أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th June,2000العدد:10114الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,ربيع الاول 1421

الاخيــرة

عرائس وفرائس
د, محمد بن عبدالرحمن البشر
موسم الزواج والأفراح يطل بما فيه عند حلول كل صيف، لا لأن الزواج يحلو ويطيب في مثل هذا الوقت من العام، بل لأن الظروف الدراسية جعلته موسماً مألوفا لدى الكثير, وتتفاوت مظاهره وتكاليفه تبعاً للظروف المادية والاجتماعية ومقدار حب الظهور، وفي مجتمعنا طبقة منَّ الله عليها بوافر من المال في ظل ظروف سياسية واقتصادية مستقرة والحمد لله.
وكانت هذه الطبقة تتباهي في اعراسها بكل ما هو نفيس، إلا ان هذه الطبقة بدأت تتجاوز في مباهاتها كل ما هو مألوف وتتعدى في منافساتها ما يمكن ان يقبله كل من حباه الله ذرة من عقل.
نسمع تارة بمن استقدم شركات تسمى عالمية لتغيير ديكور صالة فندق، لتتماشى مع ذوقه الرفيع إن كان رفيعاً كما يزعم، ونسمع ممن حاكت صنوف موائده ما جاء في رواية ألف ليلة وليلة، ومن استقدم لحفل عرسه من المغنيات والمغنين ما لا يطيقه سواه وأقرانه ونسمع بمن جمع ذلك كله ومثله معه.
هذا التباهي والتنافس العجيب الغريب ليس له نهاية ليفرح المنافس بتربعه على قمة إبداعاته كما يزعم، فغيره سيعمل جاهدا على بزَّه وتجاوزه فيكون مآل إنفاقه في ذمة التاريخ، وليس له أثر باق ليبقي ذكرى تتلذذ بها الأنفس وتطيب، ولن يتحدث المجتمع عنه إلا لفترة وجيزة ليتجاوزوه الى من سواه وهكذا دواليك.
إننا نعلم أن خسارة حفنة من الدريهمات تتجاوز ثلاثة الملايين لا يمثل شيئا لدى نفر من أولئك البعض، غير أن الخسارة الحقيقية تكمن في اختلال المنطق ومجانبة الصواب، فالمال دلاله الفعل بحسن التدبير، فالمدبر المتوازن الحكيم في صرفه من ماله غالباً ما يكون راجح العقل ذاكي الفؤاد، أما المسرف المبذر او البخيل المقتر فغالب الأمر أنه مشتت الذهن فاقد لأمر أراد إدراكه.
سوف لن أحمّل النساء كل هذه التجاوزات حتى أسلم من ألسنتهن، فلم أسلم من تلك الألسن في مقالات سابقة فآثرت السكون والدعة غير أنني لا يمكن بحال أن أغفل دورهن البارز في هذا المجال فهذه بضاعتهن, ولأنها بضاعتهن فلن يتوانين في استخدام ما منحهن الباري من أسلحة شتى للتأثير على الزوج فإن كان سيد عقله رد ما تجاوز الحد وقبل ما كان في حدوده، وإن كان أسير أهواء النساء فلا أرى في بعضهن من هوي غير المنافسة والمماحكة والزهو مهما بلغن من التعليم دون النظر الى أثر ما يوصين به على منطقية الرجل وسمعته.
إن الرجل سيكون فريسة تلك الأعراس لأن الرجال تقاس بعقولها وحسن تدبيرها، فالمفاخرة بقيت وستبقى على مرِّ الدهور متمثلة في العلم وحسن التدبير وحميد الأفعال, ومنطقية السلوك، والفرق بين الكرم والبذخ جد كبير، فأوجه الكرم معلومة محمودة بينما أوجه البذخ معلومة مذمومة، وشتان بين الأمرين.
وأرجو من الله أن يعطينا من العقل ما نسلك به سبيل الرشاد,.

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved