أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th June,2000العدد:10114الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,ربيع الاول 1421

الثقافية

إلى الشاعر محمد
جبير المليحان
أعجبني قولك يا محمد: (بكل تأكيد كنت موقناً به، ومتوقعه,,) أي: فوز القصيدة عكاظ 29/2/21,, إنك شاعرنا المميز، الذي يقول:
(ضمني،
ثم أوقفني في الرمال
ودعاني:
بميم وحاء وميم ودال
واستوى ساطعاً في يقيني،
وقال: أنت والنخل فرعان,,)
نعم، ياشاعرنا المميز بتفرده، والمتفرد ببساطته أعني لغتك الحية، الطرية، السهلة الصعبة .
هكذا تفجعنا بقصائدك ، وكأنك لا تدري، كأنك أبا يوسف تتسلى بعطشنا للشعر,, تضحك، وأنت تريق على شفاهنا مطر الشعر,.
يأتيني سؤال كطفل: هل أنت جاد عندما كتبت قصيدتك الموجعة: الموغلة؟
هل تخليت عن براءتك، وأنت تدس، في ثنايا أغطية الكلمات، انياب الذئاب,, ثم تطلقها صوب القطعان النائمة؟ ليست قطعان العقول فقط,, إنما خراف الغفلة المطمئنة في مراعي الأفئدة؟
لقد (عويت) فأفزعت جل القطيع!!
لا ابا يوسف أنت وبكل تدبر، وقصد متلبس، ليس فقط بوعيك، لكن بضمائر قرائك المثقلة بأحزان النخل (والشوارع والرمال والمدينة والبحر والسفينة و الشاطىء و المنزل والعزف والهديل والحجارة والساحة والموسم الطويل,,) لقد تحملت الأثقال إذاً!!
ولذا: أنت هكذا، تمس بكلماتك شغاف الأحزان، والأحلام، والأفئدة,, قبل ان تصل إلى هذه الجماجم التي نحملها فوق اكتافنا، وندور بها كثيرا وكثيرا,, دون حصيلة ما.
أنت شاعر،ولا تستطيع غير ذلك!
ببساطة، وقبل ان تمضي في الطريق إلى سحابة أخرى,, سحابة تهمي، ها أنت تنثر في طرقاتنا كلماتك:
(ونظرت في عين السما فخبت شرارات الظما
وانشق عن مطر غمامي
للبائتين على الطوى
والناشرين لما انطوى
والناظرين الى الأمام,,,)
ولذا فمن الطبيعي أن يحدث ما حدث لك (!).
مهلا: لوكنت يا محمد شركة لتعددت الأصوات لخصخصتك!
لو كنت حنجرة (طرب) لتم تسويقك.
لو كنت (بنكا) لامتلأت الطرقات بملصقاتك,.
لوكنت,, لو كنت؟؟!!
لكننا وفي وطن النخيل والرمل والبحر والمواسم الطويلة، في سنة (عاصمة الثقافة)، في مواسم التسويق والسياحة,, وفي ساحتنا التي تعددت فيها اكشاك الأندية الأدبية نقول: أين أنتم من (محمد الثبيتي) حتى الآن؟
وقبله: أين أنتم من الدكتور (عبدالله الغذامي)؟
أين أنتم في سنتكم الثقافية من رائدنا، وشيخنا الفريد في عطائه، والمتفرد في بصيرته، والمتطاول في أرجاء بلادنا فوق قامات النخيل العالية (أعني الشيخ: عبدالكريم الجهيمان) أمد الله في عمره؟
أين تكريمكم لشاعر رائد،أعني: (محمد العلي)؟
وأين حق المبدع المرحوم (عبدالعزيز مشري) من التكريم،قبل مماته رحمه الله؟
هؤلاء,, وغيرهم كثيرون,.
أين من هؤلاء مؤسساتنا الثقافية؟
ولماذا يكرم مبدعونا في الخارج,, ونكتفي نحن بالتصفيق بالكلمات في ملاحقنا، وكجمهور متفرج؟
لك المجد، ياشاعر النخل والرمل والبحر.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved