستمرة لها قبل العملية وبعدها كما شكرت الدكتور عماد بخاري والدكتور عرفان بخشي استشاري أمراض القلب بالمركز، وقالت أسأل الله جلت قدرته أن يوفقهما لخدمة المرضى، والشكر موصول لجميع منسوبي المركز على جهودهم ومتابعتهم المستمرة.
ورفعت المريضة أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى بأن يحفظ لهذه البلاد قادتها المخلصين لما يقدمونه من خدمات طبية لجميع المرضى وشكرت المريضة انتصار مدني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام على توفير هذا الصرح الطبي العملاق الذي يقدم أفضل الخدمات الطبية للمرضى وذلك بوجود أطباء سعوديين نفتخر بهم جميعاً وتجهيزات طبية متقدمة تضاهي ما يقدم في المراكز العالمية المتقدمة.
وبعد ذلك تحدث شقيق المريضة فهد المدني فقال الكلمات تقف حائرة أمامي والفرحة لا تسعني بمناسبة نجاح العملية التي أجريت لشقيقتي والنجاح ليس بغريب على مركز الأمير سلطان لمعالجة وجراحة القلب للقوات المسلحة وذلك لما يتوفر به من أطباء ذوي سمعة عالمية استطاعوا خلال بضع سنوات أن يكونوا في مصاف الأطباء العالميين في هذا الاختصاص الطبي المهم، وقال مدني من خلال هذا اللقاء أناشد الرئيس العام لتعليم البنات معالي الدكتور علي المرشد بان يحقق الرغبة الملحة التي طلبها الطبيب بضرورة نقلها إلى مدينة كبيرة وهي مدينة جدة وذلك حفاظا على حياة شقيقتي التي قد يحدث لها مفاجآت طارئة تتطلب نقلها بصفة عاجلة إلى مستشفى قريب ذي تجهيزات متقدمة مثل المستشفى العسكري بجدة، علما بأنها تقوم بالتدريس منذ سنتين في هجرة صغيرة تبعد عن جدة أكثر من 500 كيلو متر وقد حدث لها حالات إغماء سابقة وتم نقلها بواسطة سيارة ليست مخصصة لنقل المرضى وبفضل من الله تم إسعافها في آخر لحظة ولولا لطف الله سبحانه وتعالى لفارقت شقيقتي الحياة.
وأضاف فهد المدني قائلا بأننا تقدمنا مرارا وتكرارا بطلب نقلها لمدينة جدة ولكن دون جدوى علما بان الطلب ارفق به جميع التقارير الطبية واعلم بان الرئيس العام لتعليم البنات الشيخ علي المرشد لا يألو جهدا بتحقيق الراحة لجميع منسوبي الرئاسة فضلا عن أن تلك الحالة التي تعتبر استثنائية وحالة طبية خاصة تتطلب سرعة النقل إلى مدينة كبيرة كمدينة جدة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved